التبصرة في الأحاديث الضعيفة في العبادة (3)
تخصيص قراءة سورتي (الجمعة) و(المنافقون) في صلاة العشاء ليلة الجمعة . لم يصح حديث في أنه [ كان يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة بسورتي (الكافرون) و(.........) وفي صلاة العشاء بسورتي الجمعة والمنافقون .
والحديث هو منكر: عن جابر بن سمرة ] قال: «كان رسول الله [ يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة بـ (الكافرون) و(الإخلاص)، ويقرأ في العشاء الآخرة ليلة الجمعة: الجمعة والمنافقون.
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الصلاة، باب قدر القراءة في المغرب (2/391) وفي باب ليلة الجمعة (3/201). وابن حبان في صحيحه (5/149-150) رقم (1841) .
وابن السماك عثمان بن أحمد أبوعمرو الدقاق في الجزء الأول من حديثه (عشرة أجزاء حديثية تحقيق الشيخ نبيل جزار، ص289 (383/45). وابن النجار في دليل تاريخ بغداد .
قلت: هذا الإسناد ضعيف جدا؛ لوجود سعيد بن سماك بن حرب: تركه أهل الحديث .
فقال أبوحاتم الرازي: متروك الحديث .
انظر المغني (1/361) والجرح والتعديل (4/32) وميزان الاعتدال (رقم 3208) والضعفاء والمتروكين (1/320).
وقال الحافظ أبو الفضل بن حجر رحمه الله في (نتائج الأفكار) (1/458): ضعيف.
قال الحافظ العراقي رحمه الله: قلت: لا يصح مسندا ولا مرسلا. انظر: المغني عن حمل الأسفار رقم (553) (1/140).
قلت: وقراءة السورتين كما في هذا الحديث المنكر لم تكن من سنة النبي [.
قال ابن القيم رحمه الله (زاد المعاد: 1/214) وكان [ لا يُعيّن سورة في الصلاة بعينها لا يقرأ إلا بها إلا في الجمعة والعيدين .
قال الحافظ أبوالفضل ابن حجر رحمه الله تعالى: سعيد ضعيف والمعروف أنه قرأ بهما في الركعتين بعد المغرب.
قلت: كما قال ابن عمر رضي الله عنهما:رمقت رسول الله [ عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل الفجر (قل ياأيها الكافرون) و(قل هو الله أحد) أخرجه النسائي في المجتبى (2/511) رقم 991 وأحمد (2/24).
قلت: وقد ذكر أهل العلم بدعية هذه المسألة كما تقدم النقل عن الحافظ ابن حجر وابن القيم وغيرهما ممن ضعّف الحديث.
وكذلك ذكر الشيخ العلامة محمد عبدالسلام الشقيري في كتابه: «السنن والمبتدعات» (ص83) في «فصل في بيان منكرات وبدع في الجمعات» .
وقال شيخنا رحمه الله تعالى: الحديث ضعيف غير محفوظ؛ فلا يثبت به الاستحباب فضلا عن السنية، بل إن التزام ذلك من البدع، وهو ما يفعله كثير من أئمة المساجد في دمشق وغيرها من البلدان السورية، ولكنهم جمعوا بين البدعة وإرضاء الناس؛ فقد تركوا قراءة «المنافقون» أصلا والتزموا قراءة الشطر الثاني من «الجمعة» في الركعتين تخفيفا على الناس، زعمو!!
انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة لشيخنا رحمه الله تعالى (2/35).
وقال الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبوزيد: إنه من بدع ليلة الجمعة «قصد قراءة سورتي الإخلاص والكافرون في صلاة المغرب ليلة الجمعة»، وكذلك «قصد قراءة سورتي الجمعة والمنافقون في صلاة العشاء ليلة الجمعة».
انظر: تصحيح الدعاء (ص450) .
اعداد: أبو عمر حاي الحاي