مجالس تدبر القرآن (67)
امانى يسرى محمد
قال شيخ الإسلام :
والله -سبحانه- جعل مما يعاقب به الناس على الذنوب سلب الهدى والعلم النافع ، كقوله { وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ }
قال أبو الوفاء بن عقيل : يا من يجد في قلبه قسوة احذر أن تكون نقضت مع الله عهداً ، فإن الله يقول :
{ فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً }
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي }
يظهر الافتقار في لحظات العجز..
وكلنا يارب مفتقرون إلى رحمتك فارحمنا بالقرآن العظيم .
{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ }
يحسن بالداعية إلى الله أن لا يحمل همّاً وغمّاً بسبب ما يحصل من بعض الناس من المكر والتآمر لأن الله يبطل كيد هؤلاء ..
{ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ }
وحيداً في قبرك ، في حشرك
ليس معك سوى عملك !*
{ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ }
قال ابن القيم -رحمه الله ووالدي-:
وأعظم الضر حجاب القلب عن الرب ..
يارب إن على قلوبنا أقفالاً وبيدك مفاتيحها فارحم اللهم ضعفنا...
{ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }
( فبهداهم ) الاقتداء بالمنهج والطريق لا بالأشخاص.
يغلب عند المصائب قُرب العبد من الله
لكن من الناس من تزيده المصيبة بعداً عن الله والعياذ بالله-
{ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ}*
إن الإنسان محتاج دائماً إلى منشطات الأمل وكوابح الغرور ، ولذا كان من سنن القرآن الجمع بين الوعد والوعيد ، كما في قوله تعالى
{ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ،
ليظل الإنسان دائماً محكوماً بمشاعر الخوف والرجاء .
*التفسير الموضوعي
{ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ }
عن مجاهد قال: فيفزعون فيقولون:{لا علم لنا}
فاستعدوا اليوم لذلك اليوم..