الموضوع: تعاظم
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-06-2023, 02:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,740
الدولة : Egypt
افتراضي تعاظم

تعاظم


. أحمد مثقال القشعم






تَعَاظمَ جَهْلُ النَّاسِ في كلِّ واقعٍ
وعَمَّتْ بِنا البَلوى بِهَجْرِ المنافعِ
وَحُورِبَ جَهْلاً ربُّ كُلِّ فَضيلةٍ
وعُظِّمَ أَرْبابُ الخَنا والتَّنازعِ
وعَمَّتْ بِنا الأَدواءُ تَعْصِفُ كُلَّما
نَرُومُ صُعودًا يَنْتهي بالتَّراجعِ
فَكُلُّ الذي نَسْعَى إِليهِ كرامةٌ
وتَوحيدُ أَشْتاتٍ بنُبْلِ الدَّوافعِ
فما أَكْرمَ الإِنسانَ يَحْمي ذِمارَه
إِذا جَرَّعَ الأَعدَاءَ عُقْبَى الفواجعِ
وما أَهْوَنَ الإِنسانَ يَرْضى مذلَّةً
ويَذْهَلُ مَخْدوعًا ببعْضِ المطامعِ
سلامٌ على الأَوطَانِ مِنْ دونِ خائنٍ
يُجازي بَنِيها بالسُّيوفِ القواطعِ
ذليلٍ لدى الأَعداءِ يَعْنو مُطأْطِئًا
ويَعْدو على أَهليهِ عَدْوَ المُنازعِ
خَنِيثٍ تَرَدَّى الخَسْفَ برْدًا وخطَّةً
وما هُوَ يومًا للأَعادي بدافعِ
يَصولُ بدُنْيا النَّاسِ صولةَ وَالغٍ
ويُغْرَى من العادي بحَرْقِ المَرابعِ
نَخِيبٍ إِذا الأَقْرانُ سَلَّتْ صَوارمًا
وينْأَى عن الجُلَّى بَخَيْبَةِ خانعِ
يَخرُّ على أَعْتابِ سيِّدِه الذي
حَماه وغذَّاهُ بسوءِ الطَّبائعِ
يُدافِعُ عنْه كلَّما جَدَّ حادثٌ
ويَرْمي الذي قد ساءَه بالبواقعِ
تَرى الوَغْدَ عنْدَ الحقْدِ زادَ ضراوةً
وصالَ بأَوباشٍ شداةِ الهيازعِ
وآلتْ بِنا الأَحداثُ سُودًا كأَنَّها
تَعيدُ عُهودَ المُهْلكاتِ القوارعِ
فَصرْنا شتاتًا، والتَّنازِعُ دَيْدنًا
عداواتُنا أَرْبَت على كلِّ وازعِ
بِأَحْلامِنا نَرْنو إِلى هَامةِ العُلا
وَواقِعُنا يَعْيا بزَحْفِ القواقعِ
وهَمُّ الفَتى قد صارَ في مَلءِ جَوفِهِ
وفي رَدْغَةِ الأَهْواءِ أَجْشَعُ راتعِ
يَجورُ بما يُدْمي القلوبَ موقِّعًا
على جُثثِ الأَحرارِ خَتْمَ الفظائعِ
جَزُوعًا إذَا يُدْعَى لِنَيْلِ فَضيلةٍ
وَتَلْقاهُ في خزْيٍ سريعَ التَّدافعِ
تَمادت بِنَا الأَهْوالُ سودًا وأَتْأَمَت
تَمورُ بنا مَوْرَ الرِّمالِ الزَّوابعِ
فَرُحْماكَ يا مولايَ من كلِّ فِتْنةٍ
يَجِيءُ بها أَهْلُ الهَوى والزَّعازعِ
وأَصْلحْ لنا حالاً تَعَاصَى عِلاجُها
بخيرِ خِتامٍ بَعْدَ خَيرِ المَطالعِ

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.48 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]