مجالس تدبر القرآن (62)
امانى يسرى محمد
{وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
{السَّمِيعُ} لجميع الأصوات، على اختلاف اللغات، بتفنن الحاجات.
{الْعَلِيمُ} بما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، المطلع على الظواهر والبواطن؟!.*
{وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو ..}
هذه حقيقة الدنيا فإنها لعب ولهو، لعب في الأبدان ولهو في القلوب، فالقلوب لها والهة، والنفوس لها عاشقة، والهموم فيها متعلقة، والاشتغال بها كلعب الصبيان.*
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا
{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} .
هذه الآية العظيمة، من أعظم الآيات تفصيلا لعلمه المحيط، فدل هذا على عظمة الرب العظيم وسعته، في أوصافه كلها.
فتبارك الرب العظيم، الواسع العليم، الحميد المجيد، الشهيد، المحيط.*
{ نَرْفَعُ دَرَجَات مَّن نَّشَآءُ ..}
العلم يرفع الله به صاحبه فوق العباد درجات.
خصوصا ( العالم ، العامل ، المعلم )
فإنه يجعله الله إماما للناس ..*
اللهم إنا نسألك علماً نافعاً..
{وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
ومن لطفه ، أنه يسوق عبده إلى مصالح دينه، ويوصلها إليه بالطرق التي لا يشعر بها العبد، ولا يسعى فيها، ويوصله إلى السعادة الأبدية، والفلاح السرمدي، من حيث لا يحتسب،
فسبحان اللطيف لما يشاء، الرحيم بالمؤمنين.*
* السعدي-رحمه الله ووالدي-
{ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ }المائدة
ياله من مشهدعظيم ، مهيب ،
ربّ سلّم.*
{فَمَنْ يُرِدِ اللّه أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ} .
من انشرح صدره للإسلام فاستنار بنور الإيمان، فاطمأنت نفسه، وأحب الخير، وطوعت له نفسه فعله، متلذذا به غير مستثقل، فإن هذا علامة على أن الله قد هداه، ومَنَّ عليه بالتوفيق، وسلوك أقوم الطريق.
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ...} .
دلت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين، وفي سائر مسائله الأصولية والفروعية.
{وَنزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}
ويخلق الله لهم من الكرامة ما به يحصل لكل واحد منهم الغبطة والسرور، ويرى أنه لا فوق ما هو فيه من النعيم نعيم. فبهذا يأمنون من التحاسد والتباغض، لأنه قد فقدت أسبابه.
{إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
كلما كان العبد أكثر إحسانا، كان أقرب إلى رحمة ربه، وكان ربه قريبا منه برحمته، وفي هذا من الحث على الإحسان ما لا يخفى.
{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}
من الأقوال الكريمة الحسنة، والأفعال الجميلة المستحسنة،
فكل قول وفعل يحصل به منفعة للوالدين ،
أو سرور لهما، فإن ذلك من الإحسان،
وإذا وجد الإحسان انتفى العقوق.
من تفسير السعدي-رحمه الله ووالدي-
اللهم اعطنا من البرّ بوالدينا أكمله
وأجلّه وأفضله ..