التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة (5)
أحاديث ضعيفة في الحج
1- عن سعيد بن المسيب أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتى عمر بن الخطاب ] فشهد عنده أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي قُبض فيه ينهى عن العمرة قبل الحج. حديث باطل: رواه أبو داوود (1973) والبيهقي في السنن الكبرى (5/195).
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى -(تهذيب السنن (2/316): هذا الحديث باطل ولا يحتاج لتعليله إلى عدم سماع ابن المسيب من عمر، قال الإمام أحمد- رحمه الله تعالى-: إذا لم يقُبل سعيد بن المسيب عن عمر فمن يقُبل؟!
وقال أبو محمد بن حزم: هذا حديث في غاية الوهي والسقوط لأنه مرسل، عمن لم يُسمَّ ففيه خمسة عيوب وهو ساقط لا يحتج به من له أدنى علم.
وقال عبدالحق الإشبيلي رحمه الله تعالى: هذا منقطع ضعيف الإسناد، وقال البغوي في شرح السنة رحمه الله تعالى، (7/9)، : في إسناده مقال: وكذا قال الخطابي في معالم السنن (2/316).
قلت: ويكفي بطلان هذا الحديث أنه يخالف قوله تعالى {وأتموا الحج والعمرة لله}، وأمر النبي [ بالعمرة قبل الحج في أحاديث كثيرة.
2- عن أبي هريرة ] عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: جل وعلا: {وأتموا الحج والعمرة لله}قال: «من تمام الحج أن تحرم من دويرة أهلك».
إسناد ضعيف؛ لوجود جابر بن نوح، ضعفه الأئمة كيحيى بن معين وأبي حاتم، وقال النسائي: ليس بالقوي.
والحديث رواه البيهقي في (السنن الكبرى (5/30) وقال -رحمه الل-ه فيه نظر، وابن عدي (4/544) وقال -رحمه الله-: هذا الحديث الذي ذكرته لا يعرف إلا بهذا الإسناد، ولم أر له أنكر من هذا.
ومن الآثار السيئة لهذا الحديث الضعيف أنه يجيز للحاج أن يحرم من بيته، وهو يلغي المواقيت المحددة من النبي صلى الله عليه وسلم .
3- عن الحسن بن هادية قال: لقيت ابن عمر رحمه الله فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل عمان، قال: من أهل عمان؟ قلت: نعم، قال: أفلا أحدثك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني لأعلم أرضاً يقال لها عمان لا ينضح بناصيتها أو بجانبيها البحر، الحجة منها أفضل من حجتين من غيرها».
إسناده ضعيف وذلك لجهالة الحسن بن هادية، قال أبو حاتم (اللسان 2/258): لا أعرفه، أما الهيثمي فقد قال في (مجمع الزوائد 3/217): رجاله ثقات!! والحديث رواه أحمد (2/30 ) والبيهقي (4/335).
قلت: ومما يدل على ضعف الحديث ونكارته أن مكة والمدينة أشرف وأقدس من عمان، ولم يأت حديث صحيح في أن الحجة منهما تعدل حجتين.
4- عن جابر بن عبدالله قال: دخلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم باب المسجد فأناخ راحلته ثم دخل المسجد، فبدأ بالحِجْر فاستلمه وفاضت عيناه بالبكاء، ثم رمل ثلاثاً ومشى أربعاً حتى فرغ فلما فرغ قبَّل الحَجَر ووضع يديه عليه ومسح بهما وجهه.
- ضعيف: فيه نعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي، صدوق يخطئ كثيراً، فقيه عارف بالفرائض كما في التقريب (7166)، وفيه تدليس محمد بن إسحق فإنه قد عنعن، والحديث رواه الحاكم (1/455)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم!!
- قلت: وهو حديث ليس بصحيح وليس على شرط مسلم؛ فإن نعُيماً هذا لم يخرج له مسلم في الصحيح، ولكن أخرج له في «مقدمة الصحيح»، كما قال أبو الحجاج المزي في تهذيب الكمال (29/481).
اعداد: أبو عمر حاي الحاي