عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 27-04-2023, 01:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,740
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر

كتاب مداخل إعجاز القرآن للأستاذ محمود محمد شاكر
صفية الشقيفي

(3) سبب تطلب المؤلف تفسيرَ لفظ الإعجاز والمعجزة لغة
قال أبو فهر محمود بن محمد شاكر الحسيني (ت: 1418هـ): (3)
وقد ألجأني إلى العناية بتفسير لفظ (الإعجاز) ولفظ (المعجزة) على ما يوجبه مجاز اللغة، أمور سوف أقتصر منها على أمرين. ولكن مهما بلغت هذه الأمور من الخَطَر، فإنها لا تستطيع أن تُسقِطَ هذين اللفظين: (إعجاز القرآن)، و(معجزات الأنبياء) من أقلام الكتاب المْحدَثين، ولا أن تنتزعه من تُراثِ اللغة المكتوبةِ في مصنَّفات علماء الأمة منذ القرن الثالث للهجرة إلى يومنا هذا. فكان أعدلَ الطُّرُق عندي هو إثبات تعريفٍ صحيحٍ من مجاز اللغة للفظِ (الإعجاز) ولفظِ (المعجزة)، لا يختلف الناسُ عليه، مهما تباينت آراؤهم والألفاظُ التي تستقرُّ في اللغة استقرارًا شاملاً مستفيضًا، يكون من الجهل والتهوُّر، محاولةُ انتزاعها وإسقاطها من أقلام الكتاب، ومن كتب العلماء قديمًا وحديثًا، بل الواجبُ الذي لا مِرْية فيه، هو محاولةُ تعريفها تعريفًا مطابقًا للحق الذي نراه، لأنَّ الذين وضعوها وكتبوها في كتبهم ومصنّفاتهم، وضعوها
[مداخل إعجاز القرآن: 18]

وضعًا مطابقًا لِحَقٍّ رأوْه، لا نخالفهم نحن في جوهره، وإن خالفناهُم في وجوه النظر التي أوجبت عليهم وضع هذه الألفاظ. وما دام مجاز اللغة قادرًا على تعريف اللفظ تعريفًا يرفع أسباب الاختلاف، ويسير بنا جميعًا على طريق مستتبّ، فلا معنى لإبطال ما استقرَّ عليه الكتاب والعلماء من التعبير عن الجوهر المتفق عليه.
ولقد تكاثرت عليَّ الأمورُ التي تدعوني إلى النظر في تعريف (الإعجاز) و (المعجزة)، على هذا الوجه الذي بينتُه آنفًا، ولكنِّي اقتصرت على أمرين، هُما عندي من الخطر بمكان، وكان لهما من الخطر في مباحث علماء الأمة، ما لا يخطئه قارئ كتبهم على امتداد عشرة قرون على الأقل، وكلا الأمرين يتعلق بالألفاظ وبدلالة هذه الألفاظ.
الأمر الأول: أن لفظ (الإعجاز) في قولنا: (إعجازُ القرآن) ولفظ (المعجزة) في قولنا (معجزات الأنبياء)، كلاهما لفظٌ مُحْدَث مولَّد. وبيقينٍ قاطعٍ، لا نجدهما في كتاب الله، ولا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أجدهما في كلام أحد من الصحابة، ولا في شيء من كلام التابعين ومن بعدهم، إلى أن انقضى القرنُ الأول من الهجرة، والقرنُ الثاني أيضًا، ثم نجدهما فجأةً يظهران
[مداخل إعجاز القرآن: 19]

على خَفَاء في بعضِ ما وصلنا من كلام أهلِ القرنِ الثالث، ثم يستفيضَان استفاضةً ظاهرة غامِرةً في القرن الرابع وما بعده إلى يومنا هذا. فكلاهما إذن مُحْدَث مُوَلَّد.
الأمر الثاني: لفظٌ آخر مقترنٌ اقترانًا لا فِكَاك منه بلفظ (الإعجاز)، وهو لفظ (التحدي) في قولهم: إن النبي يتحدَّى أهل زمانه بما يظهر على يديه من (المعجزات). وهذا اللفظ أيضًا مُحْدَث مُوَلَّد، ليس في كتاب الله ولا في حديث رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نجده في كلام أحد من الصحابة أو التابعين ومَنْ بَعْدَهم، إلى أن يظهر بعضَ الظهور في كلام أهل القرن الثالث، ثم يستفيضُ هو أيضًا استفاضةً غامرة ظاهرة في القرن الرابع وما بعده إلى يومنا هذا). [مداخل إعجاز القرآن: 18-20]



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.12 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.99%)]