عاصمـــة:
وهذا كله كذب وافتراء من أقوال المبتدعة والقصاصين، وما حصل أن عمرو بن العاص عزل معاوية عن الأمر كما فعل أبو موسى الأشعري، ويترك الأمر في اختيار خليفة للمسلمين في الصحابة رضوان الله - تعالى -عليهم أجمعين.
أما ما ملئت به كتب التاريخ بدهاء عمرو بن العاص وضرب الأمثال عليه وأنه خدع أبو موسى الأشعري الذي وصف بالضعف وهذا من البهتان في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد أتى الدار قطني بقول لعمرو بن العاص يدل على شدة ورعه:
"والله لئن كان أبو بكر وعمر تركا هذا المال وهو يحل لهما منه شيء لقد غبنا ونقص رأيهما، وايم الله ما كانا مغبونين ولا ناقصي الرأي، ولئن كانا امرأين يحرم عليهما هذا المال الذي أصبناه بعدهما لقد هلكنا. وايم الله ما جاء الوهم إلا من قبلنا". [15]
ملئ كتب التاريخ بالكذب على علي ومعاوية:
كتب التاريخ فيها الكثير حول ما كان بين علي ومعاوية رضي الله - تعالى -عنهما، ولكن من الذي أتى بهذا التاريخ في هذه الكتب، هل هو نقل عن الثقات الفضلاء من الصحابة والتابعين؟ أو هو قول القصاصين؟ أو من هم أسوء من القصاصين بكثير وهم الشيعة الذين كانوا يشوهون تاريخ الأمة الإسلامية ويبينون أن بني أمية كانوا دوما ً على خطأ وأنهم قتلة أتوا إلى الخلافة بالقتل وليس استحقاقاً لها.
وممن كتب في التاريخ من كان يسعى للمال، وليس الهدف لديه إثبات تاريخ الأمة بما هو صواب لتعلمه أجيال الأمة فيما بعد، وهذا الكذب كان سببا في تشويه الحقائق وخاصة صورة الصحابي معاوية بن أبي سفيان كاتب الوحي، وخال المسلمين وهذا كله للطعن في ولايته.
الأدب مع صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
قول ابن العربي مؤلف العواصم من القواصم:
فأعرضوا عن الغاوين، وازجروا العاوين وعرجوا عن سبيل الناكثين، إلى سنن المهتدين، وامسكوا الألسنة عن السابقين إلى الدين.
وإياكم أن تكونوا يوم القيامة من الهالكين بخصومة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد هلك من كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم – خصمه، ودعوا ما مضى فقد مضى الله ما قضى. وخذوا لأنفسكم الجد فيما يلزمكم اعتقاداً وعملاً، ولا تسترسلوا بألسنتكم فيما لا يعينكم مع كل ناعق اتخذ الدين هملاً، فإن الله لا يضيع أحر من أحسن عملاً.
ورحم الله الربيع بن خثين، فإنه لما قيل له: قتل الحسين! قال: أقتلوه؟ قالوا: نعم.
فقال: (اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)[16]، ولم يزد على هذا أبداً، فهذا العقل والدين، والكف عن أحوال المسلمين، والتسليم لرب العالمين.
وأفضل القول ما قاله عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى -وقد تكلموا في الذي جرى بين الصحابة: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، [17].
ما واجب المسلم في الفتن والملاحم:
القاعدة الأولى: وجوب الاستعاذة من الفتن.
فعن ابن عباس - رضي الله عنه – قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ دبر كل صلاة من أربع يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، اللهم إني أعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم إني أعوذ بك من الأعور الكذاب)).
فلو كان هناك أحد معصوم من إصابة الفتن وآثارها لكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام، وما احتاجوا إلى الاستعاذة منها.
القاعدة الثانية: القعود في الفتن خير من القيام فيها.
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، من وجد منها ملجئاً أو معاذاً فليعذ به)) وفي رواية: ((النائم فيها خير من اليقظان)).
القاعدة الثالثة: القلوب مشربة بالفتن، ومنكرة لها.
القلوب بالنسبة لتعلق الفتن بها قلبان:
الأول: القلب المريض: وهو قلب من أصابه قادح عقدي أو هوى في النفس، فلا يعرف الحق، أو لا يتبعه والعياذ بالله، قال - تعالى -: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [18]
الثاني: القلب السليم: وهو قلب من سلم من أمراض الشهوات والشبهات، وعرف الحق واتبعه، قال الله - تعالى -: (يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [19] وقال سعيد بن المسيب: القلب السليم الصحيح هو قلب المؤمن لأن قلب الكافر والمنافق مريض.
القاعدة الرابعة: الأمر بالجماعة والألفة، والنهي عن الفرقة والاختلاف.
والجماعة المندوبة لزومها في الشريعة الإسلامية والمحرمة مفارقتها تشمل هذين الأصلين العظيمين، فالجماعة باختصار هي: الحق وأهله، وكل مخالفة للحق، أو مفارقة لأهل الحق فهو خروج عن الجماعة، ومن الأدلة الشرعية على لزوم الجماعة ونبذ الفرقة:
من القرآن الكريم:
قال الله - تعالى -: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) [20]
من السنة النبوية:
حديث حذيفة - رضي الله عنه -: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: (( يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، فَقَالَ: هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُون َ بِأَلْسِنَتِنَا ، قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قَالَ: فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ)).
القاعدة الخامسة: الأصل تفضيل الخلطة، والعزلة استثناء.
حين يغلب شر المجتمع أو الفرد خيره، ويخشى المرء منهما على دينه أو دنياه شرع له أن يعتزل، فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ))، بل يرخص له في ترك الأمر والنهي، والاهتمام بإصلاح نفسه وأهله فقط.
القاعدة السادسة: من الملاحم ما مدحت، ومنها ما نهيت.
الأمر الذي يوحي بأن من الملاحم ما مدحت وهي الأغلب، وذلك لكونها مظهرا من مظاهر مضي شريعة الجهاد إلى يوم القيامة، كما أن منها ما نهيت ولم يرد في النصوص معرض المدح ولم يسق فيها مساق الندب.
موقف معاوية بن أبي سفيان من علي بن أبي طالب، وما قيل في معاوية:
علمنا أن علي بن أبي طالب كان إلى الصواب أقرب من معاوية بن أبي سفيان رضي الله - تعالى -عنهما، وليس معنى هذا أن نقول أن معاوية كان مخطئ وبعيد عن الحق، بل نقول: إنهم بشر اجتهدوا في أمر، فإما أن يكون صواباً فخير على خير، وإما أن لا يكون صواباً.
فموقف معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - من علي بن أبي طالب طلب معاوية بن أبي سفيان من ضِرار بن ضمرة أن يصف له علي - رضي الله عنه -، ولكنه رفض وطلب أن يعفيه من هذا الأمر، ولكن معاوية أصرَّ فكان هذا الوصف:
أما إذاً فإنه والله كان بعيد المدى شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً يتفجر العلم من جوانبه، وينطق بالحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير الدمعة، طويل الفكرة، يقلب كفه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما خشُن، ومن الطعام ما جَشُبَ، كان والله كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، ويبتدئنا إذا أتيناه، ويأتينا إذا دعوناه، ونحن والله مع تقربه لنا، وقربه منا لا نكلمه هيبة، ولا نبتديه لعظمه، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يعظّم أهل الدين، ويحب المساكين، ولا يطمع القويّ في باطله.
ولا ييئس الضعيف من عدله، وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد أرجى الليل سُجوفه، وغارب نجومه، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، وكأني أسمعه وهو يقول:
"يا دنيا يا دنيا أبي تعرّضت أم لي تشوّفت؟
هيهات هيهات غُرّي غيري، قد بَتَتُّكِ ثلاثا لا رجعة لي فيك، فعمرك قصير، وعيشك حقير، وخطرك كبير.
آه من قلَّة الزاد، وبُعد السفر، ووحشة الطريق.
فذرفت دموع معاوية - رضي الله عنه - حتى خرّت على لحيته فما يملكها، وهو ينشفها بكمه، وقد اختنق القوم بالبكاء، ثم قال معاوية:
"رحم الله علي، كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار "
قال: "حزن من ذُبح ولدها في حجرها فلا ترقأ عبْرتها، ولا يسكن حزنها " [21]
هذا خلق معاوية بن أبي سفيان عندما كان الحديث عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، فما كان فعله مع الحسن بن علي - رضي الله عنه -: أن معاوية - رضي الله عنه -، كان إذا لقي الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قال: مرحباً بابن رسول الله وأهلاً، ويأمر له بثلاثمائة ألف، ويلقى ابن الزبير - رضي الله عنه - فيقول: مرحباً بابن عمة رسول الله وابن حواريه، ويأمر له بمئة ألف. [22]
هذا هو معاوية بن أبي سفيان الذي سئل عنه الإمام أحمد:
ما تقول رحمك الله فيمن قال: لا أقول إن معاوية كاتب الوحي، ولا أقول إنه خال المؤمنين فإنه أخذها بالسيف غصباً؟
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: هذا قول سوء رديء، يجانبون هؤلاء القوم، ولا يجالسون، و نبين أمرهم للناس. [ 24]
قال ابن العربي عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله - تعالى -عنه أنه دخل بن العربي بغداد وأقام فيها زمن العباسيين والمعروف أن بين بني العباس وبني أمية ما لا يخفى على الناس، فوجد مكتوباً على أبواب مساجدها خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم معاوية خال المؤمنين - رضي الله عنهم - أجمعين. [25]
ونختم بما قاله عبد الله بن المبارك عندما سئل أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان، أم عمر بن عبد العزيز؟
فقال: و الله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل من عمر بألف مرة، صلى معاوية خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد. فما بعد هذا؟ [26]
رضي الله عن معاوية بن أبي سفيان، و- رحمه الله تعالى -رحمة واسعة صحابي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كاتب الوحي، أخ أم المؤمنين أم حبيبة " رملة " بنت أبي سفيان - رضي الله عنهما - فمن نحن لكي نخطئه.
الخاتمة:
إن البحث في كتب التاريخ لمعرفة ما كان بين علي بن أبي طالب في أول خلافته بعد معركة الجمل وبين معاوية بن أبي سفيان أمر ليس بالهين، فإن الفصل بين ما هو صحيح في هذه الكتب وما هو سقيم ليس بالأمر الهين، فإن من كتب التاريخ بعد ما وقع بينهما كان له غرض، إما أن يكون يكتب لتسلية الحاكم ووضع الأكاذيب، أو أن يكون قصاص يكتب ليبهر الناس بالأكاذيب، وإما أن يكون كاتب باعتقاد ديني باطل يقلب الحقائق عما كانت عليه في زمن الصحابة رضوان الله - تعالى -عليهم أجمعين.
مع من كان الحق، ومن جانبه الحق في الخلاف بين علي ومعاوية أمر فرغ وحصل وليس لنا في هذا الزمان أن نأتي لنحلل الموقف كيف كان ولما كان ولما لم يكن، كل ما علينا هو الترحم على الصحابة رضوان الله - تعالى -عليهم، ونعلم أنهم اجتهدوا فالمجتهد يصيب ويخطأ، وبعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعد على الأرض معصوم من الخطأ.
يقول الطحاوي في عقيدته المشهورة:
ونحب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نفرط في حبِّ أحد منهم، ولا نتبرّأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلاّ بخير، وحبُّهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان. أ. هـ
فمتى كان الحديث عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فإننا نقول ابن عم رسول الله، وصهر رسول الله، وخليفة رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وكثيرة هي مناقب علي التي تحدث عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فنحن نؤمن ونقر بما قاله النبي فلا تخطيء علي ونناصبه العداء كما فعل النواصب وهم فرقة أبغضت علياً رضي الله - تعالى -عنه.
ومتى كان الحديث عن معاوية بن أبي سفيان فإننا نترحم عليه، ونتذكر أنه خال المؤمنين وكاتب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كما قال الموفق ابن قدامة - رحمه الله تعالى -في كتاب "لمعة الاعتقاد": ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وحي الله، وأحد خلفاء المسلمين - رضي الله عنه -. أ. هـ
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني - رحمه الله -:
" واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من حروب، ولو عرف المحق منهم؛ لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلاّ عن اجتهاد، وقد عفا الله - تعالى -عن المخطئ في الاجتهاد، بل ثبت أنه يؤجر أجراً واحداً، وأن المصيب يؤجر أجرين"[27]
فرحم الله صحابة رسوله صلوات ربي وسلامه عليه فإنهم من نقلوا لن الدين كاملاً واضحاً كما أخذوه عن رسول الله، رحم الله الصحابة الكرام الذين هم خير القرون كما أخبر عنهم رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه، - رحمهم الله - تعالى -ورضي عنهم وأرضاهم.
وفي الختام
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
الحاشية:
=-=-==-=-==-=-==-=-==-=-==-=-==-=-=
[1] أخرجه الطبري (5: 156).
[2] القاضي ابن العربي يقرر هنا الحكم الشرعي في عقد البيعة، لا على أنه رأي له.
[3] البداية والنهاية، للحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى -، الجزء السابع، ابتداء وقعة الجمل. بتصرف.
[4] البداية والنهاية، للحافظ ابن كثير، الجزء السابع. بتصرف
[5] ولمن أراد مزيد بسط في المسألة فليرجع إلى: كتاب البداية والنهاية: للحافظ ابن كثير، الجزء السابع، تحت عنوان: خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله - تعالى -عنه.
[6] كان الفريقان يطلبان التفاهم وجمع الكلمة، أما الباغي فهم قتلة عثمان.
[7] البداية والنهاية، للحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى -، الجزء السابع، مسير علي بن أبي طالب من المدينة إلى البصرة بدلا من الشام، بتصرف.
[8] حاشية كتاب العواصم من القواصم، ص: 117.
[9] نقل الحافظ ابن عساكر (7: 86-87).
[10] (قال الأصمعي: أي سرائري وأحزاني التي تجول في جوفي).
[11] مسند الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -، الجزء الثاني، ص: 446.
[12] منقول بتصرف من كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير بتصرف.
[13] كتاب العواصم من القواصم، لإبن العربي - رحمه الله تعالى -، ص: 124.
[14] منهاج السنة، لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -، الجزؤ الثاني، ص: 219.
[15] أورد المؤلف هذا الخبر للدلالة على ورع عمرو ومحاسبته لنفسه وتذكيرها بسيرة السلف.
* هو من تلاميذ عبد الله بن مسعود وأبي أيوب الأنصاري وعمرو بن ميمون، وأخذ عنه الإمام الشعبي وإبراهيم النخعي وأبو بردة. قال له ابن مسعود: لو رآك النبي لأحبك. توفي سنة 64.
** قواعد عملية في فقه الفتن والملاحم، لانجوغو مبكي صمب، موقع المسلم.
[16] سورة الزمر: 46.
[17] سورة البقرة: 134.
[18] سورة البقرة: 10.
[19] سورة الشعراء: 88، 87.
[20] سورة آل عمران: 103.
[21]كتاب صفة الصفوة، ج2، رقم الصفحة: 142.
[22] البداية والنهاية، للحافظ ابن كثير، الجزء الثامن، ص: 137.
[23]كتاب العواصم من القواصم لإبن العربي، ص: 229-230.
[24]انظر: السنة للخلال، الجزء الثاني، ص: 434 بسند صحيح.
[25] كتاب العواصم من القواصم، لإبن العربي، ص: 230، 229.
[26]وفيات الأعيان، لابن خلكان (3 /33)، و بلفظ قريب منه عند الآجري في كتابه الشريعة (5/2466).
[27] فتح الباري، الجزء الثالث عشر، ص: 34
المراجع:
1- القرآن الكريم.
2- صحيح البخاري.
3- صحيح مسلم.
4- مسند الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى -.
5- فتح الباري شرح صحيح البخاري، لأبن حجر العسقلاني.
6- منهاج السنة، لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -.
7- البداية والنهاية، للحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى -.
8- تاريخ الطبري.
9- كتاب العواصم من القواصم، لإبن العربي - رحمه الله تعالى -.
10- قواعد علمية في فقه الفتن والملاحم، لانجوغو مبكي صمب، موقع المسلم