أشعر بالفشل والإحباط
أ. لولوة السجا
السؤال:
♦ الملخص:
فتاة حاصلة على درجة الماجستير، وكانت الأولى على مجموعتها، لكن لبعض الظروف هاجرت إلى بلد آخر وأصيبت بتعب شديد لعدم قدرتها على العمل، والآن تعاني مِن الوَحدة والعُزلة.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في الثلاثين من عمري، كنتُ متفوقةً جدًّا في دراستي وملتزمة في ديني، ومحافظة من كل النواحي، ولديَّ عدة مواهب.
حصلتُ على درجة الماجستير، وكنتُ الأولى على زملائي، وعملتُ في الجامعة في بلدي، وأحببت خدمة الآخرين، وكنتُ متميزةً جدًّا، لكن بسبب الظروف التي في بلدي تركتُ عمَلي، وسافرتُ لبلد آخر لم يُسمح لي فيه بالعمل، وأصابني مرَضٌ شديدٌ فبَدَأَ شعري يتساقَط، وبحثتُ عنْ علاجٍ ولم أجدْ، والحمدُ لله راضيةٌ بذلك، ولم أتزوج أيضًا وقد تقدم عمري.
الآن أعاني مِن الوَحدة والعُزلة، ولا أعمل، وأبكي كثيرًا، وأدعو الله تعالى أن يتوب عليَّ، وألا أُدفع إلى المعصية.
أشعُر بالفشَل والإحباط، وأنا حاليًّا تائهة، ولا أعلم ماذا أصنع في عمري الذي يجري هباءً، ولا أصنع فيه أيَّ شيء.
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
في البداية أنتِ لستِ فاشلةً، بل أثبتِّ نجاحك سابقًا، وقد قدر الله وما شاء فعل، وأمرُ المؤمنِ كله خيرٌ، والابتلاءُ طريقُ الأنبياء والصالحين، فاصبري وأمِّلي خيرًا؛ فإن ما أُعطيتِه كنزٌ كبير، أعطيتِ الإيمان وسخَّرك الله لقضاء الحاجات وذلك عملٌ عظيم، فلا تتسخَّطي، وارضَي رضا المحتسب المتفائل، ولن يُخَيِّبك الله جل جلاله، واحمدي الله على ما بَقِيَ مِن النِّعَم، واعلمي أن مع العسر يسرًا.
استمري في الدعاء؛ فاللهُ قريبٌ مجيبٌ لطيفٌ بعباده، وأحسني الظن واسألي الله ذلك، ولا تستسلمي لوساوس الشيطان وإحزانه، ولا تغتري بحال غيرك، فقد أُعطوا الدنيا وحُرِمُوا الطاعات.
اصبري فالله لن يُضيعَ أجرك، ولن يُخَيِّب عملك، وتذَكَّري ما مَرَّ بمَن قبلك مِن الأنبياء والصالحين من أنواع البلايا.
وقد أعجبني كلامٌ لأحد العلماء في ذلك حيث قال: "إذ كيف يقنطون ورحمته وسِعَتْ كل شيءٍ، والأسبابُ لحصولها قد توفرت؟! فإن حاجةَ العباد وضرورتهم مِن أسباب رحمته، وكذا الدعاء بحصول الغيث والرجاء في الله مِن أسبابها، وقد جَرَتْ عادتُه سبحانه في خلْقِه أنَّ الفرَج مع الكرب، وأنَّ اليُسْرَ مع العسر، وأنَّ الشدة لا تدوم، فإذا انْضَمَّ إلى ذلك قوة التجاءٍ وطمع في فضل الله، وتضرع إليه ودعاء؛ فتح اللهُ عليهم مِن خزائن رحمته ما لا يخطر على البال".
فرَّج الله هَمَّكِ، وأصلح حالكِ