
12-02-2023, 11:42 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,262
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد
تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء السادس
تَفْسِيرِ سُّورَةِ آل عمران
الحلقة (404)
صــ 378 إلى صــ 392
[ ص: 378 ]
6982 - حدثني يونس قال : أخبرنا أنس بن عياض ، عن يحيى بن سعيد قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : ليس أحد إلا يلقى الله يوم القيامة ذا ذنب إلا يحيى بن زكريا ، كان حصورا ، معه مثل الهدبة .
6983 - حدثنا أحمد بن الوليد القرشي قال : حدثنا عمر بن جعفر قال : حدثنا شعبة ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال : قال ابن العاص - إما عبد الله ، وإما أبوه - : ما أحد يلقى الله إلا وهو ذو ذنب ، إلا يحيى بن زكريا . قال وقال سعيد بن المسيب : " وسيدا وحصورا " قال : الحصور ، الذي لا يغشى النساء ، ولم يكن ما معه إلا مثل هدبة الثوب .
6984 - حدثني سعيد بن عمرو السكوني قال : حدثنا بقية بن الوليد ، عن عبد الملك ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب في قوله : " وحصورا " قال : الحصور الذي لا يشتهي النساء . ثم ضرب بيده إلى الأرض فأخذ نواة فقال : ما كان معه إلا مثل هذه .
6985 - حدثنا ابن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا سفيان ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير قال : الحصور ، الذي لا يأتي النساء .
6986 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن عطاء ، عن سعيد مثله .
6987 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا حكام ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن سعيد مثله .
6988 - حدثني عبد الرحمن بن الأسود قال : حدثنا محمد بن ربيعة قال : [ ص: 379 ] حدثنا النضر بن عربي ، عن مجاهد : " وحصورا " قال : الذي لا يأتي النساء .
6989 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : الحصور : لا يقرب النساء .
6990 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل قال : زعم الرقاشي : " الحصور " الذي لا يقرب النساء .
6991 - حدثني المثنى قال : حدثنا عمرو بن عون قال : حدثنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك : " الحصور " الذي لا يولد له ، وليس له ماء .
6992 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال : سمعت أبا معاذ قال : أخبرنا عبيد بن سليمان قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : " وحصورا " قال : هو الذي لا ماء له .
6993 - حدثنا بشر قال : حدثنا سويد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : " وحصورا " كنا نحدث أن الحصور الذي لا يقرب النساء .
6994 - حدثنا ابن بشار قال : حدثنا سليمان قال : حدثنا أبو هلال قال : حدثنا قتادة في قوله : " وسيدا وحصورا " قال : الحصور الذي لا يأتي النساء .
6995 - حدثت عن عمار بن الحسن قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن قتادة مثله .
6996 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة مثله .
6997 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا جرير ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : الحصور الذي لا ينزل الماء .
6998 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب ، عن ابن زيد : " وحصورا " قال : الحصور الذي لا يأتي النساء . [ ص: 380 ]
6999 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " وحصورا " قال : الحصور ، الذي لا يريد النساء .
7000 - حدثني محمد بن سنان قال : حدثنا أبو بكر الحنفي ، عن عباد ، عن الحسن : " وحصورا " قال : لا يقرب النساء .
وأما قوله : " ونبيا من الصالحين " فإنه يعني : رسولا لربه إلى قومه ، ينبئهم عنه بأمره ونهيه ، وحلاله وحرامه ، ويبلغهم عنه ما أرسله به إليهم .
ويعني بقوله : " من الصالحين " من أنبيائه الصالحين .
وقد دللنا فيما مضى على معنى " النبوة " وما أصلها ، بشواهد ذلك والأدلة الدالة على الصحيح من القول فيه ، بما أغنى عن إعادته .
[ ص: 381 ] القول في تأويل قوله ( قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر )
قال أبو جعفر : يعني أن زكريا قال إذ نادته الملائكة : " أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين " " أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر " ؟ يعني : من بلغ من السن ما بلغت لم يولد له " وامرأتي عاقر " .
" والعاقر " من النساء التي لا تلد . يقال منه : " امرأة عاقر ، ورجل عاقر " كما قال عامر بن الطفيل :
لبئس الفتى ! إن كنت أعور عاقرا جبانا ، فما عذري لدى كل محضر ! !
وأما " الكبر " فمصدر : " كبر فهو يكبر كبرا " .
وقيل : " بلغني الكبر " وقد قال في موضع آخر : ( قد بلغت من الكبر ) [ ص: 382 ] [ سورة مريم : 8 ] ، لأن ما بلغك فقد بلغته . وإنما معناه : قد كبرت ، وهو كقول القائل : " قد بلغني الجهد " بمعنى : أني في جهد .
فإن قال قائل : وكيف قال زكريا وهو نبي الله : " رب أني يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر " وقد بشرته الملائكة بما بشرته به عن أمر الله إياها به ؟ أشك في صدقهم ؟ فذلك ما لا يجوز أن يوصف به أهل الإيمان بالله ! فكيف الأنبياء والمرسلون ؟ أم كان ذلك منه استنكارا لقدرة ربه ؟ فذلك أعظم في البلية !
قيل : كان ذلك منه - صلى الله عليه وسلم - على غير ما ظننت ، بل كان قيله ما قال من ذلك ، كما : -
7001 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : لما سمع النداء - يعني زكريا ، لما سمع نداء الملائكة بالبشارة بيحيى - جاءه الشيطان فقال له : يا زكريا ، إن الصوت الذي سمعت ليس هو من الله ، إنما هو من الشيطان يسخر بك ! ولو كان من الله أوحاه إليك كما يوحي إليك في غيره من الأمر ! فشك مكانه ، وقال : " أني يكون لي غلام " ذكر ؟ يقول : من أين ؟ " وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر " .
7002 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن أبي بكر ، عن عكرمة قال : فأتاه الشيطان فأراد أن يكدر عليه نعمة ربه فقال : هل تدري من ناداك ؟ قال : نعم ! نادتني ملائكة ربي ! قال : بل ذلك الشيطان ! [ ص: 383 ] لو كان هذا من ربك لأخفاه إليك كما أخفيت نداءك ! فقال : " رب اجعل لي آية " .
فكان قوله ما قال من ذلك ، ومراجعته ربه فيما راجع فيه بقوله : " أنى يكون لي غلام " للوسوسة التي خالطت قلبه من الشيطان حتى خيلت إليه أن النداء الذي سمعه كان نداء من غير الملائكة ، فقال : " رب أني يكون لي غلام " مستثبتا في أمره ، ليتقرر عنده بآية يريها الله في ذلك - أنه بشارة من الله على ألسن ملائكته ، ولذلك قال : " رب اجعل لي آية " .
وقد يجوز أن يكون قيله ذلك ، مسألة منه ربه : من أي وجه يكون الولد الذي بشر به ؟ أمن زوجته ؟ فهي عاقر - أم من غيرها من النساء ؟ فيكون ذلك على غير الوجه الذي قاله عكرمة والسدي ومن قال مثل قولهما .
القول في تأويل قوله ( قال كذلك الله يفعل ما يشاء ( 40 ) )
قال أبو جعفر : يعني - جل ثناؤه - بقوله : " كذلك الله " أي هو ما وصف به نفسه أنه هين عليه أن يخلق ولدا من الكبير الذي قد يئس من الولد ، ومن العاقر التي لا يرجى من مثلها الولادة ، كما خلقك يا زكريا من قبل خلق الولد منك ولم تك شيئا ، لأنه الله الذي لا يتعذر عليه خلق شيء أراده ، ولا يمتنع عليه فعل شيء شاءه ، لأن قدرته القدرة التي لا تشبهها قدرة ، كما : -
7003 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن [ ص: 384 ] السدي قال : " كذلك الله يفعل ما يشاء " وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا .
القول في تأويل قوله ( قال رب اجعل لي آية )
قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - ، خبرا عن زكريا ، قال زكريا : رب إن كان هذا النداء الذي نوديته ، والصوت الذي سمعته ، صوت ملائكتك وبشارة منك لي ، فاجعل لي آية يقول : علامة أن ذلك كذلك ، ليزول عني ما قد وسوس إلي الشيطان فألقاه في قلبي ، من أن ذلك صوت غير الملائكة ، وبشارة من عند غيرك ، كما : -
7004 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن السدي قال : " رب اجعل لي آية " قال : قال - يعني زكريا - : يا رب ، فإن كان هذا الصوت منك ، فاجعل لي آية .
وقد دللنا فيما مضى على معنى " الآية " وأنها العلامة ، بما أغنى عن إعادته .
وقد اختلف أهل العربية في سبب ترك العرب همزها ، ومن شأنها همز كل " ياء " جاءت بعد " ألف " ساكنة .
فقال بعضهم : ترك همزها ، لأنها كانت " أية " فثقل عليهم التشديد ، فأبدلوه " ألفا " لانفتاح ما قبل التشديد كما قالوا : " أيما فلان فأخزاه الله " .
وقال آخرون منهم : بل هي " فاعلة " منقوصة . [ ص: 385 ]
فسئلوا فقيل لهم : فما بال العرب تصغرها " أيية " ولم يقولوا " أوية " . فقالوا : قيل ذلك ، كما قيل في " فاطمة " " هذه فطيمة " . فقيل لهم : فإنهم إنما يصغرون " فاعلة " على " فعيلة " إذا كان اسما في معنى فلان وفلانة ، فأما في غير ذلك فليس من تصغيرهم " فاعلة " على " فعيلة " .
وقال آخرون : إنه " فعلة " صيرت ياؤها الأولى " ألفا " كما فعل ب " حاجة ، وقامة " .
فقيل لهم : إنما تفعل العرب ذلك في أولاد الثلاثة .
وقال من أنكر ذلك من قيلهم : لو كان كما قالوا : لقيل في " نواة " ناية ، وفي " حياة " حاية .
القول في تأويل قوله ( قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا )
قال أبو جعفر : فعاقبه الله - فيما ذكر لنا - بمسألته الآية ، بعد مشافهة الملائكة إياه بالبشارة ، فجعل آيته على تحقيق ما سمع من البشارة من الملائكة [ ص: 386 ] بيحيى أنه من عند الله آية من نفسه ، جمع تعالى ذكره بها العلامة التي سألها ربه على ما يبين له حقيقة البشارة أنها من عند الله ، وتمحيصا له من هفوته ، وخطإ قيله ومسألته .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
7005 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : " رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا " إنما عوقب بذلك ، لأن الملائكة شافهته مشافهة بذلك ، فبشرته بيحيى ، فسأل الآية بعد كلام الملائكة إياه . فأخذ عليه بلسانه ، فجعل لا يقدر على الكلام إلا ما أومأ وأشار ، فقال الله تعالى ذكره ، كما تسمعون : " آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا " .
7006 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : " أن الله يبشرك بيحيى مصدقا " قال : شافهته الملائكة ، فقال : " رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا " يقول : إلا إيماء ، وكانت عقوبة عوقب بها ، إذ سأل الآية مع مشافهة الملائكة إياه بما بشرته به .
7007 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه ، عن الربيع في قوله : " رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك " قال : ذكر لنا ، والله أعلم ، أنه عوقب ، لأن الملائكة شافهته مشافهة ، فبشرته بيحيى ، فسأل الآية بعد ، فأخذ بلسانه .
7008 - حدثت عن عمار بن الحسن قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع قال : ذكر لنا ، والله أعلم ، أنه عوقب ، لأن الملائكة شافهته فبشرته بيحيى ، قالت : " إن الله يبشرك بيحيى ، فسأل بعد كلام الملائكة إياه الآية ، فأخذ عليه لسانه ، فجعل لا يقدر على الكلام إلا رمزا - يقول : يومئ إيماء .
7009 - حدثني أبو عبيد الوصابي قال : حدثنا محمد بن حمير قال : حدثنا صفوان بن عمرو ، عن جبير بن نفير في قوله : " قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا " قال : ربا لسانه في فيه حتى ملأه ، ثم أطلقه الله بعد ثلاث .
قال أبو جعفر : وإنما اختارت القرأة النصب في قوله : " ألا تكلم الناس " لأن معنى الكلام : قال آيتك أن لا تكلم الناس فيما يستقبل ثلاثة أيام فكانت " أن " هي التي تصحب الاستقبال ، دون التي تصحب الأسماء فتنصبها . ولو كان المعنى فيه : آيتك أنك لا تكلم الناس ثلاثة أيام أي : أنك على هذه الحال ثلاثة أيام كان وجه الكلام الرفع . لأن " أن " كانت تكون حينئذ بمعنى [ ص: 388 ] الثقيلة خففت . ولكن لم يكن ذلك جائزا ، لما وصفت من أن ذلك بالمعنى الآخر .
وأما " الرمز " فإن الأغلب من معانيه عند العرب : الإيماء بالشفتين ، وقد يستعمل في الإيماء بالحاجبين والعينين أحيانا ، وذلك غير كثير فيهم . وقد يقال للخفي من الكلام الذي هو مثل الهمس بخفض الصوت : " الرمز " ومنه قول جؤية بن عائذ :
وكان تكلم الأبطال رمزا وهمهمة لهم مثل الهدير
يقال منه : " رمز فلان فهو يرمز ويرمز رمزا ويترمز ترمزا " ويقال : " ضربه ضربة فارتمز منها " أي اضطرب للموت ، قال الشاعر :
خررت منها لقفاي أرتمز
وقد اختلف أهل التأويل في المعنى الذي عنى الله - عز وجل - به في إخباره عن زكريا من قوله : " آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا " ، وأي معاني " الرمز " عنى بذلك ؟
فقال بعضهم : عنى بذلك : آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا تحريكا بالشفتين ، من غير أن ترمز بلسانك الكلام .
ذكر من قال ذلك : [ ص: 389 ]
7010 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا جابر بن نوح ، عن النضر بن عربي ، عن مجاهد في قوله : " إلا رمزا " ، قال : تحريك الشفتين .
7011 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " ثلاثة أيام إلا رمزا " قال : إيماؤه بشفتيه .
7012 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله .
وقال آخرون : بل عنى الله بذلك : الإيماء والإشارة .
ذكر من قال ذلك :
7013 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن سلمة بن نبيط ، عن الضحاك : " إلا رمزا " قال : الإشارة .
7014 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال : سمعت أبا معاذ قال : أخبرنا عبيد بن سليمان قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : " إلا رمزا " قال : الرمز أن يشير بيده أو رأسه ، ولا يتكلم .
7015 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : " إلا رمزا " قال : الرمز : أن أخذ بلسانه ، فجعل يكلم الناس بيده .
7016 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : " إلا رمزا " قال : والرمز الإشارة .
7017 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : " رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا " الآية ، قال : [ ص: 390 ] جعل آيته أن لا يكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ، إلا أنه يذكر الله . والرمز : الإشارة ، يشير إليهم .
7018 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة : " إلا رمزا " إلا إيماء .
7019 - حدثنا عن عمار قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع مثله .
7020 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " إلا رمزا " يقول : إشارة .
7021 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال : قال عبد الله بن كثير : " إلا رمزا " إلا إشارة .
7022 - حدثني محمد بن سنان قال : حدثنا أبو بكر الحنفي ، عن عباد ، عن الحسن في قوله : " قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا " قال : أمسك بلسانه ، فجعل يومئ بيده إلى قومه : أن سبحوا بكرة وعشيا .
القول في تأويل قوله ( واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار ( 41 ) )
قال أبو جعفر : يعني بذلك : قال الله - جل ثناؤه - لزكريا : يا زكريا ، " آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا " بغير خرس ولا عاهة ولا مرض ، " واذكر ربك كثيرا " فإنك لا تمنع ذكره ، ولا يحال بينك وبين تسبيحه وغير ذلك من ذكره ، وقد : - [ ص: 391 ]
7023 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب قال : لو كان الله رخص لأحد في ترك الذكر ، لرخص لزكريا حيث قال : " آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا " أيضا .
وأما قوله : " وسبح بالعشي " فإنه يعني : عظم ربك بعبادته بالعشي .
و " العشي " من حين تزول الشمس إلى أن تغيب ، كما قال الشاعر :
فلا الظل من برد الضحى تستطيعه ، و لا الفيء من برد العشي تذوق
فالفيء ، إنما تبتدئ أوبته عند زوال الشمس ، ويتناهى بمغيبها . [ ص: 392 ]
وأما " الإبكار " فإنه مصدر من قول القائل : " أبكر فلان في حاجة فهو يبكر إبكارا " وذلك إذا خرج فيها من بين مطلع الفجر إلى وقت الضحى ، فذلك " إبكار " . يقال فيه : " أبكر فلان " و " بكر يبكر بكورا " . فمن " الإبكار " قول عمر بن أبي ربيعة :
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر
ومن " البكور " قول جرير :
ألا بكرت سلمى فجد بكورها وشق العصا بعد اجتماع أميرها
ويقال من ذلك : " بكر النخل يبكر بكورا وأبكر يبكر إبكارا " و " الباكور " من الفواكه : أولها إدراكا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|