عرض مشاركة واحدة
  #69  
قديم 26-04-2023, 03:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل



9: سيرة حذيفة بن اليمان بن جابر العبسي الغطفاني (ت:36هـ) رضي الله عنه



اسمه ونسبه وكنيته
هو أبو عبد الله حذيفة بن حُسَيل ويقال: حِسْل، واليمان لقب لأبيه على الأرجح أو لجدٍّ له اسمه جروة كان قد أصاب دماً في الجاهلية في قومه؛ فارتحل عنهم إلى يثرب، وحالف بني عبد الأشهل من الأوس وهم من الأزد اليمانية؛ فلقبه قومه باليمان لمحالفته إياهم.
وذهب أبو عبيد القاسم بن سلام إلى أن اليمان اسم لأحد أجداده؛ فقال في نسبه كما في معجم الصحابة لأبي القاسم البغوي: (حذيفة بن حُسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن اليمان، وإنما قيل: حذيفة بن اليمان لأنه من ولد اليمان بن جروة بن الحارث بن قطيعة بن عبس).
- وقال محمد بن الحسن البغدادي: سمعت عليّ ابن المديني يقول: (حذيفة بن اليمان هو حذيفة بن حسل، وحسل كان يقال له: اليمان، وهو رجل من عبس حليف للأنصار). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو المليح: قال سفيان [الثوري]: (اسم أبي حذيفة - يعني: اليمان: حُسيل). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال ابن سعد: (حذيفة بن اليمان، وهو حسيل بن جابر من بني عبس حلفاء بني عبد الأشهل ويكنى أبا عبد الله).
- وقال ابن الكلبي: (جروة هو اليمان، وحذيفة من ولده، وإنما قيل حذيفة بن اليمان من ولد جروة، وبينه وبين اليمان آباء، وكان جروة قد أصاب دماً في قومه، فهرب إلى المدينة، فحالف بني عبد الأشهل؛ فسماه قومه اليمان لأنه حالف اليمانية، فقيل جروة اليماني). ذكره البلاذري في أنساب الأشراف.
- وقال البلاذري: (حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة، وجروة عبسي، وهو اليمان؛ فنُسب حذيفة إليه، وهم حلفاء لبني عبد الأشهل، سماه قومه "اليمان"، لأنه حالف اليمانية).
وما ذكره ابن الكلبي وتبعه عليه البلاذري فيه نظر؛ فلو كان جروة هو اليمان لكان آل اليمان قوماً بالمدينة.
وجروة هو ابن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، بينه وبين حذيفة نحو ثمانية آباء.
فالأقرب هو قول سفيان الثوري، وعلي بن المديني، وابن سعد، وهو أن اليمان لقب لأبي حذيفة.
- وقال ابن زنجويه: (حذيفة حليف بني عبد الأشهل وكان ممن هاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وعدادهما في الأنصار ويكنى أبا عبد الله). ذكره أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.



مولده ونشأته
تزوّج اليمانُ امرأة من الأوس يقال لها: الربابَ بنت كعب بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل، وهي صحابية أنصارية أوسية، من قرابة سعد بن معاذ رضي الله عنهما، وولد لليمان في المدينة: حذيفة، وصفوان، وليلى، وفاطمة، وخولة.
فنشأ حذيفة مع والديه وإخوته وأخواله بني عبد الأشهل من الأوس؛ فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم أسلم هو وأبوه اليمان، وكان حذيفة كيساً فطناً نجيباً، ولم يزل مقرّباً من النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان من خاصة أصحابه وممن يفضي إليهم بسرّه، وله مناقب وفضائل مشهورة.
- قال ابن سعد: (وأمّه الرباب بنت كعب بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل).
- قال ابن حجر العسقلاني: (كان أبوه قد أصاب دماً فهرب إلى المدينة، فحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لكونه حالف اليمانية، وتزوّج والدة حذيفة، فوُلد له بالمدينة، وأسلم حذيفة وأبوه، وأرادا شهود بدر فصدّهما المشركون وشهدا أُحُداً).
فأما أخوه صفوان بن اليمان فذكر ابن سعد عن الواقدي أنه شهد أحداً.
وأما أخواته ليلى وفاطمة وخولة، فكلهن صحابيات، ومنهنّ من بايعت النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن أولاد حذيفة: سعد، وأبو عبيدة، لهم روايات عنه.
واختلف العلماء في عبد العزيز بن اليمان؛ فذهب البخاري في التاريخ الكبير إلى أنه أخو حذيفة، وعدّه ابن قانع من الصحابة، وقال أبو نعيم الأصبهاني: (هو وهم، وصوابه عبد العزيز ابن أخي حذيفة بن اليمان).
وقول أبي نعيم أقرب إلى الصواب، فالرواة عن عبد العزيز متأخرون، وقد صرّح في بعض الروايات بكونه ابن أخي حذيفة؛ ففي سنن أبي داوود من طريق عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد الله الدؤلي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة، عن حذيفة، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى».
وأما ورود اسمه في بعض الروايات عبد العزيز بن اليمان؛ فهو محمول على نسبته إلى جدّه كما وقع لجماعة غيره من الرواة.
- قال ابن حجر في الإصابة: (ليس عبد العزيز ولد اليمان، بل نسب إليه في هذه الرواية لكونه جدّه، وأما الحديث الّذي فيه عبد العزيز ابن أخي حذيفة ولم يُسمَّ فيه أبوه فهو المعتمد).

إسلامه ونصرته للنبي صلى الله عليه وسلم
لمّا قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ أسلم حذيفة بن اليمان وأبوه؛ وخيره النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون من المهاجرين أو الأنصار فاختار أن يكون أنصارياً.
- قال حماد بن سلمة: أخبرنا علي بن زيد [بن جدعان]، عن سعيد بن المسيب، عن حذيفة بن اليمان قال: «خيرني رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة والنصرة؛ فاخترت النصرة». رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، والطبراني في المعجم الكبير.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.86 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]