عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-08-2023, 11:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي ليس المقصود من الضرب والبغي أبا هريرة ولا البخاري وإنما...

ليس المقصود من الضرب والبغي أبا هريرة ولا البخاري وإنما...

محمد بوقنطار

ربما استصغر عوام الناس - ولا لوم عليهم - من حجم جريمة إنكار السنة، وكبيرة نسف الموروث الفقهي والحديثي منها، وذلك حكم طبيعي من أناس لم يتسن لهم تكاسلا أو تغافلا، أو تجاهلا - وكلنا ذلك الرجل - الخوض المحمود في تفاصيل ما جاءت به السنة النبوية، وما جادت به السيرة المحمدية العطرة، من تقييدات وتخصيصات وتفصيلات وتنصيصات وتفسيرات وتأسيسات، وما تخللته من تركة طيبة مباركة تركت الناس على البيضاء لا يزيغ بعدها ولا عنها إلا هالك ابن هالك، وإنها لجريمة نكراء، وفتنة شعواء وحرب سوداء أن ينتهض أتباع الدهيماء من محبي اللبن متنكرين لميراث النبوة ونصيف الوحي، وما أدراك ما ذلك الموروث وتلك التركة، إنها بحر من فقه العبادات وضوابط المعاملات، فأنى لموفق غير مخذول أن يتخلى عن معلومها من الدين بالضرورة بله من غيره؟؟!
إنها أحكام التدين وتمثلات المحاكاة النبوية حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل، إنها ترجمة على وفق الأمر لما جاء به الدين الحنيف من مستوعب الحياة التعبدية للمسلم العاقل البالغ المكلف، إنها هالة كهربائية عالية التوتر حمت وتحمي وستحمي الدين عبر قيد المتابعة، وشرطية الإخلاص، ومن ثم مقصود القبول، من سطوة الهوى وغلبته، وهلكة الابتداع وحيدته، والإحداث وضلالته.
إن أي رمي يروم به المخاتل، المبغض، السادر، الضال، المضل، نحر ناقل مستكثر، هو ضرب يستشرف منه صاحبه هذا إصابة المنقول في مقتل، ولعله توجيه يشرح بغي واعتساف كل من تهافت ذباب فكره وخرص تهمته قد استهدف أعيانا من السلف على وجه الخصوص، ولذلك فليس ولم يكن المستهدف أبا هريرة ولا البخاري، وإنما المقصود المأمول بعد تجريح عدالتهما والتشكيك في سيرتهما، واستسذاج الجهد منهما، حصول النسف لما استكثرا نقله من موروث النبوة ووحي من لا ينطق عن الهوى، فليتفطن لقواعد الضرب، ومسالك الاستدراج الغادر، كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. نسأل الله أن يجعل كيد الكائدين في نحورهم، وأن يجعل تدميرهم في محض تدبيرهم آمين.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.29%)]