الموضوع: وقفات فقهية
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 13-10-2023, 09:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,082
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وقفات فقهية

وقفات فقهية (15)

التعريف بالدروس المهمة لنشر فقه العبادة (2)



الدرس العاشر: في الزكاة، يقول الله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلِّ عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم} (التوبة: 103). وأما بيان مقدارها فهو مختلف بين أصول الأموال، وعروض التجارة، والسائمة، والزراعة. وأصحاب الزكاة هم: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم} (التوبة: 60).
ثم الصدقة: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما} (النساء: 114). ومن آدابها: {يأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر} (البقرة: 264).
الدرس الحادي عشر: في الصيام، قول الله تعالى: {يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة: 183). ومن أحكامه: {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} (البقرة: 184) ومنها: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}... إلى قوله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} (البقرة: 187). والاعتكاف سنة ويستحب في مساجد الجمعة، وتكراره حسن ومن أحكامه: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها} (البقرة: 187).
الدرس الثاني عشر: في الحج: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} (آل عمران: 97). وزمانه {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله} (البقرة: 197). ومن الحكمة فيه: {ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق} (الحج: 28-29). والعمرة لها حكم الحج، ويجب إتمامها لله، يقول الله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} إلى قوله تعالى: {واعلموا أن الله شديد العقاب} (البقرة: 196).
الدرس الثالث عشر: طاعة أولي الأمر بالمعروف، بعد طاعة الله ورسوله [: {يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} (النساء: 59). وعن عبادة بن الصامت ] قال: «بايعنا رسول الله [ على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكروه والأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهله، وأن نقول الحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم».
ومنه: ما رواه مسلم وغيره عن تميم الداري قال: قال رسول الله [: «الدين النصيحة، الدين النصيحة الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» وفي مجموع الفتاوى: النصيحة لله ولكتابه ولرسوله تدخل في حق الله وعبادته وحده لا شريك له، والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم هي مناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعتهم وأما النصيحة الخاصة لكل واحد.. فهذه يمكن بعضها ويتعذر استيعابها على سبيل التعيين.
ومنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب العلم والاستطاعة والمسؤولية: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} (آل عمران: 109). وبيانه: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين} (النحل: 125).
الدرس الرابع عشر: حقوق الآخرين، يقول الله تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} (الحشر: 9) بأن تؤثر الخلق ما أمكن على نفسك فيما لا يحرم عليك دينا ولا يقطع عليك طريقا ولا يفسد عليك وقتا، بدءا بالوالدين وبمن تعول ثم الأقرب فالأقرب، ثم خلق الله أجمع، وسداد الدين، ومحاربة الربا، يقول الله تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} (فصلت: 34-35).
ومنه التحلي بالأخلاق المشروعة، العفاف والحياء، الشجاعة والكرم، الوفاء، والنزاهة عن كل حرام، وحسن الجوار، ومساعدة ذوي الحاجة بالاستطاعة، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، وخفض الجناح، ولين الكلام ورحمة اليتيم، والتفقه في الدين والجزع من الحساب وحب الآخرة، وعدم الاعتداء والإفساد في الأرض، وعدم الشتم، ولا يُصدقُ كاذبا ولا يُكذبُ صادقا ولا يعصي إماما عادلا، والوصية بذكر الله، ولكل ذنب توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية والله أعلم.
ومنه التأدب بالآداب الإسلامية: إفشاء السلام والبشاشة والأكل والشرب باليمين، والتسمية بالله في ابتداء الأمور كلها والحمد عند الانتهاء وللنعمة وبعد العطس، وتشميت العاطس إذا حمد الله، وعيادة المريض واتباع الجنائز للصلاة والدفن، وآداب دخول المساجد والمنازل وغيرها والخروج منها وحسن الرفقة في السفر والإقامة للناس والشركاء في العمل والعلم، والتهنئة بالأفراح والتعزية في المصائب.
ومنه إطعام الطعام؛ لقول الله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} (الإنسان: 8) والحَضُّ عليه مخافة من قوله تعالى: {إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين} (الحاقة: 34). وما أكثر الجوعى في العالم، ومنه قِرى الأضياف.
الدرس الخامس عشر: حسن اختيار العشير والخليل وفي المقدمة الزوجان: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} (الروم: 21)، وللصاحب التقي، يقول الله تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} (الزخرف: 67)، وللوقاية يقول الله تعالى: {يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة} (التحريم: 6)، فبحسن اختيار الأخلاء لشدة تأثيرهم على المرء وأهله، تحسن الوقاية.
الدرس السادس عشر: تجهيز الميت والصلاة عليه ودفنه: كما ورد بالسنن، فيبدأ بتلقينه للشهادة عند احتضاره، ولمسلم، قوله: «[ لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله، فمن قالها عند موته وجبت له الجنة» وإغماض عينيه وغسله إلا الشهيد في المعركة ويدفن في ثيابه لأنه [ لم يغسل شهداء أحد ولم يصل عليهم.
صفة الغسل: وهو فرض كفاية، وغسله والصلاة عليه ودفنه لوصية ثم الأقرب والمرأة وصيتها ثم الأم والجدة، وللزوجين أن يغسل أحدها الآخر، فتستر العورة، يرفع قليلا ويعصر بطنه برفق، ويلف الغاسل يده بخرقة أو نحوها فينجيه بها ثم يوضأ وضوء الصلاة، غسل رأسه ولحيته بماء وسدر ونحوه، ثم شقه الأيمن فالأيسر، ثم يغسله كذلك ثانية وثالثة يمر على بطنه خرج منه شيء سده بقطن أو نحوه وأعاد غسله، ثم ينشفه ويقص أظافره وشاربه فقط، ويجعل الطيب في مغابنه ومواضع سجوده أو جسده كله، ويبخر كفنه ولا يختنه لعدم الدليل ويضفر شعر المرأة ثلاثا ويسدل من ورائها، ولا يجوز إفشاء عيب في جسم الميت.
صفة التكفين: الرجل إن أمكن في ثلاثة أثواب بيض لا قميص ولا عمامة يدرج فيها، والمرأة في خمسة أثواب: درع وخمار وإزار ولفافتين، والصبي ثوب إلى ثلاثة والصغيرة في قميص ولفافتي، وأقل الواجب للجميع ثوب واحد يستره جميعا، والمحرم يغسل بماء وسدر ويكفن في إزاره وردائه لا يُغطى رأسه ولا وجهه ولا يُطيب يبعثه الله ملبيا، إذ والمحرمة كغيرها كما تقدم يغطى وجهها ورأسها بالكفن.
صفة الصلاة على الميت: فالسنة أن يكبر أربعا: يقرأ في التكبيرة الأولى الفاتحة، وفي الثانية يُصلي على النبي [ كصلاته في التشهد، وفي الثالثة يدعو للميت والأموات والأحياء بالمأثور، ويسلم بعد الرابعة تسليمة واحدة عن اليمين، ويستحب رفع يديه مع كل تكبيرة، ويقف الإمام حذاء رأس الرجل والصبي ووسط المرأة والطفلة ويكون الرجل مما يلي الإمام وإن كان معهم أطفال قدم الصبي على المرأة والطفلة بعدها، والمصلون خلف الإمام، ومن لم يجد مكانا فعن يمينه.
صفة الدفن: يدفن في مقابر المسلمين، لا في غيرها، في مكان محترم، لا في مسجد ولا مكان للتميز سدا للذرائع، ويعمق القبر إلى وسط الرجل، ويكون فيه لحد من جهة القبلة، يوضع فيه الميت على جنبه الأيمن، وتحل عقدة الكفن، ولا تنزع ولا يكشف الوجه، وينصب عليه اللبن ويطيّن إن وجد، أو الحجارة أو الخشب ليقيه التراب، ثم يهال عليه التراب، ويقال: باسم الله وعلى ملة رسول الله [، ويرفع القبر قدر شبر ويوضع عليه حصباء إن تيسر ويرش بالماء، ويدعى للميت بالثبات، ويصلي عليه من لم يصل في حدود الشهر، وتشرع زيارة الرجال للقبور للدعاء لهم وللاعتبار، أما النساء فلا، ولا يتبعن الجنازة أما الصلاة عليه في المسجد أو المصلى فللجميع، ولا يصنع أهل الميت الطعام للناس، وإن صُنع لهم ولضيوفهم فذلك سنة.
الحداد على الميت: لا تحد امرأة على ميت إلا ثلاثة أيام، إلا على زوجها أربعة أشهر وعشرا، والحامل حتى تضع، أما الرجل فلا، والله أعلم.


اعداد: د. حسين بن محمد بن عبدالله آل الشيخ




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]