عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-10-2023, 05:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,926
الدولة : Egypt
افتراضي لا يغرنك زيف النفاق

لا يغرنك زيف النفاق

أبو الهيثم محمد درويش


من أشد ما يحزن قلبي أن ألحظ الهزيمة النفسية بادية على تصرفات بعض أهل الإيمان تأثراً بزخرف الدنيا التي يمتكلها المنافق الذي يتباهي بعداء الله وكسر حدود الله ويفخر بعلو الهوى ونيل الشهوات ولو كان الثمن غضب الله وسخطه.
إملاء الله للكافر والمنافق في الدنيا لا يعني إلا شدة هوانهم على الله , {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)} [البقرة]
فمهما طالت أفراحهم ستنقلب إلى حسرات مالم يتوبوا ويرجعوا إلى الله, ولو انتهت دنياهم على نفاق مطبق خسروا وخابوا .
وتأمل ما ذكره الله من نعيم الكفار الزائل في الدنيا والتي لا تساوي عند الله شيء ولولا محبة الله للمؤمن وإشفاقه تعالى على عباده من الفتنة الشديدة لجعل الدنيا خالصة للكفار والمنافقين وفي مقابلها ما ينتظر المؤمن من النعيم المقيم:
{وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)}
فعلى المؤمن أن يراجع قلبه ويتدبر سنن الله في كونه قبل أن ينهزم نفسياً
فالحياة التي نقضيها فوق الأرض أقصر مراحل عمرنا الطويل الذي بدأ في ظهر الآباء وقد أخذ الله علينا الميثاق ثم استمر لسنوات طويلة قبل أن تبدأ مرحلة الحياة الدنيا والتي تستمر إن استمرت إلى فترة متوسطها بين الستين والسبعين, ثم تمتد الحياة بعد ذلك إلى الأبد ما بين برزخ وقيامة وخلود.
ما أشد ندامة من خان الأمانة وما أسعد من صبر وختم له بخير
لو تأملت هذا وتدبرته ما انهزمت أبداً ما دمت من أهل الطاعة والإيمان, وسل الله الثبات والتوفيق والخاتمة السعيدة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.22 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.23%)]