[ابوالوليد المسلم]

لا تيئس
أسامة طبش


من السهل أن يتسلَّل اليأسُ إلى النفس في حال الفشل وتَكراره، غير أن ذلك من سنن الحياة، فَلِكي تَنجَحَ قد تفشَل مرة ومرتين وثلاث، ولك في سِيَرِ العظماء خيرُ دليلٍ، فلم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بعد مشوار طويل وشاق.


عليك أن تعشَق المحاولة وتَسْتَطْعِمَ لذاتها، فالمحاولة هي طريقُ الفلاح، وتَقبَل الهزيمة بصدرٍ رحبٍ، فلم تخسَر شيئًا على الإطلاق، بل كسبت تجربة، ستُفيدك كثيرًا في مشوارك بوصفها درسًا من دروس الحياة.


قَوِّ عزيمتك وإرادتك، وتَذكَّر دومًا الهدف الذي تصبو إليه، لا تدَع الظروف المحيطة تشوِّش عليك، فإنها ستنقص من قوةِ عزيمتك، وانظُر إلى الجزء المملوء من الكأس، وأن الفرص تلوح في الأُفق.


محاولاتك المتكررة دليلٌ على عُمق نظرتك، وأنك لا ترى الحياة بسطحية، ولهذا تحاول وتُكرِّر المحاولة، فبإمكانك أن تختارَ الحياة الأسهل، إنما اتَّخذتَ طريقًا لا يرغب فيه الكثير لصعوبته.


قاوِم نزعات الإحباط، فكلما شعَرتَ بانطفاء الجَذوةِ، فَعِّلْهَا بإيجاد فكرة مبدعة أو طريقة مختلفة، تكون هي أسلوبك التصاعدي الجديد الذي ترقَى به إلى الأعلى والأفضل في سُلَّم آمالك.


حَسِّن صورتك أمام نفسك وجَمِّلها، فذلك مَدعاةٌ لزيادة منسوب الثقة بالنفس، فتَرى ذاتك بالعين الواثقة، فتنجَح في تفعيلها بالاجتهاد والمثابرة، والحركة الضرورية لبناء الروح التي تملِكها.


هي دعوة للنشاط والعمل، ورفْع المنسوب تباعًا، فلا تترك الفشل يَفُلَّ عزيمتَك، فالأبطال يَتكوَّنون في الْمِحن، لا على الفُرُش الوثيرة، فافخَر بهذا اللقب، فهو عزيز على كل إنسان.