عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-06-2023, 03:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,213
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرثاء في الشعر العربي


وليَأتينَّ عَلَيْكَ يومٌ مَرَّةً
يُبكَى عَلَيْكَ مُقنَّعًا لا تَسْمَعُ
والنَّفسُ رَاغِبةٌ إذا رغَّبْتَهَا
وإذا تُردُّ إلى قليلٍ تَقْنَعُ
كمْ مِن جميع الشَّمْلِ مُلْتئم الهَوى
كَانُوا بَعَيْشٍ نَاعِمٍ فَتَصَدَّعُوا
فَلئِنْ بهم فَجَعَ الزَّمَان وَريْبُه
إني بأهْلِ مَوَدَّتِي لمُفجَّع

وكان لرثاء الزوجة عند الشعراء حظٌّ وافرٌ من النظم والبكاء على ما مرَّ من طيب معشرها، ومن أرقِّ ما قيل في هذا الموضع الذي سطَّرَه جرير في رثاء زوجته، فقال في ذلك:
لَولا الحَياءُ لَعادَني اِستِعبارُ
وَلَزُرتُ قَبرَكِ وَالحَبيبُ يُزارُ
وَلَقَد نَظَرتُ وَما تَمَتُّع نَظرَة
في اللَّحْدِ حَيثُ تَمَكَّنَ المِحفارُ
فَجَزاكِ رَبُّكِ في عَشيرِكِ نَظرَةً
وَسَقى صَداكِ مُجَلجِلٌ مِدرارُ
أَرعى النُّجومَ وَقَد مَضَت غَورِيَّةً
عُصَبُ النُّجومِ كَأَنَّهُنَّ صِوارُ
نِعْمَ القَرينُ وَكُنتِ عِلقَ مَضِنَّةٍ
وأرى بِنَعفِ بُلَيَّةَ الأَحجارُ
عَمِرَت مُكَرَّمَةَ المَساكِ وَفارَقَت
ما مَسَّها صَلَفٌ وَلا إِقتارُ
فَسَقى صَدى جَدَثٍ بِبُرقَةِ ضاحِكٍ
هَزِمٌ أَجَشُّ وَديمَةٌ مِدرارُ
هَزِمٌ أَجَشُّ إِذا اِستَحارَ بِبَلدَةٍ
فَكَأَنَّما بِجوائِها الأَنهارُ




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.16 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.74%)]