عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-03-2023, 03:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,501
الدولة : Egypt
افتراضي حماتي تعيش معنا وتتدخل في حياتنا

حماتي تعيش معنا وتتدخل في حياتنا
أ. لولوة السجا


السؤال:

الملخص:
زوجة تشكو من والدة زوجها؛ حيث تعيش معها في بيتٍ واحد، وتتدخَّل في كل شيء، حتى بدأ صبرها ينفد، وتسأل عن كيفية التصرُّف معها.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة متزوجة منذ 10 سنوات، اشترطتُ منذ بداية الزواج أن يكونَ لي سكن مستقلٌّ، إلا أن زوجي أحضر والدته لتعيشَ معنا، حتى إنه باع غرفة الضيوف من أجل أمه لتجلس فيها بدون علمي.

المشكلة أنَّ أمَّه تتدخل في كل شيء، وتتنصت علينا، وإذا خرجتُ لزيارة صديقة أو لقضاء طلب تفتعل المشكلات، كما أنها تُراقبني طوال اليوم، وتخبر زوجي بما يحدث، بل أحيانًا أسمعها تدعو علي.

أنا أريد بعض الاستقلالية في حياتي، أريد أن أشعر أني متزوجة، أريد أن آخذ راحتي في بيتي! صبري بدأ ينفد وأريد حلًّا، فأشيروا عليَّ.


الجواب:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فأبارك لك تلك المشاعر الطيبة، وأهنئ فيك صبرك الذي أتمنى ألا ينفد حقيقة؛ حتى لا تُحرمي عظيم الأجر والمثوبة في الدنيا والآخرة.

أنتِ قد تحملتِ الأمر قرابة عشر سنوات، وهذه مدة ليستْ هينة، يُضاف لذلك كونه مِن المفترض أن تكوني قد اعتدتِ وتأقلمتِ، وعرفت كيف تتعاملين مع والدة زوجك، فلماذا لم تكسبيها إلى الآن؟ هل السبب منك أو منها أو منكما جميعًا؟

مثلك يعلم أنَّ كل شخصية ولها مفتاح، فمثلاً بعض الأمهات تحب من زوجة ابنها أن تحترمها، والأخرى تحب منها الخدمة، والثالثة تحب إكرام بناتها، ورابعة تحب الهدية... وهكذا، فافعلي ما تظنين أن يكون هو العامل والفاعل والمؤثر في تحسين وإصلاح علاقتك بها.

ولا تنسي الدعاء بإلحاح وحسن ظن ويقين، فكم أعجَزَتْنا أمور كان من أسباب تحقيقها الدعاء! فقلوبُ العباد إنما هي ملكٌ لله يُقَلِّبها كيف يشاء، فاسألي الله التسخير والتيسير والتوفيق والكفاية والهداية.

ولا تنسي أنها والدة في مقام والدتك، فافعلي مع أمِّ زوجك ما تحبين أن تعامل به والدتُك لو مرَّت بنفس الحال.

أعلم أنك اجتهدتِ وحاولتِ وصبرتِ، لا حرمك الله الأجر والمثوبة، لكن لا تيئسي، وواصلي وأمِّلي خيرًا فلعل الفرج قريب، ولن يضرك أن تحرمي نفسك بعض المتع مِن أجل الله والدار الآخرة، وتأكَّدي أنَّ دوام الحال من المحال، وأن مع العسر يسرًا.

تخيَّلي مثلًا لو قدر الله رحلتْ أم زوجك عن الدنيا، ألست ستتحسرين وتعاتبين نفسك قائلة: ليتني صبرت وليتني ما قلت وما فعلت؟

ثقي بأن الله يعلم همك، ولا يخفى عليه حالك، وقادر على تغييره في لحظة، لكنه يقدِّر الأقدار بحكمة وعدل ورحمة، فاصبري وتذكَّري منازل الجنة العالية التي لا تُدرَك بكثير صلاة أو صيام أو صدقة، وإنما كان ذلك بالصبر على المكاره؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، تأملي قوله تعالى: ﴿ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾!

أسأل الله أن يرزقك الصبر الجميل، وأن يُصلح حالك، ويُفرج همَّك






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.39 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.69%)]