عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-05-2023, 11:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,040
الدولة : Egypt
افتراضي لم أوفق في الوظيفة والزواج

لم أوفق في الوظيفة والزواج
أ. لولوة السجا

السؤال:

الملخص:
فتاة متعبة نفسيًّا بسبب عدم توفيقها في الدراسة والزواج والحصول على وظيفة، وقد تقدَّم عمرها ولم تُحرزْ تقدمًا شؤون حياتها.

التفاصيل:
أنا في الثلاثين مِن عمري، حصلتُ على البكالوريوس منذ سنوات، ثم حاولتُ إكمال دراستي في الجامعة؛ لكي أصل إلى مستوى عالٍ من التعليم.

درستُ تخصصًا صعبًا، ولكن جاهدتُ نفسي لكي أُكمل مسيرتي الدراسية في هذا التخصص، ثم بعد فترة بدأتُ أشعر أنَّ عمري يَضيع بدون فائدة، وحياتي الدراسية تضيع يومًا بعد يوم.

يَئِسْتُ بسبب السنوات التي ضاعتْ في حياتي، وبدأتُ أتَتَبَّع أخبارَ الوظائف لكي أجدَ وظيفةً تسدُّ حاجاتي، لكن معظم الوظائف لا تتوافَق مع تخصُّصي في البكالوريوس.

لا أعرف لماذا ليس لدي وظيفة إلى الآن، رغم أني ألاحظ أن هناك فتيات في عمر 23 سنة، ويَعمَلْنَ مُوظفات في أحسن الوظائف، وأنا عمري 30 عامًا وما زلتُ عالةً على والدي ومجتمعي، حتى حاجاتي اليسيرة أخجل أن أطلبَها من والدي، أنا أبكي بسبب حظي السيئ، ولستُ سعيدةً في حياتي.

حتى الخطبة لم أُوَفَّقْ فيها إلى الآن، ولا أعرف لماذا ليس لي حظٌّ في أي شيء؟


الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فعزيزتي، هل تظنين أنَّ الحياة والسعادة تتوقف على وظيفةٍ أو مال أو زوج؟
سأجيب وأقول: لا بالطبع.

نعم، قد تخفقين في أمور، لكن لا يعني ذلك الفشل، بل قد يكون طريقك إلى النجاح في مجال آخر.

العبدُ المؤمنُ يَجب أن يكونَ حَسَن الظن بربه بأنه سبحانه يُعطي ويمنع لحكمةٍ، فإما درجات مرفوعة، أو بلايا مدفوعة، أو ذنب مَغفور؛ ولذلك على المؤمن عندما يجد الأبواب أغلقتْ في وجهه أنْ يَتَفَقَّد علاقته بربه، فيجتهد في الإصلاح وزيادة الطاعات.

كما أنَّ الله جل جلاله لو أَغْلَق على العبد بابًا، فإنه قد يفتح له أبوابًا، وهو سبحانه يُعطي الدنيا مَن يُحب ومَن لا يُحب، ولا يُعطي الدين إلا مَن يُحب.

ومهما ضاقتْ بك الدنيا وتعسرتْ أحوالك، فيَكفيك أن تقبلي على الله عبادةً وتضرعًا، فتسأليه حاجتك فيقضيها لك برحمته وجوده وكرمه، ويكفي بالمرء سعادةً أن يسيرَ إلى الله، ويعلق قلبه به، ومع ذلك فإن الله بكَرَمه ورحمته قادرٌ أن يجمعَ للعبد أمرَ الدنيا والآخرة، فيرزقه الدنيا والدين.

المهم في كل ذلك أن يَتَوَكَّل العبدُ على الله، ويُحسِن به الظن، ويرجو رحمته، ويَسألُه الثبات والإعانة.

خالطي أهلَ الصلاح، والتحقي بالدور التي تهتم بتعليم القرآن، وتفرَّغي لحِفظ كتاب الله، ففي ذلك السعادة والفلاح.

والْزَمي الدعاء والحمد والاستغفار
وفقك الله لكل خير





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.20 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.73%)]