عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-03-2024, 06:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,156
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب.. سلفية لا وهابية




افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب والرد عليها

(الحلقة الثالثة)



الفرية الثالثة: زعموا أن الإمام محمد بن عبدالوهاب منع الاستشفاع بالرسول صلى الله عليه وسلم !
افترى أهل الباطل على الإمام محمد بن عبدالوهاب وأتباعه من الموحدين بأن الإمام ينكر شفاعة الرسولصلى الله عليه وسلم، وهؤلاء القوم ينطبق عليهم القول المأثور: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت».

فإنكار شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هو الكفر والعياذ بالله، وحاشا لله أن ينكر هذا الإمام العظيم هذا الأمر، فهذه كتبه ورسائله وكتب أحفاده وتلاميذه إلى يومنا الحاضر لم ينكروا شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم .
يقول الطباطبائي: قالت الوهابية: إن الشفاعة والأولياء منقطعة في الدنيا، وإنما هي ثابتة لهم في الآخرة، فلو جعل العبد بينه وبين الله وسائط من عباده يسألهم الشفاعة، كان ذلك شركا وعبادة لغير الله، فاللازم أن يوجه العبد دعاءه إلى ربه، ويقول: اللهم اجعلنا ممن تناله شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز له أن يقول: يا محمد اشفع لي عند الله(1).
ويقول العاملي: «أما قولهم: فالشفاعة حق، ولا تطلب في دار الدنيا إلا من الله، فإذا كانت حقاً فما المانع من طلبها؟ أفيجعل الله طلب الحق باطلا وشركاً؟ تعالى الله عن ذلك، فطلب الحق لا يكون إلا حقاً وطلب الباطل لا يكون إلا باطلاً، والتقيد بقولهم: في دار الدنيا، دال على جواز طلبها في الآخرة، كما يدل عليه حديث تشفع الناس بالأنبياء، واعتذار كل منهم ثم تشفعهم بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وهل منع الناس من الشرك في الدنيا، وأبيح لهم الشرك في الآخرة»(2).
ويقول القباني بكل وقاحة وسوء أدب وهو يخاطب الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله-: «أما أنهم كفروا بمجرد قولهم يا رسول الله اشفع لي، أو أغثني، وأنها مساواة لقول المشرك واعتقاده أن المسيح هو الله، ولعبادة تمثاله من السجود والذبح كما ادعيت ذلك وجزت به، فما أقمت على ذلك الدليل والبرهان يا طويل الآذان»(3).
ويقول ابن داوود وهو يرد على الإمام محمد ابن عبدالوهاب ويسميه الزنديق الحجازي: «وقول الزنديق الحجازي: إن الله أعطاه الشفاعة ونهاك عن طلبها منه كما قال: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} غلط.. فإن الدعاء المنهي عنه هنا بمعنى العبادة، وطالب الشفاعة لا يعبد الشفيع، بل يطلب منه أن يشفع له عند الله».
الفرية الرابعة
زعموا أن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب إنكار كرامات الأولياء!
جاء علماء السوء بفرية اتهام الإمام محمد ابن عبدالوهاب بأنه ينكر كرامات الأولياء.
وقد ألفت الكتب المشؤومة التي تسوق البلاء والشؤم، وقد نبذ هؤلاء العلماء دعوة التوحيد، وبذلك نبذوا عهد الله بدلاً من أن يكونوا من أنصارها، فراحوا يقذفونها بالكذب والبهتان.
يقول علوي الحداد وهو يرمي الإمام محمد ابن عبدالوهاب: «ومن جملة هذيانه - أيضاً - إنكاره كرامات الأولياء وما خصهم الله به من الخصوصيات والأسرار»(4).
ويقول عثمان بن يحيى العلوي: «وإنه إنكار كرامات الأولياء»(5).
ويقول: «وكذا كفّر - يقصد الإمام محمد ابن عبدالوهاب - من اعتقد كرامات الأولياء»(6).
ويقول عمر المحجوب: «كما أنه يلوح من كتابك إنكار كرامات الأولياء وعدم نفع الدعاء، وكلها عقائد عن السنة زائفة وعن الطريق المستقيم زائغة»(7).
ويقول سوقية: «ولما كانت الوهابية لا إمام لها في كل شيء تدين به سوى اختراع دين جديد حباً في الظهور، قالت بإنكار الكرامات»(8).
هذه مؤلفاتهم الشيطانية، وحتى تكون الصورة واضحة جلية، فهذه الردود من أئمة الدعوة وأنصارها.
يقول الإمام محمد بن عبدالوهاب رداً على هذه الفرية: «وأقر بكرامات الأولياء وما لهم من المكاشفات، إلا أنهم لا يستحقون من حق الله - تعالى - شيئاً ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله»(9).
ويقول - رحمه الله-: «الواجب عليهم حبهم واتباعهم والإقرار بكرامتهم، ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلال، ودين الله وسط بين طرفين، وهدى بين ضلالين، وحق بين باطلين»(10).
ويقول الشيخ عبدالله بن الإمام محمد بن عبدالوهاب: «ولا ننكر كرامات الأولياء، ونعترف لهم بالحق وأنهم على هدى من ربهم مهما ساروا على الطريق الشرعية والقوانين المرعية، إلا أنهم لا يستحقون شيئاً من أنواع العبادات لا حال الحياة ولا بعد الممات، بل يطلب من أحدهم الدعاء في حال حياته، بل ومن كل مسلم»(11).
ويقول الإمام عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب: «كرامات الأولياء حق عند أهل السنة والجماعة، والولي أعطي الكرامة ببركة اتباعه للنبي[، فلا تظهر حقيقة الكرامة عليه، إلا إذا كان داعياً لاتباع النبيصلى الله عليه وسلم بريئاً من كل بدعة وانحراف عن شريعته صلى الله عليه وسلم، فببركة اتباعه يؤيده الله - تعالى - بملائكته وبروح منه»(12).
ويقول المجاهد الشيخ سليمان بن سمحان: «إن الشيخ - أي محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - لا ينكر كرامات الأولياء، بل يثبتها، ولا ينكر إلا خوارق الشياطين؛ فإن أولياء الرحمن لهم علامات يعرفون بها، فمن علامات أولياء الله: محبة الله، ومحبة رسوله، والتزام ما أمر الله به ورسوله، وتقديم ما دل عليه الكتاب والسنة على ما يخطر ببال أحدهم أنه كرامة»(13).
أما خوارق السحرة والدجالين والمشعوذين التي تتخذ صورة كرامات الصالحين والأولياء؛ فهذه خوارق شيطانية نحاربها أشد المحاربة، وهي صورة شيطانية تسيء إلى الإسلام والمسلمين.
فالإمام محمد بن عبدالوهاب وأتباعه من الموحدين يحاربون أولياء الشيطان من الخرافيين والمشعوذين من الصوفية وغيرهم، الذين أدخلوا كثيراً من الأقوال الشيطانية باسم الكرامة والأولياء، وجعلوها لدجالين ومشعوذين، أمثال أحمد البدوي، والدسوقي، وابن سبعين، وابن الفارض، والشعراني.. إلخ.
يقول عبدالظاهر أبو السمح، إمام الحرم المكي - رحمه الله-: «الكرامات لا يملكها أحد لنفسه، بل الله يكرم من يشاء من عباده بالإيمان والتقوى، ومن يهن الله فما له من مكرم»(14).
وأخيراً نختتم هذه الفرية بعطر من صاحب الدعوة المباركة الإمام محمد بن عبدالوهاب وهو يبين الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، قائلاً: «بيان الله - سبحانه وتعالى - وتفريقه بينهم وبين المتشبهين بهم من أعداء الله المنافقين والفجار، ويكفي في هذا آية في سورة آل عمران، وهي قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، وآية في سورة المائدة، وهي قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}، وآية في سورة يونس، قال تعالى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون}.
ثم صار عند أكثر من يدعي العلم، وأنه من هداة الخلق وحفاظ الشرع إلى أن الأولياء لابد فيهم من ترك اتباع الرسل، ومن تبعهم فليس منهم»(15).
وفي وقتنا هذا - وللأسف الشديد - عمت البلاد الإسلامية إلا من رحم الخزعبلات والخرافات والشعوذة؛ حيث إن الكثيرين من السحرة والدجالين يتسترون تحت مسمى (الكرامة الربانية) ويقومون بأعمالهم الشيطانية مستغلين في ذلك الناس البسطاء، ومما يزيد في الصدر المرارة أنهم يفعلون ذلك تحت أسماع العلماء وأبصارهم، ولكن القلة منهم الذين يتصدون لهم.
الهوامش:
1 - انظر البراهين الجلية ص 7.
2 - انظر كشف الارتياب: المعاملي: ص 260.
3 - انظر فصل الخطاب ص 41.
4 - مصباح الأنام ص 18.
5 - فصل الخطاب في بيان الصواب ص 22.
6 - المصدر السابق ص 42.
7 - رسالة في الرد على الوهابية - تأليف عمر المحجوب جـ1 المطبعة التونسية ص 7.
8 - فصل الخطاب في بيان الصواب ص 25.
9 - مجموعة مؤلفات الشيخ جـ5 ص 10.
10 - نفس المصدر جـ4 ص282.
11 - الدرر السنية جـ1 ص 128.
12 - مجموعة الرسائل والمسائل جـ2 ص83.
13 - الأسنة الحداد في الرد على علوي الحداد: تأليف سليمان بن سحمان ص 128.
14 - الرسالة المكية، ص25.
15 - مجموعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب جـ1 ص395.



اعداد: د. أحمد بن عبدالعزيز الحصين




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.25 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]