عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-08-2023, 09:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,134
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير سورة الأنفال (الحلقة العاشرة - الأخيرة) الاندماج العظيم وميثاق الولاء الأعظ



بهذه الآيات الكريمة وحَّد الله تعالى قلوب الفئة الأولى في دولة الإسلام، إلا أن معهم وحولهم في المدينة وفي مكة وأطراف الجزيرة فئات أخرى موالية ومعادية، ينبغي تحديد الموقف منها والعلاقة بها، في مكة تخلَّف عن الهجرة أفراد يكتمون إيمانهم رعاية لمصالح عائلية أو مالية أو ظروف خاصة، بين أغلبية قرشية مشركة متنمرة حاقدة على الإسلام والمسلمين، وفي بعض الأعراب على إسلامهم جفاء وغلظة ونفور من الهجرة إلى عاصمة الدولة الجديدة، كما قال ابن عباس: "ترك النبي صلى الله عليه وسلم الناسَ يوم تُوفي على أربع منازل: مؤمن مهاجر، والأنصار، وأعرابي مؤمن لم يهاجر، إن استنصره النبيُّ صلى الله عليه وسلم نصره، وإن تركه فهو إذْنُه، وإن استنصر النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الدين كان حقًّا عليه أن ينصره، فذلك قوله: ﴿ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ، والرابعة التابعون بإحسان.


وقال عبيد بن سليمان: سمعت الضحاك يقول في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا إلى آخر السورة: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وترك الناس على أربع منازل: مؤمن مهاجر، ومسلم أعرابي، والذين آووا ونصروا، والتابعون بإحسان".


وفي المدينة ومن حولها ظهرت ناشئة للمنافقين قال فيهم تعالى: ﴿ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ [التوبة: 101]، ومعهم يهود قريظة وبني النضير وبني قينقاع الذين كانت خاتمتهم الإجلاء عن الجزيرة؛ لما مردوا عليه من الخيانة والتآمر والعدوان.


لذلك أخذ الوحي الكريم في تنظيم هذه العلاقات وضبطها، مبتدئًا بالمؤمنين الذين لم يهاجروا بقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا، كالأعراب المؤمنين حول المدينة والذين يكتمون إيمانهم في مكة ﴿ مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ ولفظ الولاية في هذه الآية يعني نصرتهم والدفاع عنهم، قرأها الأعمش وابن وثاب وحمزة بكسر الواو: [وِلايَتِهِمْ]، وقرأها الجمهور بالفتح؛ أي: ليس عليكم نحوهم ﴿ مِنْ شَيْءٍ؛ أي: من شيء واجب ﴿ حَتَّى يُهَاجِرُوا، إلا حين يهاجرون إليكم فتتم الولاية بينكم وبينهم بما لها من حقوق وما عليها من واجبات، ﴿ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ، وإن سألوكم نصرتهم في الدفاع عن الدين ﴿ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ، وجب عليكم نصرتهم وإعانتهم وحمايتهم بحكم الإيمان المشترك بينكم وبينهم، وتقييد النصرة في هذه الآية بموجبها الذي هو الدين، يقتضي ألا يُنصَروا في حروب قبلية أو ثَأْرات جاهلية وما يشبهها أو يدخل في حكمها ﴿ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ، إلا إذا كانت نصرتهم تقتضي نقضًا لعهد لكم مع غيرهم، فالأولى الوفاء بعهودكم وعدم نصرتهم ﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ شهيد على تعاملكم معهم ومع خصومهم.


وتبقى الطائفة الأخرى من المعادين للإسلام والمسلمين في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا من المشركين وسائر الديانات الأخرى، وقد بيَّن تعالى طرائق التعامل معهم فيما سبق من هذه السورة الكريمة وتفسيرها، حربًا وسلمًا، توافقًا واختلافًا، وفاء بعهود أو نقضًا ونبذًا لها، وأضاف في آخرها تنبيهًا مجملًا وضروريًّا للاحتماء من مكرهم بقوله تعالى عنهم: ﴿ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ؛ أي مهما سالمتموهم أو عاهدتموهم أو جاملتموهم، ومهما سايروكم وأحسنوا لكم القول فإن ولاءهم لا يكون لكم أبدًا ما لم يؤمنوا، وإنما ولاؤهم لأهل ملتهم، وليسوا أهلًا للثقة بهم أو الركون إليهم، إلا أن يعاملوا بالبر والإحسان المأمور به شرعًا، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ [هود: 113]، وقال عز وجل: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ [آل عمران: 118]، وقال سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ [الممتحنة: 1].


ثم حذر تعالى من عاقبة الغفلة عن هذه الحقيقة فقال عز وجل: ﴿ إِلَّا تَفْعَلُوهُ إن غفلتم عن هذه الحقيقة فلم توالوا بعضكم وركنتم إلى أعدائكم ﴿ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ أخطأتم في سياستكم لبعضكم، ودبت الفتنة إلى صفكم واخترقكم أعداؤكم فأفسدوا دينكم ومجتمعكم.


ثم بيَّن تعالى بكل موضوعية حقيقة العلاقة التي ينبغي أن تقوم بين ساكنة دولة الإسلام الأولى، مهاجرين وأنصارًا، أو مؤمنين قعدت بهم نفوسهم أو ظروفهم عن الهجرة، أو كفارًا آثروا مسالمة المسلمين أو محاربتهم أو معاهدتهم، مبتدئًا بأفضل هذه الفئات عند الله وأقربها إليه، فقال عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا [الأنفال: 74]، وهم الذين جمعوا بين فضل السبق إلى الإيمان والهجرة والجهاد، والسبق إلى إيواء الرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته والجهاد معه ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا، هم الذين حققوا في دينهم ودنياهم درجة الإيمان الحق، ﴿ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ كتب الله لهم المغفرة التامة والرزق الواسع الذي يحفظ كرامتهم في الدنيا والآخرة، وألحق بهم في الفضل والدرجة طائفة أخرى تأتي بعدهم بقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ، وهم من هاجر بعد صلح الحديبية وقد نصت اتفاقيته على أن يرد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قريش من هاجر إليه إلا النساء، وأن تحتفظ قريش بمن رجع إليها، فكان أولهم أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية رضي الله عنه إذ هاجر فرَدَّه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قريش ففَرَّ منهم، والتحق به أبو جندل بن سهيل وعصابة مؤمنة أخرى رضي الله عنهم، فكانوا يعترضون قوافل قريش ينهبونها ويقتلون رجالها، فأرسلوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أن احتفظ بمن هاجر إليك ولا تردهم إلينا.


وفي هذه الفترة أيضًا كانت هجرة طائفة من المؤمنات فيهن سبيعة بنت الْحَارث الأسْلَمِيَّة، نزل فيهن قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ [الممتحنة: 10]، ثم انقطعت الهجرة إلى المدينة بانتفاء أسبابها، إذ فتحت مكة وصارت أرض إسلام، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا)، وبقي تشريعها قائمًا بين الإباحة والوجوب حسب ظروفها، ما دام في الأرض صراع بين الحق والباطل، واستئساد لأهل الباطل على أهل الحق واستضعاف لهم، بقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء: 100]، لا سيما وواجب الدعوة إلى الإسلام قائم أبدًا، وركب القائمين بها لا يتوقَّف ولا يرتدُّ، والبلاء سنة كونية ماضية بقوله تعالى: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت: 2، 3]، وحالات الاضطرار إلى الهجرة في كل عصر متجددة، بل إن الامتناع عنها في بعض الحالات يعد ظلمًا للنفس يحاسب المرء به؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا [النساء: 97]، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل)، وما أخبر به عليه الصلاة والسلام عن عصور للجمر والغربة يبتلى بها المسلمون إذ قال: (يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر) وقال: (إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء)، فكانت بذلك الهجرة من أقدار الله الماضية التي أباحها في حالات وأوجبها في حالات.


بذلك تكاملت سورة الأنفال المباركة وتتامَّتْ فيها تشريعات التعايش الآمن بين أصناف الفئات الإيمانية وغيرها داخل الدولة الإسلامية الناشئة موالاة ومسالمة، وتطورات اجتماعية واقتصادية وسياسية وحزبية، في هذه الفترة من نشأتها، وقد تأثرت العلاقات أثناءها داخل الأسرة الواحدة سلبًا وإيجابًا، فتآخى المهاجرون والأنصار فيما بينهم، وتوارثوا بقوة الإيمان، وانقطعت أخوَّة الأرحام، وقاتل الأخ أخاه، والولد والده؛ لاختلاف المعتقد.


وإذ تميز المجتمع المؤمن عن الكافر، وعمَّ الإسلام وقامت دولته، أعاد الحق سبحانه إلى الأسرة لحمتها وتماسُكها وتوارث أعضائها فيما بينهم، وقال تعالى ختامًا لهذه السورة المباركة وفتحًا جديدًا لمرحلة من مراحل تطور المجتمع المسلم: ﴿ وَأُولُو الْأَرْحَامِ؛ أي ذوو الأرحام، القرابات التي أصلها أرحام الأمهات من زواج شرعي ﴿ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ في التوارُث والتآزر والحقوق والواجبات التي قررها الله في كتابه وطوقهم بها بقوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1]، وقوله عز وجل: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء: 11]، امتثالًا لما شرعه الله لهم في الكتاب والسُّنَّة، ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ لا تخفى عليه نواياهم وأقوالهم وأعمالهم دقيقها وجليلها، يحاسبهم ويجزيهم بها.


بهذه التشريعات الربانية استقرت الأسرة المسلمة وسادها الأمن والرضا، واندمجت عضوًا فعالًا في مجتمعها المسلم الإنساني، ودولتها الواحدة الموحدة، ولاؤها لله وحده، لا لمال أو جاه أو عرق أو لون أو أمير أو مأمور، شعارها: ﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ [الأعراف: 196]، على هذا الهدي تسير، وبكتاب الله وسُنَّة نبيِّه صلى الله عليه سلم تسترشد.


وبها أيضًا يتم تفسيري لهذه السورة المباركة بما يسَّره الله وتكرَّم به من عون وسند، أسأله تعالى الستر الجميل، والأجر الحسن الجزيل، وصلاح الحال والمآل، لأهلنا وذريتنا وأمتنا ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة: 286].


لندن، في الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد، سادس ذي الحجة، سنة 1444 من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم (25/ 06/ 2023).


الراجي عفو مولاه: عبدالكريم مطيع الحمداوي الحسني الهاشمي.


[1] اللقَاح بِمَعْنى الإلقاح، يُقَال: ألقح الفحلُ النَّاقة إلقاحًا ولقاحًا، وفِي النَّخل يلقحونه؛ أي: يجعلون الذكر في الأنثى وهو التأبير، وفي الريح تلقح النبات، واستعير لبني آدم.
[2] وذلك أن رجلًا من بني أسد أعطاه قيصر القسطنطينية تخويلًا بالملك على العرب، فجاء مكة وأخبر أهلها بذلك مُلوِّحًا لهم بقوة القيصر، فكان جوابهم أن نادى الأسود بن المطلب أبو زمعة في الطواف: "ألا إنَّ قريشًا لَقاح لا تَمْلِك ولا تُمْلَك"، فلم يتم ما أراده القيصر.
[3] قال صلى الله عليه وسلم: (ما بالُ أقوال تَبلغُني عن أقوامٍ؟ إنَّ الله -تبارك وتعالى- خَلَق السمواتِ فاختار العُليا فأسكنها مَن شاء مِن خَلْقه، ثم خَلَق الخَلْق فاختار مِن الخلْق بني آدم، واختار مِن بني آدم العَرَبَ، واختار مِن العرب مُضرَ، واختار مِن مُضر قريشًا، واختار مِن قريش بني هاشم، فأنا مِن بني هاشم، مِن خيارٍ إلى خيارٍ، فمَن أحبَّ العربَ فبحُبِّي أحبَّهم، ومَن أبغض العربَ فبِبُغْضي أبغضَهم)؛ رواه الحاكم في المستدرك.
[4] ياسر بن عامر بن مالك، وقد مات تحت التعذيب في الهاجرة ببطحاء مكة، وسمية أول شهيدة في الإسلام، طعنها أبو جهل بحربة قتلتها، وعمار ابنهما قتلته الفئة الباغية.
[5] شَرَّبَ تَشْرِيبًا، من تَشْرِيب القِرْبَةِ؛ أي: تَطْييبهَا بالطِّينِ أو الشيح إِذَا كَانت جَدِيدَةً.
[6] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أصاب نبي الله صلى الله عليه وسلم خصاصة، فبلغ ذلك عليًّا رضي الله عنه، فخرج يلتمس عملًا يصيب فيه شيئًا ليغيث به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى بستانًا لرجل من اليهود فاستسقى له سبعة عشر دلوًا كل دلو بتمرة، فخيَّره اليهودي من تمره سبع عشرة عجوة، فجاء بها إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.07 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.05%)]