عرض مشاركة واحدة
  #338  
قديم 25-03-2023, 10:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

ونحوه:
عكرمة مولى ابن عباس (ت: 106):
عبدالرزاق (2802) عن [سفيان بن سعيد] الثَّوري، عن محمد بن سوقة، عن عكرمة قال: سمعته يقول: يؤذن للنَّاس بالحجِّ ليلةَ القدر، فيُكتبون بأسمائهم - قال محمد: وأظنُّه قال: وأسماء آبائهم - لا يغادر أحدًا ممن كتب تلك الليلة، ولا يزاد فيهم ولا ينقص منهم، ثم قرأ عكرمة: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4].
مقصودهما - والله أعلم - التمثيل لا الحَصر.

تخصيص الآية بـ "الموت" (من يموت تلك السنة):
عمر [بن عبدالله] مولى غفرة (ت: 145): [لا يصح].
تفسير الطَّبري (21/ 7) حدثني يونس [بن عبدالأعلى]، قال: أخبرنا [عبدالله] ابن وهب قال: قال عبدالحميد بن سالم، عن عمر مولى غفرة قال: "يقال: ينسخ لملك الموت مَن يموت ليلة القدر إلى مثلها؛ وذلك لأن الله عز وجل يقول: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]، وقال: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]، قال: فتجد الرجلَ ينكح النساءَ، ويغرس الغرس واسمه في الأموات".
منقطع؛ ابن وهب يقول: "قال عبدالحميد بن سالم"، وعبدالحميد مجهول، لم يذكر في الرواة عنه غير: الزبير بن سعيد الهاشمي[19].

ويروى أن المقصود ليلة النِّصف من شَعبان:
تفسير الطَّبري (21/ 9، 10) حدَّثنا الفضل بن الصباح والحسن بن عرفة قالا: "ثنا" الحسن بن إسماعيل البجلي، عن محمد بن سوقة، عن عكرمة في قول الله تبارك وتعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]، قال: في ليلة النِّصف مِن شَعبان، يبرم فيه أمر السَّنة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد.
لأجل هذه الرِّواية حكى الطبريُّ الخلافَ في آية الدخان بين "ليلة القدر" و"ليلة النِّصف من شَعبان" وسبق الكلام عنها.
الحسن بن إسماعيل البجلي: ليس له غير هذه الرواية.

وفي أخبار القضاة (3/ 149) لوكيعٍ أبي بكر بن خلف (ت: 306): أخبرني يحيى بن إسماعيل البجلي في كتابه أنَّ الحسن بن إسماعيل البجلي حدَّثهم قال: حدَّثنا مطلب بن زيد قال: حدَّثنا عبيد القاضي، عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري أنه قال: لما سد أبواب المسجد ذهب عليٌّ رضي الله عنه ليخرج، فأخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيده فقال: ((إنّ هذا المسجد لا يحلُّ لأحدٍ أن يجنب فيه غيري وغيرك)).

ويُروى فيه حديث مرفوع:
تفسير الطَّبري (21/ 10) حدثني عبيد بن آدم بن أبي إياس قال: "ثنا" أبي قال: "ثنا" الليث [بن سعد]، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب [الزهري]، عن عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تقطع الآجال من شَعبان إلى شَعبان؛ حتى إنَّ الرجل لينكح ويولَد له، وقد خرج اسمه في الموتى)).

خاص بـ "الآجال".
مرسل: عثمان بن محمد بن الأخنس: يروي عن المقبري عن أبي هريرة، وله عنه مناكير[20].
وعليه لا خلاف في أنَّ "ليلة القدر" يقضى ويقدَّر فيها ما يكون في السّنة، وإنما المقصود الخلاف معنى ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ [القدر: 4].

مسألة: تغير التقدير ليلة القدر:
وهذا راجع لمِعنى قوله تعالى: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 39]، هل المقصود التقدير أو القرآن؟

عبدالله بن عباس (ت: 68) [لا يصح]:
تفسير الطَّبري (13/ 560) حدثني المثنى [بن إبراهيم]، قال: "ثنا" عمرو بن عون قال: أخبرنا هشيم [بن بشير]، عن [محمد بن عبدالرحمن] ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 39]، قال: يقدِّر الله أمرَ السَّنة في ليلة القدر، إلَّا الشقاء والسعادة، والموت والحياة.

وأخرجه من طرق عن ابن أبي ليلى ليس "فيه ليلة القدر" (13/ 559، 560).
وبدونها أخرجه عبدالرزاق (1387)عن الثَّوري، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ﴾ [الرعد: 39]قال: إلَّا الشقوة والسعادة، والحياة والموت.
ابن أبي ليلى: ضعيف[21].

وأخرج عبدالرزاق (2/ 273 - رقم 1386) عن مَعمر [بن راشد]، عن قتادة في قوله تعالى: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ﴾ [الرعد: 39]، قال ابن عباس: هو القرآن، كأنَّ الله يمحو ما يشاء ويثبت، ويُنسي نبيَّه صلى الله عليه وسلم ما شاء، ويَنسخ ما شاء ويُثبت ما شاء، وهو المحكَم ﴿ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 39]، قال: جملة الكتاب وأصله.
منقطع.

مجاهد بن جبر (ت: 104):
تفسير الطَّبري (13/ 561) حدَّثنا أحمد [بن إسحاق الأهوازي]، قال: "ثنا" أبو أحمد [الزبيري محمد بن عبدالله بن الزُّبير]، قال: "ثنا" سُفيان [بن سعيد الثَّوري]، عن منصور [بن المعتمر]، عن مجاهد:
قال: "ثنا" سعيد بن سليمان قال: "ثنا" شريك، عن منصور، عن مجاهد: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ﴾ [الرعد: 39]، قال: ينزل الله كلَّ شيء في السنة في ليلة القدر، فيَمحو ما يشاء من الآجال، والأرزاق، والمقادير، إلَّا الشقاء والسعادة، فإنهما ثابتان.

أبو أحمد الزُّبيري محمد بن عبدالله: ثقة ثبت إلَّا أنَّه قد يُخطئ في حديث الثَّوري[22].
الطَّبري (13/ 561) حدَّثنا عمرو بن علي قال: ثنا أبو عاصم [الضحاك بن مخلد]، قال: "ثنا" سُفيان [الثَّوري]، عن منصور [بن المعتمر]، عن مجاهد، في قوله: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ﴾ [الرعد: 39]، قال: إلَّا الحياة والموت، والسَّعادة والشَّقاوة، فإنَّهما لا يتغيَّران.

حدَّثنا عمرو قال: "ثنا" عبدالرحمن [بن مهدي]، قال: "ثنا" معاذ بن عقبة، عن منصور، عن مجاهد مثله. حدَّثنا ابن بشار قال: "ثنا" أبو أحمد قال: "ثنا" سُفيان، عن منصور، عن مجاهد مثله.
معاذ بن عقبة: ذكر في هذا الأثر وفي حديث غريب في المعجم الأوسط (3485) عنه عن زياد بن سعد، لعلَّ الصواب: مصاد بن عقبة[23].
ومصاد بن عقبة: قليل الحديث، وروى عنه ثلاثة، ذكره ابن حبَّان في الثِّقات، وقال: مستقيم الحديث على قلَّته؛ اهـ[24].

الطَّبري (13/ 561) قال [محمد بن بشار] "ثنا" أبو أحمد [الزُّبيري]، قال: "ثنا" سُفيان [بن سعيد الثَّوري]، عن منصور، قال: قلت لمجاهد: إن كنت كتبتني سعيدًا فأثبتني، وإن كنت كتبتني شقيًّا فامحُني قال: الشَّقاء والسعادة قد فُرغ منهما.
وينظر روايات أخرى عنه في تفسير آية الدخان.

ويروى أن ذلك في العاشر من رجب:
قيس بن عباد:
تفسير الطَّبري (13/ 571) حدَّثنا محمد بن عبدالأعلى قال: "ثنا "محمد بن ثور قال: "ثنا" المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: "ثني" رجل، عن أبيه، عن قيس بن عُبَاد أنه قال: العاشِر من رجب هو يوم يمحو الله فيه ما يشاء.
الرجل: لعله النضر بن عبدالله بن مطر القيسي.

وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (3466) أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدَّثنا محمد بن علي الوراق، حدَّثنا أبو النعمان [عارم محمد بن الفضل]، حدَّثنا معتمر بن سليمان.
شعب الإيمان (3467) من طريق عبيدالله بن نضر القيسي، حدَّثنا أبي [النضر بن عبدالله بن مطر القيسي]، عن جدِّي، عن قيس بن عباد.
وابن عساكر في فضل رجب (5) من طريق مهدي بن ميمون، عن النضر بن عبدالله، عن أبيه، عن قيس بن عباد.
قيس بن عباد: ذكره عبدالباقي بن قانع (ت: 351) في معجم الصحابة، لكنه تابعي[25].
ويُروى حديث مرفوع أنَّ ذلك في الساعة الأولى من آخر الليل.

تفسير الطَّبري (13/ 570) حدثني محمد بن سهل بن عسكر قال: "ثنا" [سعيد بن الحكم] ابن أبي مريم قال: "ثنا" اللَّيثُ بن سعد، عن زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عُبيد، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يفتح الذكر في ثلاث ساعات يبقين من اللَّيل؛ في الساعة الأولى منهنَّ ينظر في الكتاب الذي لا ينظر فيه أحدٌ غيره، فيمحو ما يشاء ويُثبت))، ثم ذكر ما في الساعتين الآخرتين.

تتمَّته: ((ثم يَنزل في الساعة الثانية إلى جنَّة عدن - وهي داره التي لم ترها عين، ولم تخطر على قلب بشَر، وهي مسكنه، ولا يسكنها معه مِن بني آدم غير ثلاثة: النبيين، والصديقين، والشهداء، ثمَّ يقول: طوبى لِمن دخلَكِ، ثمَّ ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته، فتنتفض، فيقول: قومي بعزَّتي، ثم يطلع إلى عباده، فيقول: هل مِن مستغفر أغفر له؟ وهل مِن داعٍ أجيب؟ حتى تكون صلاة الفجر، ولذلك يقول: ﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78] يشهده اللهُ وملائكة الليل والنهار)).

تفسير الطَّبري (13/ 570) حدَّثنا موسى بن سهل الرملي قال: "ثنا" آدم [بن أبي إياس]، قال: "ثنا" الليث [بن سعد]، قال: "ثنا" زيادة بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عُبيد، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله يَنزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل، يَفتح الذِّكرَ في الساعة الأولى الذي لم يره أحد غيره، يَمحو ما يشاء ويُثبت ما يشاء)).

أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (128)، وابن خزيمة في التوحيد (199) من طريق سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن الليث.
والدارقطني في النزول (ص: 151 - 152) من طريق يحيى بن بُكير، عن الليث.
واللالكائي (756) من طريق كاتب الليث أبي صالح عبدالله بن صالح، عنه.
زيادة بن محمد: ضعيف، متروك[26].

ومن مناكيره هذا الحديث، ذكره الذَّهبيُّ أبو عبدالله محمد بن أحمد (ت: 748) بتمامه - تبعًا للعقيلي- ثم قال: فهذه ألفاظ منكرة لم يأتِ بها غير زيادة؛ اهـ[27].
وقال العقيلي أبو جعفر محمد بن عمرو (ت: 322): والحديث في نزول الله عزَّ وجل إلى السماء الدنيا ثابت فيه أحاديث صحاح، إلَّا أنَّ زيادة هذا جاء في حديثه بألفاظ لم يأتِ بها الناسُ، ولا يتابعه عليها منهم أحد؛ اهـ[28].

وللآية تفسير آخر، وأنَّ المراد: القرآن المحكَم والمنسوخ.
الاحتمال الثاني: متعلق بما بعده.
أي: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ [القدر: 3، 4]؛ فهي سلام مِن جميع الشرور، أو "من كل امرئ سلام"، من كل ملك سلام على المؤمنين.
والكلام عنه في "الآية بعدها".
♦ ♦ ♦ ♦ ♦

﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر: 5]
قال السمعاني أبو المظفر منصور بن محمد (ت: 489): ﴿ سَلَامٌ هِيَ ﴾ فيه قولان:
أحدهما: أنَّ المراد منه تَسليم الملائكة على مَن يَذكر اللهَ تعالى في تلك الليلة.
والقول الثاني: ﴿ سَلَامٌ ﴾، أي: سلامة، والمعنى: أنَّه لا يعمل فيها داء ولا سِحر، ولا شيء من عمل الشياطين والكَهنة؛ اهـ[29].
التفسير الأول: تَسليم الملائكة على المُحْيِين لليلة القَدر بالذكر.

وله صورتان:
الأولى: مستقل عن ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾:
الأخرى: متعلق بـ ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾، ويكون المعنى: مِن كل امرئ - أي ملَك - سلام.
قال الطبريُّ: وقال آخرون: ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ﴾ [القدر: 4]: لا يلقون مؤمنًا ولا مؤمنة إلَّا سلَّموا عليه...
حدثت عن يحيى بن زياد الفراء قال: "ثني" أبو بكر بن عياش، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: أنه كان يقرأ: (من كل امرئ سلام) وهذه القراءة مَن قرأ بها وجه معنى: (من كل امرئ): مِن كلِّ ملَك، كان معناه عنده: تنزَّل الملائكة والروح فيها بإذن ربِّهم مِن كلِّ ملَك يسلِّم على المؤمنين والمؤمنات.

ولا أرى القراءةَ بها جائزة؛ لإجماع الحجَّة مِن القرَّاء على خلافها، وأنها خلاف لما في مصاحف المسلمين؛ وذلك أنه ليس في مصحف من مصاحف المسلمين في قوله (أمر) ياء، وإذا قُرئتْ: (من كل امرئ) لحقتها همزة، تصير في الخط ياء.
والصواب مِن القول في ذلك: القول الأول الذي ذكَرناه قبل، على ما تأوله قتادة[30]؛ اهـ[31].

رُوي هذا التفسير عن:
الشَّعبي عامر بن شراحيل (ت: 103 أو 104) [لا يصح]:
سعيد بن منصور (2498) "نا" هشيم [بن بشير]، عن أبي إسحاق [عبدالله بن ميسرة] الكوفي، عن الشعبي، قوله ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر: 4، 5]، قال: تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى يَطلع الفجر.
أبو إسحاق الكوفي: عبدالله بن ميسرة يدلِّس هشيمٌ اسمَه، ضعيف، متروك[32].

منصور بن زاذان (ت: 128) [لا يصح]:
سعيد بن منصور (2497) "نا" خلف بن خليفة قال: سمعتُ منصورَ بن زاذان يذكر في قوله ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر: 4، 5]، قال: ليلة القدر، تنزل الملائكةُ في تلك الليلة من حيث (حين) تغيب الشمس إلى أن يطلع الغد، يمرُّون على كلِّ مؤمن، ويلقون كلَّ مؤمن: السلام عليك يا مؤمن، السلام عليك يا مؤمن.

قال سعيد [بن منصور]: فقلت له: عن الحسن؟ فقال: لا.
خلف بن خليفة: سبق أنه اختلط.
الخلاصة: الآثار كلها ضعيفة.
التفسير الثاني: خير كلها ليس فيها شر.

ثمَّ منهم مَن قال متعلق بـ: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [القدر: 4]، أي: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ [القدر: 4، 5]، ومنهم مَن جعلها مستقلَّه عن ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ :
عبدالرحمن بن أبي ليلى (ت: 83) [لا يصح]:
تفسير الطَّبري (24/ 549) حدَّثني موسى بن عبدالرحمن المسروقي قال: "ثنا" عبدالحميد الحماني [ضعيف]، عن الأعمش، عن المنهال [بن عمرو]، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى في قوله: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ [القدر: 4، 5] قال: لا يَحدث فيها أمر.

مجاهد بن جبر (ت: 104) [لا يصح]:
سعيد بن منصور (2499) "نا" عيسى بن يونس، "ثنا" الأعمش، عن مجاهد في قوله: ﴿ سَلَامُ هِيَ ﴾ قال: هي سالِمة لا يَستطيع الشيطانُ أن يُحدث فيها شرًّا، ولا يُحدث فيها أذًى.
قال أبو حاتم محمد بن إدريس (ت: 277): إنَّ الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلَّس؛ اهـ[33].

تفسير الطَّبري (24/ 549) حدَّثنا أبو كريب [محمد بن العلاء]، قال: "ثنا" وكيع [بن الجراح]، عن إسرائيل [بن يونس بن أبي إسحاق]، عن جابر [بن يزيد الجعفي]، عن مجاهد: ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 5]، قال: مِن كل أمر سلام.
جابر بن يزيد الجعفي: متروك متَّهم[34].

تفسير يحيى بن سلام (1/ 493) حدَّثنا عبدالوهاب بن مجاهد، عن أبيه قال: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ [القدر: 4، 5] خير كلها، ﴿حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾، يعني: ليلة القدر.
عبدالوهاب بن مجاهد: ضعيف متروك[35].

قتادة بن دعامة السدوسي (ت: 117 أو 118):
تفسير عبدالرزاق (3667) عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ [القدر: 4، 5]، قال: خير هي حتى مَطلع الفجر.
المقصود: ﴿ سَلَامٌ هِيَ ﴾ أمَّا قوله تعالى: ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ فمحمول عنده على القَضاء كما سبق.

تفسير الطَّبري (24/ 548، 549) حدَّثنا [محمد] ابن عبدالأعلى [الصنعاني]، قال: "ثنا" [محمد] ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: ﴿ سَلَامٌ هِيَ ﴾ قال: خير، ﴿ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾.
تفسير الطَّبري (24/ 549) حدَّثنا بشر [بن معاذ العقدي]، قال: "ثنا" يزيد [بن زريع]، قال: "ثنا" سعيد [ابن أبي عروبة]، عن قتادة ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ [القدر: 4، 5]، أي: هي خير كلها إلى مَطلع الفجر.

عبدالرحمن بن زيد بن أسلم (ت: 182):
تفسير الطَّبري (24/ 549) حدَّثني يونس [بن عبدالأعلى] قال: أخبرنا [عبدالله] ابن وهب قال: قال [عبدالرحمن] ابن زيد [بن أسلم] في قول الله: ﴿ سَلَامٌ هِيَ ﴾ قال: ليس فيها شيء، هي خير كلها ﴿ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾.
الخلاصة: صحَّ عن قتادة وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم.
قال الطبريُّ: وقوله: ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾: سلام ليلة القدر مِن الشرِّ كله مِن أولها إلى طلوع الفَجر مِن ليلتها، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويل؛ اهـ[36].

يتبع...


[1] تفسير الطبري (21/ 5، 6).

[2] تفسير القرطبي (19/ 100).

[3] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (7/ 569).

[4] تفسير الطبري (21/ 6).

[5] أحكام القرآن (4/ 1690).

[6] يأتي الكلام عنها.

[7] المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز ص: 9 - ط: صادر.

[8] صحيح البخاري (2/ 92)، ط: محب الدين الخطيب.

[9] تغليق التعليق (3/ 204، 205).

[10] وهو من جملة المفقود من تفسير ابن أبي حاتم.

[11] الدر المنثور في التفسير بالمأثور (12/ 148، 149، - سورة الأحزاب الآية: 63 - ط: هجر.

[12] تفسير السمعاني (6/ 34).

[13] تفسير السمعاني (6/ 261).

[14] تفسير ابن كثير (8/ 443).

[15] تفسير الطبري (24/ 546).

[16] تفسير ابن كثير (8/ 444).

[17] تفسير الطبري (24/ 547).

[18] ميزان الاعتدال (2/ 45) - ترجمة: 2755.

[19] ميزان الاعتدال (2/ 540، 541) - ترجمة: 4774.

[20] ميزان الاعتدال (3/ 52) - ترجمة: 5557.

[21] ميزان الاعتدال (3/ 613 - 616 - 7825).

[22] تقريب التهذيب 487 - ترجمة: 6017.

[23] أثبت المزي في الرواة عن زياد بن سعد "مصاد بن عقبة"، وقال في الحاشية: كان فيه معاذ بن عقبة، وهو وهم؛ تهذيب الكمال (9/ 476) - هامش: 1، وعمدته المصادر المتقدمة: الجرح والتعديل (8/ 440)، الثقات (7/ 497)، المؤتلف والمختلف للدارقطني (4/ 2180)، طبقات الأسماء المفردة من الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث 107، الإكمال لابن ماكولا (7/ 198).

[24] الثقات (7/ 497).

[25] معجم الصحابة (2/ 354) - ترجمة: 894، وأخرج له حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن حبان (5/ 308، 309) - ترجمة: 4980، والعجلي (2/ 221) - ترجمة: 1534 في التابعين.

[26] ميزان الاعتدال (2/ 98) - ترجمة: 2988.

[27] ميزان الاعتدال (2/ 98) - ترجمة: 2988.

[28] الضعفاء (2/ 451، 452) - ط: حمدي السلفي.


[29] تفسير السمعاني (6/ 262).

[30] حمل ﴿ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ [القدر: 4] على القَضاء الكوني.

[31] تفسير الطبري (24/ 547، 548).

[32] ميزان الاعتدال (2/ 511) - ترجمة: 4641.

[33] العلل (5/ 471 - مسألة: 2119.

[34] ميزان الاعتدال (1/ 379 - 384) - ترجمة: 1425.

[35] ميزان الاعتدال (2/ 682، 683) - ترجمة: 5324.

[36] تفسير الطبري.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 38.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.63%)]