يتناول المقال أنماط التراكيب الشرطية الواردة في ديوان مراكب ذكرياتي للدكتور عبدالرحمن العشماوي؛ حيث يعرض لأبرز الأنماط التي جاء عليها فعل الشرط وجوابه في شعر ديوان مراكب ذكرياتي، وهي:
• الأداة + ( فعل الشرط) + (جواب الشرط).
1- الأداة + ( فعل ماض) + (فعل ماض).
ومن نماذجه قول العشماوي في قصيدة "هبني فمًا يشدو":
فإذا صحوت من الوساوس أشرقتْ*** حولي الحياة بنورك الوضَّاء [1]
فإذا + صحوت من الوساوس + أشرقتْ حولي الحياة.
ومن نماذجه أيضًا ما ورد في قصيدة (أين غاب العازف)؛ حيث يقول العشماوي:
أو كلما شيَّدتُ قصر سعادة *** عصفت عليه من الفراق عواصفُ؟ [2]
أو كلما + شيَّدتُ قصر سعادة + عصفت عليه من الفراق عواصفُ؟
وقوله في قصيدة (تمر الحنين):
كلما مدَّ أمامي قامةً ليل *** حزني قلت يا شمس اطلعي [3]
كلما + مدَّ أمامي قامةً ليل حزني + قلت يا شمس اطلعي.
2 -الأداة + ( فعل ماض ) + فـ + لـ + (ربما + فعل ماض).
ويمثله قول العشماوي في قصيدة "منها وإليها":
إن أطفأ القربُ نيرانًا مؤججةً *** فلربما أشعل النيرانَ أحيانَا [4]
إن+ أطفأ القربُ نيرانًا مؤججةً + فـ + ل ـ+ ربما + أشعل النيرانَ أحيانَا
3-الأداة + (فعل ماض) + فـ + (جملة فعلية "طلبية: أمر").
وقد ورد هذا النمط في قول العشماوي في قصيدة "مشاتل الألحان":
وإذا جَهِلْتَ طريق قلبي فاسألي *** بدرَ السماء يُجبْك عن عنواني [5]
وإذا + جَهِلْتَ طريق قلبي + فـ + اسألي بدرَ السماء.
4-الأداة + (فعل ماض) + فـ + سوف + (فعل مضارع من الأفعال الخمسة).
ومنه ما ورد في قصيدة (عندما يكون العتاب دليلُا على الحب)؛ حيث يقول العشماوي:
إذا صدق الناس في سعيهم *** فسوف يسيرون للأفضل [6]
إذا +صدق الناس في سعيهم + فـ + سوف + يسيرون للأفضل.
5-الأداة + (فعل ماض) + فـ+ لـ + سوف + (فعل مضارع).
ويمثله قول العشماوي في قصيدة "فجر الأدب الأصيل":
وإذا تنكَّر للحقيقة واهمٌ *** فلسوف يلقى المنكرون ثبورًا[7]
وإذا + تنكَّر للحقيقة واهمٌ + فلسوف + يلقى المنكرون ثبورًا.
6-الأداة + ( فعل ماض)+فـ +(جملة فعلية فعلها مضارع).
ومنه ما ورد في قصيدة (عندما يكون العتاب دليلُا على الحب)؛ حيث يقول العشماوي:
إذا كنت في الغي مسترسلًا *** فماذا أقول لمسترسلِ؟[8]
إذا + كنت في الغي مسترسلًا + فـ + ماذا أقول لمسترسلِ؟
7-الأداة + (فعل ماض ) + فـ + (جملة اسمية: مبتدأ وخبر).
ومنه ما ورد في قصيدة (أصناف)؛ حيث يقول العشماوي:
وإن تراكمت الظلماء في طرقي *** فلي من الوعي بالأحداث كشاف[9]
وإن +تراكمت الظلماء في طرقي + فـ + لي من الوعي بالأحداث كشاف.
ومنه أيضًا ما ورد في قصيدة (من القلب)؛ حيث يقول العشماوي:
إنْ سافرت ْ فإليك مقصدها *** وإن عادتْ فنحوك عَوْدها المحمود ُ[10]
إنْ + سافرت ْ + فـ + إليك مقصدها.
وإن + عادتْ + فـ + نحوك عَوْدها المحمودُ.
8- الأداة + (فعل ماض ) + فـ + ليس ومعموليها (اسمها وخبرها).
ومن نماذجه ما ورد في قصيدة (أعيذك بالرحمن)؛ حيث يقول العشماوي:
ومهما أطال الله عمر مسافرٍ *** فليس له من قبضة الموت مهربُ[11]
ومهما + أطال الله عمر مسافرٍ + فـ + ليس+ له من قبضة الموت مهربُ.
9-الأداة + (فعل ماض ) + فـ + (إن ومعموليها "اسمها وخبرها").
ومنه ما ورد في قصيدة (أصناف)؛ حيث يقول العشماوي:
إذا تضاربت الأقوال واختلطت *** فإنني عند قول الحق وقَّاف[12]
إذا + تضاربت الأقوال واختلطت + فـ + إنني عند قول الحق وقَّاف.
10- الأداة + (فعل ماض ناسخ ) + فـ + قد (فعل ماض).
ويمثله ما ورد في قصيدة (يا من رحلت)؛ حيث يقول العشماوي:
إنْ كان بُعْدُكَ قد أراق دم الرضا *** فقد احتسبتك عند ربٍّ غافرِ [13]
إنْ + كان بُعْدُكَ قد أراق دم الرضا + فـ + قد + احتسبتك عند ربٍّ غافر.
11- الأداة + (فعل ماض ناسخ ) + فـ + لـ + (جملة اسمية: مبتدأ وخبر).
ومن نماذجه ما ورد في قصيدة (أين غاب العازف)؛ حيث يقول العشماوي:
إنْ كان للظلماء عندك سلطةٌ *** فلمقلتي من البصيرة كاشفُ [14]
إنْ +كان للظلماء عندك سلطةٌ + فـ + لـ + مقلتي من البصيرة كاشف.
12- الأداة +(فعل ماض ناسخ ) + فـ +(جملة اسمية: مبتدأ وخبر).
ومن نماذجه ما ورد في قصيدة (سلي فؤادي)؛ حيث يقول العشماوي:
إنْ كنت ِ في مأمن من حدِّه فأنا *** أرى على حدِّه يا فتنتي الأجلا [15]
إنْ +كنتِ في مأمن من حدِّه + فـ + أنا أرى على حدِّه -يا فتنتي- الأجلا.
13-الأداة + (فعل مضارع )+(فعل مضارع).
ويمثله قول العشماوي في قصيدة "عندما يرتحل القلب":
ومَنْ يسافر في قلبي يرى أملَا *** عَذْبًا ويبصر في أطرافه وجلا [16]
ومَنْ + يسافر في قلبي + يرى أملا عَذْبًا.
14-الأداة + (فعل مضارع ) + فـ + لن + (فعل مضارع).
ويمثله قول العشماوي في قصيدة "مراكب ذكرياتي":
ومَنْ يشكو الظلامَ إلى ظلامٍ *** فلن يحظى بتأييد النَّهار [17]
ومَنْ + يشكو الظلامَ إلى ظلامٍ + فـ + لن + يحظى بتأييد النَّهار.
15- الأداة +(فعل مضارع) + فـ + (إن ومعموليها "اسمها وخبرها").
ويمثله ما ورد في قصيدة (مرحبًا يا فجر)؛ حيث يقول العشماوي:
إنْ يَطُلْ ليلٌ فإني سألاقي *** صدره المظلم بالنور المصوَّب [18]
إنْ + يَطُلْ ليلٌ +فـ +إني سألاقي.
16- الأداة + (فعل مضارع من الأفعال الخمسة ناسخ ) + فـ + (إن ومعموليها "اسمها وخبرها").
وقد ورد هذا النمط في قول العشماوي في قصيدة "بعد أن أصبحت دكتورًا":
إنْ تكونوا عرفتموني فإني *** لم أزلْ عند همتي مغمورَا [19]
إنْ + تكونوا عرفتموني + فـ + إني لم أزلْ عند همتي مغمورَا.
وهناك العديد من الأبيات الأخرى التي ورد بها أنماط شرطية منها علي سبيل المثال:
قوله في قصيدة "عندما يرتحل القلب":
رحلتِ؟ كلا، ولكن فلبي ارتحلا *** فمَنْ يقول إذا أقبلت حَيَّهَلا؟ [20]
وقوله في قصيدة "وقفة على حمى ظبيان":
وكنت إذا ما أضحك الفجرً سِنَّهُ *** أرى القرية الخضراء في النور تسبحُ [21]
وقوله في نفس القصيدة:
إذا ضرب المسحاة سمَّى ربه بربه *** فهشت له الأرضُ التي تتفتحُ [22]
وقوله في قصيدة "أغنية على شفة الرياض":
إن سألتم فكم سؤالٍ تلاشى *** وهو يُبدي تلهُّفًا للجواب [23]
وقوله في قصيدة (عندما يكون العتاب دليلًا على الحب):
فللمرء دَرْبٌ إلى مجده *** إذا لم يخادعْ ولم يجهلِ [24]
وقوله في قصيدة (بوابة الشعر):
كذلك يغدو الحب رمز سعادة *** إذا ما ارتدى ثوب البراءة والطهر [25]
ومن خلال استقراء هذه الأنماط التي تَمَّ الاستشهاد بها نلاحظ أن أكثر أدوات الشرط ورودًا في الديوان: إذا تلتها إن تلتها مَنْ ثم كلما ومهما، وأن أكثر الحالات التي جاء عليها فعل الشرط الفعل الماضي، ثم المضارع ثم الماضي الناسخ، وأن أكثر حالات جواب الشرط: الجملة الاسمية ثم الفعل المضارع ثم الفعل الماضي، ثم فعل الأمر.
المراجع: عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، الرياض، مكتبة العبيكان، 1424هـ
[1] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص60.
[2] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص169.
[3] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص12.
[4] عبد الرحمن العشماوي :ديوان (مراكب ذكرياتي )،ص109
[5] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص40.
[6] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص159.
[7] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص75.
[8] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص157.
[9] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص82.
[10] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص124.
[11] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص174.
[12] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص82.
[13] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص166.
[14] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص169.
[15] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص147.
[16] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص42.
[17] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص191.
[18] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص122.
[19] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص29.
[20] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص42.
[21] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص13.
[22] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص13.
[23] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص66.
[24] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص159.
[25] عبدالرحمن العشماوي: ديوان (مراكب ذكرياتي)، ص54.