إبتدأ الشيخ رحمه الله كتابه هذا بعد التسمية والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بذكر أهمية الكتاب للطالب والأستاذ وسبب تأليفه له. حيث ذكر أنه نقض فيه اعتراضات أديب هجم عليه عدوا بغير علم ولا برهان. ثم ذكر أنه يهدي مؤلفه للملك (خالد ابن عبد العزيز آل سعود) ومجده بالإطراء والثناء....
ثم شرع في بيان معنى اللسانين فقال في (ص 9): (المراد – اللسان والقلم, فإن العرب تقول:
القلم أحد اللسانين. والمقصود هنا إصلاح الأخطاء التي تفاقم أمرها في هذا الزمان حتى أصبحت مألوفة عند أكثر الخاصة بله العوام, فشوهت وجه اللسان العربي المبين, وَرَنَقَت صفو زُلالِه المَعين, مما يسوء كل طالب علم, يحرص على حفظ لغة القرآن وصيانتها من الإفساد والتشويه, والعبارات الجافية التي تُشين جمالها, وتذهب ببهائها.)
ثم ذكر جهد العلماء في الدفاع عن اللغة العربية وتنقيتها من الألفاظ الدخيلة والتعابير الثقيلة.. وذكر جملة من العلماء الذين ألفوا في ذلك, من مثل : (درة الغواص في أوهام الخواص) لأبي محمد القاسم بن علي الحريري و (شفاء العليل في العامي والمولد والدخيل) للشهاب الخفاجي. و(لغة الجرائد) للشيخ إبراهيم اليازجي. وغير ذلك.
ثم قال: (ص 9 -10):
(وقد بدا لي أن أكتب مقالات في هذا الموضوع, أداء لواجب لغة الضاد. وصونا لجمالها من الفساد, راجيا أن ينفع الله بما أكتبه تلامذتي في الشرق والمغرب وفي أوربا, وأنا على يقين أنهم يتلقون ما أكتبه بشوق وارتياح وكذلك رفقائي الكتاب المحافظون سيستحسنون ذلك. أما الكتاب الذين يكرهون التحقيق ويُرخُون العنان لأقلامهم بدون تبصر ولا تمييز, بين غث وسمين, وكدر ومَعين فإنهم سيستثقلون هذا الإنتقاد, وقد يعدونه تكلفا وتنطعا, وتقييدا للجرية – بزعمهم – فلهؤلاء أقول: إني لم أكتب لكم فما عليكم إلا أن تمروا على ما أكتب مرور الكرام, وتدعوه لغيركم الذين يقدرونه حق قدره. وهذا أوان الشروع في المقصود, وبالله أستعين فهو نعم الناصر ونعم المُعين).
|