[ابوالوليد المسلم]

كيفية دراسة النص
أسامة طبش

إن فهمَ النصِّ وتحليله من الحصص المهمة بالنسبة لمتعلم اللُّغة؛ حيث إنه كي يتمكَّن المتعلِّم من التعبير الكتابي، وتحرير جمل سليمة ومفهومة، يجب أن يُتقِن المقدرة على فهم النص، واستخراج الأفكار الواردة فيه، فكما يُقال: ''القراءة مفتاح التعلُّم''، والمطالعة نشاطٌ أساسيٌّ فيه.


إن هذا الدرس يَطرح صعوبات جمَّةً بالنسبة لمدرِّس اللُّغة، وذلك من حيث اختيار النص الملائم والموائم لمستوى التلميذ، ما يتطلَّب منه الوقت والمجهود الفكري المضني، فيبحث في كل المراجع المتوفِّرة لديه، حتى يقع في النهاية على صيده النادر، مع الحفاظ على شروط أخرى: أن يُرافق النصَّ صورٌ تُشير إلى مضمونه، وأن يكون مُزيَّنًا بألوان جميلة زاهية، وأن يُذكر فيه المصدر الذي أُخذ منه.


فهم النص وتحليله والغوص في عمقه، يقود إلى تحرير أسئلة متناغمة، فهي تستلزم من المدرِّس العناية الكبيرة لتحضيرها، فتكون أسئلة يسيرة ومباشرة، بمجرد أن تلتقطها أذُنُ المتعلِّم، يمنح الإجابة الصحيحة بخصوصها، ويحتاج ذلك من المدرِّس الهدوء والعمل بتفانٍ، حتى تُصيب الأسئلة المضمون واللُّبَّ، فيجب الابتعاد عن الأسئلة المفتوحة والعامة، فهي مُشتَّتة لذهن المتعلِّم، ومن اللازم تجنُّب الغموض فيها، فالهدف منها هو إيصال المعلومة، بأقل جهد ممكن.


المرحلة الحسَّاسة خلال هذا الدرس، هي الحوصلة التي تُجرى آخره، وهي عبارة عن ملخَّص قصير يُحضِّره المدرِّس، يَحوي الأفكار المحورية والمفتاحية للنصِّ، وتُعبِّر عن نجاح المدرِّس في تحضيره لورقة الدرس، قبل الشروع في تقديمه لمتعلِّميه، وهُنا تتوضَّح لمسة المدرِّس، وإبداعه الخاص، فهذا الملخَّص، هو ثمرةُ الجهد المبذول في شرح النصِّ، وإبراز معالمه الأساسية.


إن حصة دراسة النص تُمثِّل الامتحان الحاسم للمدرِّس، بخصوص اختياره للنصِّ المناسب وتحليله بطريقة ذكية، والخروج منه بفائدة ملموسة لدى المتعلِّم، هذا ما يَختبر كفاءته وحنكته، وقدرته على السيطرة على المادة التي يُلقِّنها، فلا يُمكن تصوُّر نجاح عملية التعليم، دون اتِّباع منهجية واضحة.