عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-03-2024, 02:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,372
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا خلق الله الحسد





لماذا خلق الله الحسد

سهام علي



خلق الله سبحانه وتعالى بعض أنواع الابتلاءات في الحياة الدنيا لحكمة يعلمها ،منها ما هو خفي قد تكشف عنه الأيام وقد لا تكشف، ومنها ما هو واضح جلي ،وكل ما علينا هو الإيمان بحكمته المطلقة علمنا الحكمة أم لم نعلم
والحسد هو أحد الشرور التي يعاني منها الإنسان على الأرض ،وبغض النظر عن الحكم على الحسود أنه عاصي لله معترض على أمره إلا أن المحسود غالبًا يكون السبب لما يصيبه من الحسد، فالمحسود في كثير من الأحيان يكون شخص متفاخر لا يمل الحديث عن تميزه عن الآخرين ،أيًا كان هذا التميز ،بل قد يكون أحيانًا شيئا وهميًا لا وجود له ، ولكنه مولع بإغاظة الآخرين بتفوقه عليهم بالحق أو بالباطل ،سواء هذا التفوق في المال أو الجمال أو الذكاء أو الحسب أو النسب ،بل قد تصل المهزلة إلى أن يتباهى المرء بعبادته وقربه إلى الله ويتعالى على الآخرين بأمر لا يعلم به سوى السميع العليم ،ونذكر القصة المعروفة للرجل الذي تألى على الله وأقسم أن صاحبه سيدخل النار لكثرة معاصيه ،فغضب الله عليه وغفر لصاحبه وأدخله النار.
فالتفاخر هو المشكلة الأكبر و هو المجلبة الأولى للحسد سواء بالمقال أو بلسان الحال ، وكم من الناس لا يترك فرصة أمام الآخرين ليتحدث عن إمكاناته المادية الفائقة وكم ينفق على أهله وذويه، وآخر يتفاخر بأبنائه كيف سبقوا الآخرين بذكائهم وتفوقهم دون حتى مراعاة لمن حُرم الولد أساسًا، وهذا لا يمنع أن الله سبحانه وتعالى بكرمه وفضله علمنا من الأذكار ما هو دافع للحسد لكن الأمر يتطلب قلبًا سليمًا يردد الأذكار بخشوع وتضرع و تواضع للخالق العظيم ناسبًا له كل نعمة وفي الذكر (أبوء لك بنعمتك عليّ)
وإن كان كما يقال كل ذي نعمة محسود ولا يسلم أحد من الحسد فإن الصدقة والبذل والعطاء من الأمور التي تدفع الحسد على أن تكون بتواضع وليس بمن ،وبإخلاص وليس رياء .








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.03 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.28%)]