عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-05-2023, 01:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,690
الدولة : Egypt
افتراضي الخطاب للمرأة غير الخطاب للرجل

الخطاب للمرأة غير الخطاب للرجل

تأملت آيات بشارة الله بالولد لكل من زكريا ومريم عليهما السلام، فوجدت أن الله تعالى رد بطريقة مختلفة على استغراب كل منهما بوجود الولد مع وجود المانع؛ فعندما قال زكريا عليه السلام: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ} [مريم: 8] في سورة مريم كان الرد منه تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} [مريم: 9]، وفي آل عمران رد الله على استغراب زكريا عليه السلام بقوله: {كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [آل عمران: 40].

أما الرد على استغراب مريم عليها السلام فكان مختلفًا، ففي سورة مريم بعد أن قالت عليها السلام: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ} [مريم: 8] ردَّ اللهُ عليها بقوله: {كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا} [مريم: 21]، وفي آل عمران قال تعالى: {كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [آل عمران: 47 - 49].

فاكتفى في الرد على زكريا بأن الأمر من عند الله، وهو يفعل ما يشاء، فليس لك الا التسليم، أما في حديثه تعالى لمريم عليها السلام فإنه اتبع الذكر بأن الله يفعل ما يشاء ببشارات متعددة بما سيكون عليه ذلك المولود، فمع استسلام كل منهما لقضاء الله وقدره، كان لمريم عليها السلام- وهي الأنثى وموقفها الأصعب - بشارات مطمئنة لها ولبركات ذلك المولود عليها وعلى قومها.

ولعل في ذلك درس لنا في كيفية خطاب الذكر وخطاب الأنثى؛ فخطابك العقلي للذكور ينبغي أن يتبعه خطابٌ عاطفيٌّ عندما تُوجِّهه للأنثى حتى يكون له القبول والتسليم، والله تعالى أعلم.
__________________________________________________ ______
الكاتب: د. فهد القرشي








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.05 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.28%)]