عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 07-03-2023, 05:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين



سِيَر أعلام المفسّرين
من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين
عبد العزيز الداخل


4: عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب الهاشمي القرشي (ت:40هـ) رضي الله عنه






ظهور الخوارج في عهده
لما ظهرت فرقة الخوارج في عهده وكانوا يجادلون بالقرآن؛ وبلغ عليّا ما نقموا عليه، أمر أن يؤذّن بأن لا يدخل على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن؛ فلما أن امتلات الدار من قراء الناس، دعا بمصحف إمام عظيم، فوضعه بين يديه، فجعل يصكّه بيده ويقول: أيها المصحف، حدّث الناس، فناداه الناس فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما تسأل عنه إنما هو مداد في ورق، ونحن نتكلم بما روينا منه، فماذا تريد؟
قال: أصحابكم هؤلاء الذين خرجوا، بيني وبينهم كتاب الله عز وجل، يقول الله تعالى في كتابه في امرأة ورجل: {وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما} فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم دما وحرمة من امرأة ورجل.
ونقموا علي أن كاتبت معاوية: كتب علي بن أبي طالب، وقد جاءنا سهيل بن عمرو، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية، حين صالح قومه قريشا، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بسم الله الرحمن الرحيم» . فقال: سهيل لا تكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال: «كيف نكتب؟» فقال: اكتب باسمك اللهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فاكتب: محمد رسول الله " فقال: لو أعلم أنك رسول الله لم أخالفك. فكتب: هذا ما صالح محمد بن عبد الله قريشا، يقول: الله تعالى في كتابه: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}.
ثم بعث إليهم عبدَ الله بن عباس، فلمّا توسّط عسكرهم قام ابن الكواء يخطب الناس، فقال: يا حملة القرآن، إن هذا عبد الله بن عباس، فمن لم يكن يعرفه فأنا أعرّفه من كتاب الله ما يعرفه به، هذا ممن نزل فيه وفي قومه: {قوم خصمون} فرُدّوه إلى صاحبه، ولا تواضعوه كتاب الله.
فقام خطباؤهم؛ فقالوا: والله لنواضعنه كتاب الله، فإن جاء بحق نعرفه لنتبعنه، وإن جاء بباطل لنبكّتنه بباطله؛ فواضعوا عبد الله الكتاب ثلاثة أيام، فرجع منهم أربعة آلاف كلهم تائب، فيهم ابن الكوَّاء، حتى أدخلهم على علي الكوفة).
وخبرهم طويل قصّه عبد الله بن شداد بن الهاد على عائشة رضي الله عنها وكان قد شهد مناظرة ابن عباس للخوارج، والقصة مروية في مسند الإمام أحمد، ومسند أبي يعلى، ومستدرك الحاكم، وسنن البيهقي.


مقتله
استشهد عليّ رضي الله عنه في الكوفة سنة 40هـ. قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي من الخوارج، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر عليّاً بذلك.
- قال سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن سبع: خطبنا علي قال: «لتخضبنَّ هذِهِ من هذا» يعني لحيته من رأسه.
قالوا: أخبرنا به نقتله.
قال: «إذا تالله تقتلون بي غير قاتلي». رواه أحمد وابن أبي شيبة، وعبد الله بن سبع مجهول الحال لم يرو عنه غير سالم، وله طرق أخرى يصحّ بها.
- وقال يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عَبيدة السلماني، قال: قال علي: «ما يحبس أشقاها أن يجيء فيقتلني؟!! اللهم إني قد سئمتهم وسئموني، فأرحني منهم وأرحهم مني». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال شعبة، عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت عبيد الله بن أبي رافع قال: رأيت علياً حين ازدحموا عليه حتى أدموا رجله؛ فقال: «اللهم إني قد كرهتهم وكرهوني، فأرحني منهم وأرحهم مني». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال إبراهيم بن سعد، عن شعبة، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي، عن أبي صالح الحنفي قال: رأيت علي بن أبي طالب أخذ المصحف فوضعه على رأسه حتى لأرى ورقه يتقعقع، ثم قال: (اللهم إنهم منعوني أن أقوم في الأمة بما فيه؛ فأعطني ثواب ما فيه)، ثم قال: (اللهم إني قد مللتهم وملوني، وأبغضتهم وأبغضوني، وحملوني على غير طبيعتي وخلقي وأخلاق لم تكن تعرف لي، فأبدلني بهم خيراً منهم وأبدلهم بي شراً مني، اللهم أمت قلوبهم ميت الملح في الماء).
قال إبراهيم: (يعني أهل الكوفة). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ.
- وقال علي بن مسهر، عن الأجلح، عن الشعبي قال: (اكتنف عبدُ الرحمن بن ملجم وشبيبُ الأشجعي علياً حين خرج إلى الفجر؛ فأما شبيب فضربه فأخطأه؛ وثبت سيفه في الحائط، ثم أحصر نحو أبواب كندة، وقال الناس: عليكم صاحب السيف؛ فلما خشي أن يؤخذ رمى بالسيف ودخل في عرض الناس، وأما عبد الرحمن فضربه بالسيف على قرنه، ثم أحصر نحو باب الفيل؛ فأدركه عريض أو عويض الحضرمي؛ فأخذه فأدخله على علي؛ فقال علي: «إن أنا متّ فاقتلوه إن شئتم أو دعوه؛ وإن أنا نجوت كان القصاص». رواه ابن أبي شيبة.
- وقال معتمر بن سليمان: قال أبي: حدثني حريث بن مخشٍّ (أنَّ علياً قتل صبيحة إحدى وعشرين من شهر رمضان). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه.
- وقال يحيى بن بكير المصري: أخبرني الليث بن سعد (أن عبد الرحمن بن ملجم ضرب علياً في صلاة الصبح على رأسه بسيف كان سمّه بالسم، ومات من يومه ودفن بالكوفة ليلاً). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال أحمد بن حنبل: حدثنا إسحاق بن عيسى، عن أبي معشر قال: (قتل علي في رمضان يوم الجمعة في تسع عشرة ليلة من رمضان سنة أربعين، وكانت خلافته خمس سنين وثلاثة أشهر). رواه عبد الله بن الإمام أحمد في فضائل الصحابة لأبيه، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين: (قتل علي رضي الله عنه في رمضان في تسع عشر خلت يوم الجمعة، ومات ليلة الأحد). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.


فتنة الأمّة بعليّ رضي الله عنه
اختلفت الأمّة في شأن عليّ رضي الله عنه؛ فكانت ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: اعتدلوا في شأنه؛ فأحبّوه ووالوه، ولم يغلوا فيه، ولم يجفوه؛ وهؤلاء هم أهل السنة والجماعة.
والصنف الثاني: غلوا فيه غلوّاً منكراً؛ فكانوا على دركات في غلوّهم:
- فمنهم من ادعى له العصمة.
- ومنهم من اعتقد فيه شيئاً من خصائص الربوبية وصرف له بعض أنواع العبادة.
- ومنهم ادّعى أنه أحقّ بالخلافة من أبي بكر وعمر، وأنه خير منهما، وهؤلاء
- ومنهم من فضَّله على عثمان، ولم يفضلوه على أبي بكر وعمر، ولم يدّعوا له العصمة، ولا شيئاً من خصائص الألوهية، وهؤلاء أخفّ طوائف الشيعة في زمان السلف الصالح.
والصنف الثالث: جفوه وأبغضوه وناصبوه العداء، ولذلك سمّوا النواصب.

- قال وكيع، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم قال: سمعت علياً يقول: (يهلك فيَّ رجلان: مفرِطٌ غالٍ، ومبغضٌ قالٍ). رواه أحمد في فضائل الصحابة لأبيه.
- وقال أسود بن عامر الشامي: حدثنا إسرائيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: (إنما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم علياً). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال وكيع، عن شعبة، عن أبي التياح، عن أبي السوار قال: قال علي: (لَيُحِبَّنّي قومٌ حتى يدخلوا النار في حبي، وليبغضَنِّي قومٌ حتى يدخلوا النار في بغضي). رواه ابن أبي شيبة، وأحمد في فضائل الصحابة.
- وقال مالك بن مغول، عن أكيل مؤذن إبراهيم النخعي، عن الشعبي قال: لقيت علقمة.
فقال: أتدري ما مثل علي في هذه الأمة؟
قال: قلت: وما مثله؟
قال: (مثل عيسى ابن مريم، أحبه قوم حتى هلكوا في حبه، وأبغضه قوم حتى هلكوا في بغضه). رواه أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال محمد بن عبد الله بن نمير: أخبرنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى قال: ذكر عنده قول الناس في علي فقال عبد الرحمن: (قد جالسناه، وحادثناه، وواكلناه، وشاربناه، وقمنا له على الأعمال، فما سمعته يقول شيئا مما تقولون، أولا يكفيهم أن يقولوا: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وختنه، وشهد بيعة الرضوان، وشهد بدراً).رواه أحمد في فضائل الصحابة.










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.77 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]