التبصرة في ذكر أحاديث ضعيفة مشتهرة (2)
قال هُنيد بن القاسم: سمعت عامر بن عبدالله بن الزبير أن أباه: حدثه: أنه أتى النبي [ وهو يحتجم، فلما فرغ قال: «يا عبدالله؛ اذهب بهذا الدم فأهرقْهُ حيث لا يراه أحد» فلما بَرَزَ عن النبي [ عَمَدَ إلى الدم فَشَربهُ فقال: يا عبدالله ما صنعت؟
قال: جعلته في أخفى مكان ظننْتُ أنه يخفى على الناس، قال: «لعلك شربْتَهُ؟» قال: نعم قال: «ولم شربت الدم! ويل للناس منك وويل لك من الناس».
قال أبوسلمة موسى بن إسماعيل: فيرون أن القوة التي كانت في ابن الزبير من قوة دم النبي [.
إسناده ضعيف: أخرجه الحاكم (3/638) وسكت عنه الحاكم والذهبي.
وأبو نعيم في حلية الأولياء (1/330).
والبيهقي في السنن الكبرى (7/67).
والضياء المقدسي في المختارة (رقم 266 و267) (9/307 - 308 - 309).
وأخرجه البزار (كشف الأستار) (رقم 2436) (3/145).
وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم (578) (1/414).
هنيد بن القاسم بن عبدالرحمن بن ماعز:
ذكر البخاري في التاريخ الكبير (2892) (8/249) وسكت عنه فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وسكت عنه أيضا ابن أبي حاتم، كما في الجرح والتعديل (509) (9/121) فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وهنيد هذا لم يرو عنه إلا موسى بن إسماعيل.
أما ابن حبان فقد ذكره في «الثقات» (5/515) والهيثي قد توسع وتساهل وقال عنه: ثقة! (كما في مجمع الزوائد (8/270).
وله طريق آخر ضعيف عند أبي نعيم في الحلية (1/330)
وابن عساكر في تاريخ دمشق (20/233) (28/168). والغطريفي كما في جزء ابن الغطريف (رقم 65).
وفيه سعد بن زياد أبوعاصم، أورده الذهبي رحمه الله في الميزان (3111) (3/177) ونقل قول أبي حاتم الجرح والتعديل (4/38): ليس بالمتين.
قلت: وله طريق آخر لكنه لا يفرح به، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (رقم 6434) (7/81)، من طريق إسماعيل بن أبي فديك عن بُرَيْهُ بن عمر بن سفينة مولى رسول الله [ عن أبيه عن جده قال: احتجم رسول الله [ فقال: خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والطير والناس، فتغيَّبتُ فشربته ثم ذكرت ذلك فضحك.
قلت: وإسناده تالف.
لو جدد بُرَيْهُ بن عمر بن سفينة مولى رسول الله [ عن أبيه عن جده. واسمه إبراهيم فخفِّف، قال البخاري: إسناده مجهول.
وقال ابن عَدي: أحاديثه لا يتابع عليها الثقات انظر الميزان (رقم 1159) (2/14، 15).
وقال ابن حبان:
يخالف الثقات في الروايات، ويروي عن أبيه ما لا يُتابع عليه من رواية الأثبات؛ فلا يحل الاحتجاج بخبره بحال.
قلت: وله طريق آخر يزيده ضعفا!!
فيه علي بن مجاهد بن مسلم القاصي الكابلي وهو متروك، وليس في شيوخ أحمد أضعف منه. التقريب (رقم 2824) ص704.
وفيه أيضا:
محمد بن حميد بن حيَّان الرازي، حافظ ضعيف التقريب (رقم 5871) ص839.
والحديث أخرجه الدارقطني (1/228/3).
وله طريق آخر لا يقويه أخرجه ابن حبان في (المجروحين) من طريق نافع أبي هرمز عن عطاء عن ابن عباس قال: حجم رسولَ الله [ غلامٌ لبعض قريش، فلما فرغ من حجامته، أخذ الدم فذهب به إلى ما وراء الحائط فنظر يمينا وشمالا، فلما لم ير أحدا تحسَّى دمه حتى فرغ، ثم أقبل فنظر رسول الله [ في وجهه، فقال: «ويحك ما صنعت بالدم؟» قال: غَيَّبتُهُ من وراء الحائط قال: «أين غَيَّبتُهُ؟ قال يا رسول الله، نفستُ على دمك أن أُهرقه في الأرض، فهو في بطني قال: «اذهبْ، قد أحرزت نفسك من النار».
إسناده واهٍ بمرة، نافع بن هرمز أو أبوهرمز كذبه ابن معين وقال أبوحاتم: متروك ذاهب الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة. انظر ميزان الاعتدال رقم (9007) (7/8، 9)
وذكر الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى لنافع في الميزان (7/8، 9) روايات ساقطة.
قلت: أورد الحديث هذا أبو الفضل الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (15/575) (رقم3821) و(رقم 8223).
وعزاه محقق هذا المجلد (15) محمد بن ظافر بن عبدالله الشهري جزاه الله خيرا إلى ابي نعيم في الحلية (1/330).
وقال: سعد أبوعاصم ضعيف. انظر اللسان (3/21)، وكيسان لم أجد له ترجمة.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (9/42) من طريق عبدالرحمن بن المبارك عن سعد، به بنحوه.
اعداد: أبو عمر حاي الحاي