الموضوع: طلب العلم
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-06-2023, 06:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,917
الدولة : Egypt
افتراضي طلب العلم

طلب العلم
أسامة طبش


ينهضُ كلَّ صباح باكرًا ليقرأ ما أُتيح له من سُطور، يختارُ أجود الكتب وأحسنها ليُطالعها ويستقي منها المعارف، هذه العادة ثمينة بالنسبة إليه؛ لأن القراءة غذاء للعقل، وراحة للنفس، ونور للبصيرة.


يستغلُّ الظلام الدامس ليُشعل ضوء غرفته الخافت، يكون الجوُّ باردًا في الشتاء، إلا أنه يتجاوز كل ذلك، لأجل أن يقرأ ويُدوِّن أفكارًا، ويستخلص ملاحظاتٍ، ويَصِل إلى النتائج التي أُتيحت له.


مكتبته صغيرة، ورغم هذا، يُدعِّمها كل مرة بزائر جديد، يقرأ في مختلف المجالات، وينتقي الأفضل منها، من حيث رقيِّ الأسلوب، ووضوح المعنى، ودقة الأفكار، قراءاته هادفة، يبتغي منها الاستزادة من العلم قدر المُستطاع، فطلبُ العلم شرف ومكانة وعزة.


يُغذِّي ويُثري أفكاره النيِّرة، للقراءة طعم مُتميِّز له، فهو لا يقرأ لأجل القراءة، بل يقرأ لِيَجْنِيَ بعدها الفائدة المرجوة، القراءة اليومية مُحصِّلة تراكمات توالت، لتُصبح معارفَ غزيرةً كانت ثريَّة بمرور الزمن.


يحثُّ غيره على انتهاج النهج ذاته، فالقراءة عُملة المجتمعات المُتحضِّرة، لا تجدُ فردًا منها إلا وهو يحمل كتابًا يقرؤه في حالة سفر، أو يتصفَّح وُريقاته وهو ينتظر لقضاء حاجة من حاجاته، القراءة سبيلٌ لقضاء الأوقات فيما هو نافع، يستغلُّ كل ثانية، حتى تكون مُثمرة، ويَجْنِي منها الثمار المرجوَّة.


القراءة والكلمة والأسطر والصفحات والعنوان والفقرات والمعاني والأفكار والكاتب والقارئ واللغة والنَّحو والصرف والكناية والمجاز والمحسنات البديعية، هي تفاصيلُ كل كتاب، وكل قارئ يستقي منها المعارف الغزيرة، فيزيد تعلُّقًا وارتباطًا بالكتاب.


القراءة بالعربية أو باللغة الأجنبية، جميعها قراءةٌ نافعة، فهي تضمنُ مرونة الفكر، وتحثُّ صاحبها على التفكير بصورة مُستمرَّة، يتثقَّف ويتثقَّف كل يوم، ويسيرُ في طريق طلب العلم الطويل والشاق غير أنه ماتع ونيِّر.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.91 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.04%)]