عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 31-03-2024, 11:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,558
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (89)
مثنى محمد هبيان



قال تعالى :(أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) [البقرة: 108]
السؤال الأول:
في قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ) [البقرة:108] ما المتروك؟ وما المأخوذ ؟
الجواب:
الباء مع الذاهب (بِالْإِيمَانِ) أي: أنّ الإيمان عندهم ذهب بعد أنْ أخذوا محله الكفر .
السؤال الثاني:
قوله تعالى: (ضَلَّ) من منظومة كلمات (التيه)، فما هذه الكلمات ؟
الجواب:
كلمات منظومة (التيه) هي :
ـ تاه: ومنه التيه في الأرض (تيْهان) ، والتيه في العقيدة، (تائه)، وهو المتحير الذي لا يعرف المكان الذي هو فيه ولا كيف يتوجه فهو تائه وتيهان.
ـ ضاع : الضياع يكون بالإهمال وقلة الوعي، نحو قوله تعالى: (أَضَاعُوا الصَّلَاةَ) [مريم:59] و (أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ) [آل عمران:195].
ـ فقدَ : الفقدان هو زوال الشيء عنوة وهو عزيز, والفقد لا يكون إلا لعزيز, والضائع لا يعود، والمفقود يعود وقد لا يعود،: (قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ) [يوسف:71] .
ـ ضلّ : الضلال هو الخروج عن طريق مستقيم واضح إلى طريق متعرج مجهول, وفي القرآن تطلق كلمة (ضلّ والضلال) على الكفر والشرك وتطلق على النسيان (أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا) [البقرة:282] وعلى الخطأ اليسير (إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [يوسف:8] .
ـ الضلال البعيد : كل ضلال بعيد في القرآن هو كفر وشرك، والضالون مخلدون في النار(إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) [الشورى:18] .
ـ الضلال عن سواء السبيل: كان مؤمناً فتحيّر فارتد مشركاً فهو من المرتدين, انظرآية البقرة: ( وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) [البقرة:108] .
ـ الضلال المبين: هو آخر فرصة للضال قبل أنْ تأتيه العقوبة، وتطلق على الكافرين المشركين الخالدين في النار. قال تعالى : (لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [مريم:38] .
السؤال الثالث:
ما أهم دلالات هذه الآية ؟
الجواب:
1ـ ( أمْ ) عاطفة منقطعة بمعنى ( بل ) , وللعلم فإنّ ( أمْ ) تأتي متصلة ومنقطعة , فالمتصلة تأتي بمعنى ( أي ) نحو : أضربت أخاك أم وبّخته ؟ بمعنى : أي ذلك فعلتَ ؟ وسُميت متصلة لأنّ ما قبلها لا يستغني عما بعدها, وذلك أنها وقعت بين شيئين أو أشياء لا يُكتفى بأحدها , فإنّ طَلبَ التعيين لا يتحقق إلا بأكثر من واحد , وأمّا المنقطعة فتقع بين جملتين مستقلتين وتفيد الاضراب عن الكلام الأول , ومعناها في الغالب ( بل ) .
2ـ الإرادة في الخلق في الفعل ( تريدون ) هو نزوع النفس لبادٍ تستقبله , وعبّر بالفعل المضارع لاحتمال تكرر الأمر مع الزمن .
3 ـ ( سواء السبيل ) هو وسطه وخياره , والغرض التشبيه دون نفس الحقيقة , ووجه الشبه في ذلك أنّ من سلك طريق الإيمان فهو جارٍ على الاستقامة المؤدية إلى الفوز والظفر بالثواب والنعيم , فالمبدل لذلك بالكفر عادل عن الاستقامة فقيل إنه ضلّ سواء السبيل .
والله أعلم .






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.04 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]