رد: ألفية ابن مالك منهجها وشروحها
ولم يكتف العلماء بقراءة الألفية، أو التعليق عليها وإنما نظروا في بعض الأمهات المخالفة لمنهجها، فأعادوا ترتيبها على نظامها، كما فعل الشيخ أحمد بن عبد الفتاح الملوي المتوفى سنة 181 هـ في كتابه "الأنوار البهيّة، في ترتيب الرضي على الألفية"[10].
ولجأ بعض المحققين في العصر الحاضر، إلى وضع فهارس لكتب القوم على نظام الألفية؛ تيسيرًا لفهمها، كما فعل الأستاذ الشيخ محمد عبد الخالق عُضيْمة، المتوفى سنة 1404 هـ في تحقيقه لكتاب "المقتضب" الذي ألَّفه أبو العباس محمد بن يزيد المُبَرِّد، المتوفى سنة 285 هـ، ونشره في أربعة أجزاء المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر سنة 1388 هـ فقد رتَّب الشيخ عُضيْمة فهرس الموضوعات ترتيب ابن مالك في الألفية لشهرته، وأخرجه في 225 صفحة من القطع الكبير، وألحقه بالجزء الرابع.
وزاد من أهمية الألفية في ميدان الدراسات اللغوية - إحكام صياغتها، وخِفة لفظها، ودقة أفكارها، وسرعة جوابها، وسداد منهجها، فضلًا عن إخلاص صاحبها؛ ألا ترى إلى قوله في بيان مجيء الحال من المضاف إليه:
وَلاَ تُجِزْ حَالا مِن المضاف لَهْ 
إِلا إذَا اقْتَضى المضاف عَمَلَهْ 
أوْ كَانَ جُزْءَ مَالَهُ أضِيفَا 
أوْ مِثْلَ جُزْئِهِ فَلا تَحِيفَا[11] 
أو إلى قوله في كيفية العطف على ضمير الرفع المتصل:
وَإن عَلَى ضَمِيرِ رَفْعٍ مُتَّصلْ 
عَطَفْتَ، فَافْصِلْ بِالضَّمِير المُنْفَصِلْ 
أو فَاصِلٍ مَّا، وَبِلاَ فَصْلٍ يَرِدْ 
في الْنَّظْمِ فَاِشيًا وَضَعْفَهُ اعْتَقِدْ[12] 
أو إلى قوله في تذكير العدد وتأنيثه، مع بيان تمييزه:
ثلاثَةً بِالتَّاء قُلْ لِلْعَشَرَهْ 
في عَدِّ مَا آحَادُهُ مُذَكَّرَهْ 
في الضدِّ جَرِّدْ وَالمُمَيِّزَ اجْرُرِ 
جَمْعًا بِلفْظِ قلَّةٍ في الأكْثرِ 
وَمِائَةً وَاْلألْفَ لِلْفَرد أضفْ 
ومِائَةٌ بِالْجَمْعِ نَزْرًا قَدْ رُدِفْ[13] 
أو إلى قوله في ضبط أوزان ألف التأنيث المقصورة والممدودة:
وَألِفُ الْتَّأنِيثِ ذَاتُ قَصْرِ 
وَذَاتُ مَدٍّ نَحْوُ أنْثَى الْغُرِّ 
والاشْتِهَارُ في مَبَاني الأولَى 
يُبْدِيهِ وَزْنُ "أرَبَى وَالطُّولَى" 
وَ"مَرَطَى"وَوَزْن "فَعْلَى"جَمْعا 
أوْ مَصْدَرًا أو صِفَةً"شَبْعَى"
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 19-02-2023 الساعة 03:23 AM.
|