عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-08-2023, 03:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,786
الدولة : Egypt
افتراضي أشعر بالذنب إذا رفضت أمرا لأحد

أشعر بالذنب إذا رفضت أمرا لأحد
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل


السؤال:

الملخص:
فتاة حريصة على تلبية ما يطلُبه الناس منها؛ خجلًا منها، وإرضاءً لهم، لكنها إذا ما رفضت طلبًا لأحد لعدم استطاعتها، فإنها تشعُر بالذنب والرغبة في البكاء، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:
أنا في الغالب أقوم بكل ما يطلبه الناس مني؛ حرصًا مني على إرضائهم، ولا أرفض لهم أمرًا إلا إذا كنت غير قادرة عليه، بيد أنني إذا ما رفضت أمرًا لأي أحد، فإنه يجد عليَّ في نفسه، لا لشيء إلا لعدم استطاعتي؛ وهذا أمر يؤثر فيَّ كثيرًا، وأشعر بالذنب المستمر تجاههم، وأشعر برغبة ملحة في البكاء، رغم أنني لم أقترف شيئًا، ولم أتعدَّ حدودي، فقط أريد أن أملك القدرة على القبول والرفض، أنا في حالة مخيفة، وأشعر برغبة كبيرة في البكاء، كلما تذكرت رفضي لطلب من أحد، رغم أنني لست مجبرة على إجابتهم، أرجو نصيحتكم، وجزاكم الله خيرًا.





الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فعند التأمل في مشكلتكِ اتضح لي الآتي:
1- أنتِ خجولة جدًّا.

2- وحساسة جدًّا.

3- وتبالغين في تحميل الأمور أكثر مما تتحمله؛ وبمعنى آخر تصنعين من الحبة قبة.

4- وبعض الناس لمسوا فيكِ نقطة الضعف، فاستغلوها لتحقيق مآربهم.

5- شعوركِ بالذنب، ومن ثم بكاؤك هو نتيجة حساسية مفرطة، ثم تسألين عن المساعدة، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: عليكِ بأعظمِ علاجٍ؛ وهو كثرة الدعاء بصرف الخجل الزائد، والحساسية المفرطة عنكِ؛ لأنها أمراض معنوية لا يَشفي منها إلا الله سبحانه؛ قال سبحانه: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80].

ثانيًا: العمل على التخلص من الخجل والحساسية المفرطة، وقد تحتاجين في ذلك لجلسة مع أخصائية نفسية.

ثالثًا: شعوركِ بالذنب وبكاؤكِ كله لا داعيَ له أبدًا، فلم ترتكبي ما يوجبهما، وإن بقيتِ على ذلك، فيُخشَى على نفسيتكِ من التدهور.

رابعًا: طالما استمر بكِ الخجل والحساسية الزائدة سيستمر بعض مَن لا خلاقَ لهم في استغلال هذا الضعف بك لتحقيق مآربهم، فجاهدي نفسك على التخلص منهما.

خامسًا: اعلمي يقينًا أن رضا الناس غاية لا تُدرَك مهما اجتهدتِ.

سادسًا: كان الأليق بكِ العناية ثم العناية بكل ما يوصلكِ لرضا الله سبحانه عنكِ، ولو غضب الناس عليكِ.

حفظكِ الله وشفاكِ.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.78 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.68%)]