مجالس تدبر القرآن (64)
امانى يسرى محمد
هل تتمنى حياة طيبة يطمئن لها القلب وتسكن النفس ؟
كن مع الله إيماناً وعملاً صالحاً
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ..}
{عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} .
وفي هذه الآيات التحذير لهذه الأمة من العمل بالمعاصي لئلا يصيبهم ما أصاب بني إسرائيل، فسنة الله واحدة لا تبدل ولا تغير
{... إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ }
وفي إضافة الآيات إلى اسمه {الرحمن} دلالة على أن آياته، من رحمته بعباده وإحسانه إليهم حيث هداهم بها إلى الحق، وبصرهم من العمى، وأنقذهم من الضلالة، وعلمهم من الجهالة.
{ إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ} .
وهو يشمل صلاح القلب: بمعرفة الله ومحبته، والإنابة إليه كل وقت.
وصلاح اللسان: بأن يكون رطبا من ذكر الله.
وصلاح الجوارح: باشتغالها بطاعة الله وكفها عن المعاصي.*
{وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}
وهذا وعد وبشارة لكل مؤمن وقع في شدة وغمّ أن الله تعالى سينجيه منها ويكشف عنه ويخفف لإيمانه كما فعل بـ " يونس " عليه السلام
مما يعين على التقوى ويحذر من ترك الدنيا:
تذكر أهوال يوم القيامة..
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
فلا طريق للفلاح سوى :
الإخلاص في عبادة الخالق،
والسعي في نفع عبيده،
فمن وفق لذلك، فله القدح المعلى، من السعادة والنجاح والفلاح.*
اللهم اجعلنا من أهل السعاده والفلاح ووالدينا
* من تفسير السعدي-رحمه الله ووالدَيّ-
{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} .
وهذا حال من حضره الموت، من المفرطين الظالمين، أنه يندم في تلك الحال، إذا رأى مآله، وشاهد قبح أعماله فيطلب الرجعة إلى الدنيا..*
ولكن لا رجعة له ولا أمهال.