عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-02-2023, 08:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نبي المسلمين، ودين الإسلام، والحضارة الإسلامية





سيرة النبي صلى الله عليه وسلم:

قال جورج: أشهد أن هذه الشهادات التي أوردتها على مسامعي قد شوقَتْني إلى أن أطالع سيرة محمد لو وجدت إليها سبيلاً.
قلت: أتود أن تعرف ما قالته النخبة من العلماء الغربيين عن سيرة محمد[73] صلى الله عليه وسلم؟
قال: أجل.
قلت: يقول (برنارد شو): «لقد درست سيرة محمد فوجدته بعيداً عن مخاصمة المسيح، ويمكن بحق أن نعتبر محمداً (منقذ الإنسانية) وأعتقد أن رجلاً مثله لو حكم العالم بإيثاره وخُلُقه لجلب للعالم السلام والسعادة»[74].
ويقول المؤرخ البريطاني الشهير (أرنولد توينبي) في كتابه (مدخل تاريخي للدين): «الذين يريدون أن يدرسوا السيرة النبوية العطرة، يجدون أمامهم من الأسفار ما لا يتوافر مثله للباحثين في حياة أي نبي من أنبياء الله الكرام».
ويقول المستشرق الإيطالي الكونت (ليوني كاتياني) في كتابه (تاريخ الإسلام): «أليس الرسول جديراً بأن نقدم للعالم سيرته حتى لا يطمسها الحاقدون عليه وعلى دعوته التي جاء بها لينشر في العالم الحب والسلام؟! وإن الوثائق الحقيقية التي بين أيدينا عن رسول الإسلام ندر أن نجد مثلها، فتاريخ عيسى وما ورد في شأنه في الإنجيل لا يشفي الغليل».
ويقول المستشرق (غوستاف لوبون) في كتابه (حياة الحقائق): «نعرف ما فيه الكفاية عن حياة محمد، أما حياة المسيح فمجهولة تقريباً، وإنك لن تطمع أن تبحث عن حياته في الأناجيل»[75].
ويقول المستشرق (ر. ف. بودلي) في كتابه (حياة محمد): «لا نعرف إلا شذرات عن حياة المسيح، أما في سيرة محمد فنعرف الشيء الكثير؛ ونجد التاريخ بدل الظلال والغموض»[76].
قال جورج: هل لك أن تلخص لي حياة محمد في جملة واحدة؟
قلت: لقد لخصها أحد علماء الغرب من النخبة، وهو المستشرق الإسباني (جان ليك) في كتابه (العرب) فقال: «لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107] كان محمد رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق»[77].
وأردفت: أما المستشرق (بوسورث سميث) في كتابه (محمد والإسلام) فلم يستطع أن يلخص حياة النبي صلى الله عليه وسلم بجملة واحدة فقال: «إنه لمن المستحيل لأي شخص درس حياة محمد العربي العظيم وشخصيته، وعرف كيف عاش وكيف تعلم، إلا أن ينحني لهذا الرسول المبجل القوي، الذي هو واحد من أعظم رسل الله. ومهما أقل لكم؛ فإني سأقول أشياء كثيرة معروفة للجميع، ولكن حينما أعيد قراءتها أشعر بمزيد من التقدير والإعجاب، أشعر بمشاعر جديدة من الاحترام والتبجيل لهذا المعلم العربي العظيم»[78].
وأردفت: وإكراماً لك يا جورج؛ فإليك ملخصاً بقلم شهير غربي كبير؛ لكل ما سلف من أقوال؛ يقول (أرنست رينان) في كتابه (تعليقاتي على تواريخ الأديان): «لقد دلتني تحرياتي العلمية والتاريخية على أنه لا صحة مطلقاً لما أريد إلصاقه بالنبي محمد من كذب وافتراء مصدرهما بعض المباينات العرفية، والعادات القومية، التي أراد بعض المتحاملين أن يتوجهوا بها إلى الناحية التي تشفي سقام أذهانهم الوقحة، وتعصبهم الذميم.. مع أن محمداً وكما أثبتت الوثائق التاريخية، وشهادات أكابر علماء التاريخ كان على العكس من ذلك؛ بريئاً من روح الكبرياء، متواضعاً، أميناً، لا يحمل الحقد لأحد، وكانت طباعه نبيلة، وقلبه طاهراً، ورقيق الشعور»[79].
وأردفت: بل أزيدك ملخصاً آخر بقلم كاتب كثيراً ما تحامل على النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه (محمد مؤسس الدين الإسلامي) لكنه لم يستطع في نهايات كتابه هذا إلا أن ينطق بالحق، إنه الكاتب الأمريكي (جورج بوش - /1796-1859/م) فقد قال عند كلامه عن موت النبي صلى الله عليه وسلم: «وهكذا انتهت مهمة محمد على ظهر الأرض، هكذا انتهت مهمة واحد من أبرز الرجال وأكثرهم جدارة بالالتفات على الإطلاق.. وتزداد دهشتنا أكثر وأكثر إذا تركنا نجاحه السياسي وتحدثنا عن صعود دينه وانتشاره السريع، واستمراره ورسوخه الدائم. والحقيقة أن ما حققه نبي الإسلام والإسلام لا يمكن تفسيره إلا بأن الله كان يخصهما برعاية خاصة؛ فالنجاح الذي حققه محمد لا يتناسب مع إمكاناته، ولا يمكن تفسيره بحسابات بشرية معقولة.
لا مناص إذاً من القول أنه كان يعمل في ظل حماية الله ورعايته، لا تفسير غير هذا لتفسير الإنجازات ذات النتائج الباهرة»[80].
أما (برنارد شو) فقد قال في تلخيصه لحياة محمد: «قرأت حياة رسول الإسلام جيداً مرات ومرات فلم أجد فيها إلا الخلُق كما يجب أن يكون، وأصبحت أضع محمداً في مصاف؛ بل على قمم المصاف من الرجال الذين يجب أن يُتَّبعوا. ولما قرأت دين محمد أحسست أنه دين عظيم»[81].
وأردفتُ قائلاً: وبسبب هذه السيرة العطرة لنبي المسلمين؛ التي شهد بها هؤلاء السادة النخبة، صار يحق له أن يدعى (سيد وِلد آدم).
قال جورج: على رسلك؛ سيد ولد آدم هذه تقولون بها أنتم المسلمين؛ أما غيركم فلا يقول بها.
قلت: أتود أن أتحفك بشهادة عليها ممن ترتضيهم أنت يا جورج؟.
قال: أَوَتوجد مثل هذه الشهادة؟!
قلت: أحدِّثك، ثم لك أن تحكم.
قال: هاتِ ما عندك.
قلت: أقرأتَ كتاب الباحث الأمريكي (د. مايكل هارت) الموسوم بـ(المئة الأوائل)؟
قال: سمعت به ولم أقرأه.
قلت: لقد استعرض هذا الباحث تاريخ البشرية كله؛ منذ أن وصلتنا عنه أخبار مؤكدة حتى اليوم.. ثم استخلص منه أعظم مئة رجل تركوا تأثيراً دائماً في حياة البشر.. ثم صنف هؤلاء المئة بحسب أهميتهم ليعطي كلاً منهم الدرجة التي يستحقها في السلَّم الذي وضعه وحدده بمقاييس علمية..
أتدري يا جورج من كان صاحب الدرجة الأولى في رأس سلَّم الأوائل هؤلاء؟
قال: مَنْ؟.
قلت: لقد كان صاحب الدرجة الأولى في رأس سلَّم هؤلاء الأوائل؛ هو نبي المسلمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم!!.
وأردفتُ: لقد كان هؤلاء المئة هم النخبة الأوائل من البشر، وكان نبي المسلمين أول هؤلاء الأوائل المئة وسيدهم! ألا يكون د. مايكل هارت قد شهد بهذا أن نبي المسلمين هو سيد البشر؟
فتفكر جورج وتروى ثم قال: أجلْ؛ هذا ما يقوله العقل.
لكنه أردف قائلاً: وبماذا نال محمد هذه الدرجة عند د. هارت؟.
قلت: لقد أجاب هو عن سؤالك هذا فقال: «إن الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معاً؛ مما يخوِّل محمداً أن يعتبر أعظم شخصية مفردة ذات تأثير في تاريخ البشرية»[82].
قال جورج: لكنْ لماذا لم يجعل د. هارت هذه الدرجة للسيد المسيح؛ مع أنه من أتباعه؟!
قلت: لقد أجاب هو عن سؤالك هذا أيضاً فقال: «المسيح لم يترك آثاراً كتابية.. إن معظم المعلومات التي نعرفها عن يسوع المسيح هي غير مؤكدة، وإن سنة ميلاده أيضاً غير معروفة، وكذلك سنة وفاته»[83].
حقيقة الدين الإسلامي ودحض الافتراءات والتهم الباطلة:
1- تهمة الهمجية والتخلف:
قال جورج: أما سيرة محمد؛ فلا بد لي من قراءتها ذات يوم في نصوصها الصحيحة الموثوقة[84]. لكن إذا أنا آمنت مع النخبة من علماء الغربيين الذين عرضتَ علي أقوالهم؛ بأن محمداً بريء من كافة التهم والنقائص التي ألصقت به زوراً وبهتاناً، فهناك من يتهم رسالة محمد؛ التعاليم الإسلامية التي جاء بها محمد، أي ما تسمونه دين الإسلام.
قلت: كيف؟
قال: هناك من يتهم دين الإسلام بالهمجية والتخلف.
قلت: في هذا سأحيلك إلى تعاليم الإسلام بنصوصها في القرآن والحديث النبوي لتجيبك؛ فإن العقل السليم يتلقفها ولا يحتاج معها إلى تزكيتها. فأنصت إلي:
أترى أن ديناً يأمر أتباعه منذ أكثر من /1400/ سنة أن يغسلوا أطرافهم المكشوفة والمعرضة للتلوث؛ خمس مرات كل يوم طلباً للنظافة. وأن ينظفوا أسنانهم بالفرشاة مرات عدة كل يوم طلباً للنظافة. وأن يغسلوا الجسد كله بعد الجنابة طلباً للنظافة.. هذا كله عدا عن الاغتسال الأسبوعي الواجب على كل مسلم. أتراه ديناً همجياً متخلفاً؟!
قال جورج: لا؛ لكن أين تجد هذا في دين الإسلام؟
قلت: تقول الآية الكريمة: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ﴾ [85] أي توضؤوا عند كل صلاة من الصلوات الخمس المفروضة عليكم كل يوم، واغتسلوا من الجنابة.
ويقول الحديث النبوي: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة»[86]. ويقول حديث نبوي آخر: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب»[87].
ويقول الحديث النبوي: «حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوماً، يغسل فيه رأسه وجسده»[88].
قال جورج: حسبي هذا في النظافة.
قلت: أترى أن ديناً يعلم أتباعه أصول التزاور فيقول: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [89] أتراه ديناً همجياً متخلفاً؟
قال جورج: لا.
قلت: أترى أن ديناً يعلم أتباعه مبادئ الحشمة بين أفراد الأسرة فيقول:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ﴾ [النور: 58] ﴿ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [النور: 59][90]. أتراه ديناً همجياً متخلفاً؟
قال جورج: لا.
قلت: أترى أن ديناً يعلم أتباعه مبادئ العلاقات الاجتماعية السليمة، ويأمرهم بنبذ واجتناب العادات الذميمة فيقول: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾ [91] أتراه ديناً همجياً متخلفاً؟
قال جورج: لا.
قلت: أترى أن ديناً يعلم أتباعه مبادئ العلاقات الإنسانية العامة بين مختلف الأمم والشعوب فيقول: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾[92]. أي أن الغاية من تعدد الأمم والشعوب هي التقارب والتصالح، وليس التنابذ والتناحر. وأفضل الناس عند الله ليس الملوك ولا الحكام ولا الأغنياء ولا الفقراء بل هو الإنسان الذي يؤمن بالله ويطيعه ولا يعصيه؛ مهما كان منبته.
أتراه ديناً همجياً متخلفاً؟
قال جورج: لا.
قلت: أترى أن ديناً يربي أتباعه على مبدأ المساواة بين جميع الأمم والشعوب، فلا عصبية ولا عنصرية؛ بل قيمة كل فرد تنبع من مدى صلته بالله سبحانه وطاعته له، فيقول نبي هذا الدين مخاطباً أتباعه: «أيها الناس؛ إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى»[93].
أتراه ديناً همجياً متخلفاً؟.
قال جورج: لا.
قلت: أأزيدك؟
قال: حسبي
قلت: أتكون بهذا رسالة الإسلام همجية أم حضارية؟
قال: بل حضارية.
قلت: لقد سبقك إلى هذا الحكم حكماء قومك من الغربيين.
قال: كيف؟
قلت: يقول المستشرق الإنكليزي (مارجليوث): «ورسالة محمد طافحة بالحضارة والتعاليم التي تخدم البشرية وتوليها زمام الحياة.. وخير ما فيها طابع صلاحية البقاء مع الزمن مهما طال وامتد»[94]
ويقول المؤرخ الإنكليزي (ويلز): «كل دين لا يسير مع المدنية في كل أطوارها فاضرب به عُرض الحائط، وإن الدين الحق الذي وجدته يسير مع المدنية أينما سارت هو الإسلام.. ومن أراد الدليل فليقرأ القرآن وما فيه من نظرات ومناهج علمية، وقوانين اجتماعية، فهو كتاب دين وعلم واجتماع وخُلُق وتاريخ، وإذا طُلب مني أن أحدد معنى الإسلام؛ فإني أحدده بهذه العبارة: الإسلام هو المدنية»[95].
ويقول المستشرق (روم لاندو) في كتابه (الإسلام والغرب): «إن الحضارة الغربية مدينة للحضارة الإسلامية بشيء كثير؛ إلى درجةٍ نعجز معها عن فهم الأولى إن لم تتم معرفة الثانية»[96].
ويقول الفيلسوف (نيتشه): «إن المدنية الإسلامية لم تتنكر يوماً للحياة»[97].
ويقول (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب): «إن حضارة العرب المسلمين قد أدخلت الأمم الأوربية الوحشية في عالم الإنسانية، فلقد كان العرب أساتذتنا.. وإن جامعات الغرب لم تعرف لها مدة خمسة قرون مورداً علمياً سوى مؤلفات العرب، فهم الذين مدَّنوا أوربة مادة وعقلاً وأخلاقاً، والتاريخ لم يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه.. إن أوربة مدينة للعرب بحضارتها.. وإن العرب هم أول من علَّم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين»[98].
ويقول المستشرق الأمريكي (سنكس) في مقدمة كتابه (ديانة العرب): «إن الفكرة الدينية الإسلامية أحدثت رقياً كبيراً جداً في العالم، وخلَّصت العقل الإنساني من قيوده الثقيلة التي كانت تأسره حول الهياكل بين يدي الكهان».
أما العالم الأمريكي (هاكنج) فيقول في كتابه (روح السياسة العالمية): «وأنا أدرك بنظرة واقعية أن الشريعة الإسلامية تحتوي على كل المبادئ والأصول اللازمة للرقي والتكامل»[99].
ويقول المستشرق الفرنسي (لوازون) في كتابه (الشرق): «مهما تحدثنا عن محمد فليس بالكثير في حقه، لأنه جاء إلى العالم بدين جمع فيه كل مل يصلح للحياة»[100].
فهل الدين الذي فيه كل ما يصلح للحياة يكون همجياً متخلفاً يا جورج؟.
قال جورج: لقد أجبتك عن هذا، وأنا أتفق مع جميع هذه الشهادات التي أوردتها للنخبة من بني قومي. لكن إذا انا آمنت بأن الإسلام بريء من تهمة الهمجية والتخلف، فهناك تهمة أخرى.
قلت: وما هي؟.
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.45 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.74%)]