
05-03-2023, 10:39 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,789
الدولة :
|
|
رد: وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان للشيخ سلمان العودة يوميا إن شاء الله
وقفات فقهية وفتاوى لشهر رمضان
للشيخ سلمان العودة
(7)
رخص الصوم
الوقفة السابعة: رخص الصوم.
فإن في الصوم رخصٌ عديدة رخص الله تبارك وتعالى فيها لنا، منها:
الأكل والشرب نسياناً
من أكل أو شرب ناسياً، كما في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة: {من أكل أو شرب ناسياً فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه} والراجح عند جمهور العلماء، أن من أكل أو شرب ناسياً فصومه صحيح ولا قضاء عليه، خلافاً لـمالك رحمه الله؛ لكن ينبغي أن ينتبه إلى أنه لو فطن وفي فمه شيء فإنه ينبغي أن يلفظه ولا يتمه، فبعض الناس من العوام يتناقلون قصة الرجل الذي كان معه شيء من العنب فأكله وهو صائم ناسياً، فلما بقي له حبة تذكر أنه صائم فقال: إذا لم يفطرَّ هذا الكثير فهذه الحبة الواحدة لن تفطَّر فأكلها.
وهذا المسألة اختلف فيها أهل العلم، فبعضهم قال: أفطر بها، وبعضهم قال: لم يفطر لأنه جاهل. والصحيح أنه يفطر بذلك، فإذا تذكر وفي فمه شيء وجب أن يلفظه، وكذلك إذا رآه إنسانٌ يجب عليه أن يعلمه؛ لأن هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا رأيت من يأكل أو يشربُ في نهار رمضان ناسياً، فقل له: أنت صائم أو نحن في رمضان.

صحة صيام الجنب
ومن الرخص -أيضاً-: أن من أصبح جنباً فإنه يصوم ولا شيء عليه.
فمن أتى أهله أو احتلم في الليل، ثم طلع عليه الفجر قبل أن يغتسل، فالصحيح في ذلك أنه لا شيء عليه، ويصوم ويغتسل بعد ذلك، وينوي الصيام وهو جنب ولا حرج في هذا؛ خلافاً لما أفتى به أبو هريرة أول الأمر، فإن هذا كان ثم نسخ.
السواك بعد الزوال والمضمضة والاستنشاق
من الرخص: السواك بعد الزوال -كما أسلفت- بل هو مستحب في مواضعه، ومن ذلك أيضاً المضمضة، والاستنشاق للصائم، ولكن يستحب ألا يبالغ فيها، لحديث لقيط بن صبرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: {وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً} وفي بعض الروايات: {وبالغ في المضمضة والاستنشاق إلا أن تكون صائماً} فيتمضمض الصائم ويستنشق للوضوء ولغيره، لكن لا يبالغ فيهما خشية أن يصل شيء من الماء إلى حلقه فيفطر بذلك.

جواز الفطر في السفر
ومن الرخص: أن المسافر له أن يتمتع برخصة الله تعالى له في الفطر، فإن كان الصوم يشق عليه فالفطر أفضل له، حتى ولو كان مسافراً في سيارة مكيفة، أو مسافراً في طائرةٍ -مثلاً- أو غير ذلك، فإنه يجوز له أن يترخص برخص السفر.
النية في صيام رمضان

السؤال: ذكرت في مسألة النية أنه يكفي نيةً واحدة للشهر، وقد سمعت أن أحد المشايخ يقول أنه يجب النية لكل يومٍ من رمضان، فما تعليقكم على ذلك؟
الجواب: صحيح أنه لا بد من النية لكل يوم، لكن قصدي أن مجرد كونك علمت أن الشهر دخل فنويت صيام هذا الشهر كله فهذا يكفي، فكل ليلةٍ أنت تنوي أن تصوم غداً، ولا يحتاج أن تجدد النية أو تستحضر شيئاً في قلبك، فالنية موجودة أصلاً، إلا إذا قطعها الإنسان لأي سبب، كأن قطع نية الصيام ونوى ألا يصوم, فنقول: لا بد له إن أمسك ذلك اليوم أن يجدد نية له ولما بعده.
الدخول على الخادمة في المنزل

السؤال: ما هو الموقف العادل النافع الذي توجهونه لمن في بيت أبيه خادمة، ما حكم دخوله البيت وهي فيه وبياته في البيت وهي فيه، وهو ليس محصناً متزوجاً؟
الجواب: على الولد أن ينصح والده، ويبين الأضرار المترتبة على وجود هذه المرأة الأجنبية في بيته، وهي امرأةٌ تأتي بدون محرم من مسافاتٍ بعيدة، وربما تكون فتاةً في قلبها من الشهوة مثل ما في قلب غيرها، وخاصةً مع وجود شباب في البيت، ولا شك أن هذا خطرٌ عظيم، وهو كمن يوقد النار ويجعل البنـزين قريباً منها، وعلى الشاب:
أولاً: أن يناصح والديه.
وثانياً: أن يبتعد عن هذه المرأة ويحرص على أن لا يراها ولا يقترب منها، فضلاً عن أن يخلو بها فهذا لا يجوز.
وثالثاً: عليه إذا شعر بالخطر أن يسعى في إنقاذ نفسه ونجاتها، ولو ترتب على الأمر أن يبتعد عن البيت.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|