
20-03-2023, 12:22 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,565
الدولة :
|
|
رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين
سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل
7: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي (ت:32هـ)
إملاؤه المصاحف
كان ابن مسعود رضي الله عنه يملي المصاحف عن ظهر قلب، ويعلّم القرآن، فَكُثَرت كتابةُ المصاحف في الكوفة في عهده حتى جعل موضعاً في المسجد لعرض المصاحف.
- قال الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة أنه قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفات؛ فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة، وتركت بها رجلاً يملي المصاحف عن ظهر قلبه!!
فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شُعبتي الرَّحْل!
فقال: ومن هو ويحك؟!
قال: عبد الله بن مسعود
فما زال يطفأ ويسرَّى عنه الغضب، حتى عاد إلى حاله التي كان عليها، ثم قال: (ويحك والله ما أعلمه بقي من الناس أحد هو أحق بذلك منه"). رواه الإمام أحمد وأبو يعلى وابن خزيمة وغيرهم.
- قال شريك بن عبد الله النخعي، عن عاصم بن أبي النجود، عن زرّ بن حبيش قال: كنا نعرض المصاحف على عبد الله فسأله رجل من ثقيف فقال: يا أبا عبد الرحمن، أي الأعمال أفضل؟
قال: «الصلاة، ومن لم يصلّ فلا دين له»رواه ابن أبي شيبة ، وله متابع يأتي ذكره قريباً.
- وقال شعبة، عن عاصم، عن زر بن حبيش، قال: كان عبد الله رضي الله عنه يعجبه أن يقعد حيث تُعرض المصاحف فجاءه ابن الحضارمة، رجلٌ من ثقيف فقال: أي درجات الإسلام أفضل؟
قال: «الصلاة على وقتها من ترك الصلاة فلا دين له». رواه محمّد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة، وهذا يدلّ على أنه قد خصص مكاناً لعرض المصاحف.
- وقال سحيم بن نوفل: كنا نعرض المصاحف عند عبد الله؛ فجاءت جارية أعرابية إلى رجلٍ من القوم؛ فقالت: اطلب راقياً فإنَّ فلانا قد لقع فرسك بعينه؛ فتركه يدور كأنه فلك!!
قال: فقال عبد الله لا تطلب راقياً اذهب فانفث في منخره الأيمن أربعا وفي الأيسر ثلاثا ثم قل: "بسم الله، لا باس لا باس، أذهب الباس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا يذهب بالضر إلا أنت"
قال: فذهب الرجل ثم رجع؛ فقال: فعلت الذي أمرتني؛ فأكل وبال وراث). رواه الطبراني في الدعوات والخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق سفيان الثوري عن حصين بن عبد الرحمن عن هلال بن يساف عن سحيم به.
تهيّبه التحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
- قال مالك بن إسماعيل بن درهم الكوفي: أخبرنا إسرائيل، عن أبي حصين، عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود أنه حدث يوماً حديثاً، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أرعد، وأرعدت ثيابه، ثم قال: (أو نحو ذا، أو شبه ذا). رواه ابن سعد.
- وقال المسعودي، عن مسلم البطين، عن عمرو بن ميمون قال: اختلفت إلى ابن مسعود سنة فما سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فغشيه كرب حتى جعل العرق يتحدر، ثم قال: (إن شاء الله، إما فوق ذلك، أو دون ذلك، أو قريبا من ذلك). رواه أبو القاسم البغوي.
- وقال ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، عن عمار الدهني، عن عمرو بن ميمون قال: (صحبت ابن مسعود ثمانية عشر شهراً؛ فما سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثاً واحداً). رواه ابن عساكر.
- وقال نعيم بن حماد: أخبرنا ابن زبان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري عن عون بن عبد الله قال: (أحصينا حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو بضع وخمسون حديثاً). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، والرامهرمزي في المحدث الفاصل، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
وابن زبان الدمشقي ويقال: الحمصي، ويقال: ابن زيّان بالياء، له ترجمة في تاريخ دمشق، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
صفاته وشمائله
- قال محمد بن الفضيل بن غزوان: حدثنا مغيرة، عن أم موسى، قالت: سمعت علياً يقول: أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء منها، فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه، فضحكوا منها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما تضحكون؟! لَرِجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد». رواه ابن سعد، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري في الأدب المفرد.
- وقال حماد بن سلمة، عن عاصم ابن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود قال: كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الأراك، قال: فضحك القوم من دقة ساقي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مم تضحكون؟»
قالوا: من دقة ساقه.
فقال: «هي أثقل في الميزان من أحد». رواه ابن سعد، وأحمد في فضائل الصحابة.
- وقال إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: «رأيت عبد الله بن مسعود رجلاً خفيف اللحم». رواه ابن سعد.
- وقال يزيد بن هارون: أخبرنا المسعودي، عن سليمان بن ميناء، عن نفيع مولى عبد الله قال: «كان عبد الله بن مسعود من أجود الناس ثوبا أبيض، من أطيب الناس ريحا». رواه ابن سعد.
- وقال محمد بن عبد الله الأسدي: أخبرنا مسعر، عن محمد بن جحادة، عن طلحة قال: «كان عبد الله يعرف بالليل بريح الطيب». رواه ابن سعد.
- وقال الأعمش عن إبراهيم النخعي قال: (كان عبد الله لطيفاً فطناً). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال وكيع بن الجراح، عن سفيان، عن أبي إسحاق قال: قال هبيرة بن يريم: «كان لعبد الله شعر يرفعه على أذنيه، كأنما جعل بعسل».
قال وكيع: (يعني لا يغادر شعرة شعرة). رواه ابن سعد.
- وقال محمد بن يوسف الفريابي: حدثنا سفيان [الثوري]، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، قال: «كان ابن مسعود يغسل رأسه ثم يترك شعره من وراء أذنيه». رواه الطبراني في الكبير.
- وقال أبو نعيم الفضيل بن دكين: أخبرنا زهير، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم قال: «كان شعر عبد الله بن مسعود يبلغ ترقوته، فرأيته إذا صلى يجعله وراء أذنيه». رواه ابن سعد.
- وقال يوسف بن عدي التيمي: أخبرنا محمد بن عتبة الرقي، عن ميمون بن مهران، عن سعيد بن المسيب قال: (كأني أنظر إلى ابن مسعود عظيم البطن حَمْش الساقين). رواه أبو القاسم البغوي.
- وقال هشيم بن بشير: أخبرنا سيار، عن أبي وائل أن ابن مسعود رأى رجلاً قد أسبل فقال: ارفع إزارك.
فقال: وأنت يا ابن مسعود فارفع إزارك!
فقال عبد الله: (إني لست مثلك! إن بساقي حموشة، وأنا أؤم الناس).
فبلغ ذلك عمر فجعل يضرب الرجل ويقول: (أتردّ على ابن مسعود؟!). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|