عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 31-01-2023, 12:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,140
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بحث في تفسير قوله تعالى:{ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن

وأخرج البزار، وابن جرير عن أنس قال: «صلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس تسعة أشهر أو عشرة أشهر فبينما هو قائم يصلي الظهر بالمدينة وقد صلى ركعتين نحو بيت المقدس انصرف بوجهه إلى الكعبة فقال السفهاء:{ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها}».
وأخرج البخاري عن أنس قال: «لم يبق ممن صلى للقبلتين غيري».
وأخرج أبو داود في ناسخه وأبو يعلى والبيهقي في "سننه" عن أنس: «أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصلون نحو بيت المقدس فلما نزلت هذه الآية{فول وجهك شطر المسجد الحرام}مر رجل من بني سلمة فناداهم وهم ركوع في صلاة الفجر نحو بيت المقدس ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة مرتين فمالوا كما هم ركوع إلى الكعبة».
وأخرج مالك، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود في ناسخه والنسائي عن الن عمر قال: «بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة القرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوهم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة».
وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن عثمان بن عبد الرحمن قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام يصلي انتظر أمر الله في القبلة وكان يفعل أشياء لم يؤمر بها ولم ينه عنها من فعل أهل الكتاب فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر في مسجده قد صلى ركعتين إذ نزل عليه جبريل فأشار له أن صل إلى البيت وصلى جبريل إلى البيت وأنزل الله {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} و{وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون} قال: فقال المنافقون: حن محمد إلى أرضه وقومه، وقال المشركون: أراد محمد أن يجعلنا له قبلة ويجعلنا له وسيلة وعرف أن ديننا أهدى من دينه، وقال اليهود للمؤمنين: ما صرفكم إلى مكة وترككم به القبلة قبلة موسى ويعقوب والأنبياء والله إن أنتم إلا تفتنون، وقال المؤمنون: لقد ذهب منا قوم ماتوا ما ندري أكنا نحن وهم على قبلة أو لا قال: فأنزل الله عز وجل في ذلك {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} إلى قوله{إن الله بالناس لرؤوف رحيم}».
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله«كانت القبلة فيها بلاء وتمحيص صلت الأنصار حولين قبل قدوم النبي
وصلى نبي الله بعد قدومه المدينة نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم وجهه الله بعد ذلك إلى الكعبة البيت الحرام فقال في ذلك قائلون من الناس: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها لقد اشتاق الرجل إلى مولده قال الله عز وجل: {قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} وقال أناس من أناس: لقد صرفت القبلة إلى البيت الحرام فكيف أعمالنا التي عملنا في القبلة الأولى فأنزل الله {وما كان الله ليضيع إيمانكم} وقد يبتلي الله عباده بما شاء من أمره الأمر بعد الأمر ليعلم من يطيعه ممن يعصيه وكل ذلك مقبول في درجات في الإيمان بالله والإخلاص والتسليم لقضاء الله».
وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة عن عمارة بن أوس الأنصاري قال: «صلينا إحدى صلاتي العشي فقام رجل على باب المسجد ونحن في الصلاة فنادى أن الصلاة قد وجبت نحو الكعبة فحول أو انحرف أمامنا نحو الكعبة والنساء والصبيان».
وأخرج ابن أبي شيبة والبزار عن أنس بن مالك قال: «جاءنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن القبلة قد حولت إلى بيت الله الحرام وقد صلى الإمام ركعتين فاستداروا فصلوا الركعتين الباقيتين نحو الكعبة».
وأخرج ابن سعد عن محمد بن عبد الله بن جحش قال: «صليت القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرفت القبلة إلى البيت ونحن في صلاة الظهر فاستدار رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا فاستدرنا معه».
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} قال: «يهديهم إلى المخرج من الشبهات والضلالات والفتن».
وأخرج أحمد والبيهقي في "سننه" عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنهم - يعني أهل الكتاب - لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى قولنا خلف الإمام آمين».
وأخرج الطبراني عن عثمان بن حنيف قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يقدم من مكة يدعو الناس إلى الإيمان بالله في تصديق به قولا وعملا والقبلة إلى بيت المقدس فلما هاجر إلينا نزلت الفرائض ونسخت المدينة مكة والقول فيها ونسخ البيت الحرام بيت المقدس فصار الإيمان قولا وعملا»
وأخرج البزار والطبراني عن عمرو بن عوف قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرا ثم حولت إلى الكعبة»). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : («صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدس بالمدينة ستة عشر شهرًاأوسبعة عشر شهرًا» بالشك من الراوي.). [إرشاد الساري: 7/ 15]

28: القبلة التي أمر المؤمنين بالتحوّل لها.
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت مالكا يحدث: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدم المدينة صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، ثم أمر بالتحويل إلى الكعبة، فتحول إلى الكعبة في صلاة الصبح؛ فذهب ذاهبٌ إلى قباء، فوجدهم في صلاة الصبح، فقال لهم: إن النبي عليه السلام قد أنزل عليه القرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستداروا وهم في الصلاة طائعا لله وإتباعا لأمره، قال: ونزل القرآن:{سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب}»). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 138-139]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ): (باب قوله تعالى: {سيقول السّفهاء من النّاس ما ولّاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}
4486 - حدّثنا أبو نعيمٍ، سمع زهيرًا، عن أبي إسحاق، عن البراء رضي اللّه عنه: «أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم صلّى إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى، أو صلّاها، صلاة العصر وصلّى معه قومٌ، فخرج رجلٌ ممّن كان صلّى معه فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد باللّه، لقد صلّيت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل مكّة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الّذي مات على القبلة قبل أن تحوّل قبل البيت رجالٌ قتلوا، لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل اللّه:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم إنّ اللّه بالنّاس لرءوفٌ رحيمٌ}» ).[صحيح البخاري: 6/ 21]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): ( قوله: «قبل البيت» بكسر القاف وفتح الباء الموحدة أي جهة الكعبة .) . [عمدة القاري: 18/ 94-95]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : («وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت» بكسر القاف وفتح الموحدة أي جهة البيت العتيق.).[إرشاد الساري: 7/ 15]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (- أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا إسحاق، عن زكريّا، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازبٍ، قال:«قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة فصلّى نحو بيت المقدس ستّة عشر شهرًا، ثمّ إنّه وجّه إلى الكعبة، فمرّ رجلٌ قد كان صلّى مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على قومٍ من الأنصار فقال: أشهد أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد وجّه إلى الكعبة فانحرفوا إلى الكعبة».). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 16]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فتأويل الكلام إذن إذ كان ذلك معناه سيقول السّفهاء من النّاس لكم أيّها المؤمنون (باللّه وبرسوله)، إذا حوّلتم وجوهكم عن قبلة اليهود الّتي كانت لكم قبلةً قبل أمري إيّاكم بتحويل وجوهكم عنها شطر المسجد الحرام).[جامع البيان: 2/ 617-625]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يونس بن بكيرٍ، وحدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قالا جميعًا: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ، قال: أخبرني سعيد بن جبيرٍ أو عكرمة، شكّ محمّدٌ، عن ابن عبّاسٍ، قال: «لمّا صرفت القبلة عن الشّام إلى الكعبة، وصرفت في رجبٍ على رأس سبعة عشر شهرًا من مقدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة، أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رفاعة بن قيسٍ، وقردم بن عمرٍو، وكعب بن الأشرف، ونافع بن أبي نافعٍ هكذا قال ابن حميدٍ، وقال أبو كريبٍ، ورافع بن أبي رافعٍ، والحجّاج بن عمرٍو حليف كعب بن الأشرف، والرّبيع بن الرّبيع بن أبي الحقيق، وكنانة بن الرّبيع بن أبي الحقيق، فقالوا: يا محمّد ما ولاّك عن قبلتك الّتي كنت عليها وأنت تزعم أنّك على ملّة إبراهيم ودينه؟ ارجع إلى قبلتك الّتي كنت عليها نتّبعك ونصدّقك وإنّما يريدون فتنته عن دينه. فأنزل اللّه فيهم:{سيقول السّفهاء من النّاس ما ولاّهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}إلى قوله:{إلاّ لنعلم من يتّبع الرّسول ممّن ينقلب على عقبيه}».). [جامع البيان: 2/ 617-625]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، قال البراء: «صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرًا، وكان يشتهي أن يصرف إلى الكعبة. قال: فبينا نحن نصلّي ذات يومٍ، فمرّ بنا مارٌّ، فقال: ألا هل علمتم أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قد صرف إلى الكعبة؟ قال: وقد صلّينا ركعتين إلى ها هنا، وصلّينا ركعتين إلى ها هنا قال أبو كريبٍ: فقيل له: فيه أبو إسحاق؟ فسكت».
...
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى، عن سفيان، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء بن عازبٍ، قال: «صلّيت مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحو بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا شكّ سفيان ثمّ صرفنا إلى الكعبة».). [جامع البيان: 2/ 617-625]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (- حدّثنا أبو زرعة، ثنا الحسن بن عطيّة، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازبٍ، قال: «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد صلّى نحو بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يحبّ أن يوجّه نحو الكعبة، فأنزل اللّه تعالى:{قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام} قال: فوجّه نحو الكعبة، وقال السّفهاء من النّاس- وهم اليهود- ما ولاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها؟ فأنزل اللّه:{قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}».
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: «أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا هاجر إلى المدينة أمره اللّه أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود فاستقبلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بضعة عشر شهرًا، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يحبّ قبلة إبراهيم، فكان يدعو اللّه وينظر إلى السّماء، فأنزل اللّه:{ما ولاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}فأنزل اللّه عزّ وجلّ فولّوا وجوهكم شطره يعني نحوه فارتاب من ذلك اليهود وقالوا:{قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}»..). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 247-248]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود في ناسخه والترمذي والنسائي، وابن جرير، وابن حبان والبيهقي في "سننه" عن البراء بن عازب: «أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أخواله من الأنصار وأنه صلى إلى بيت المقدس ستة أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته إلى البيت وأن أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة فداروا كما هم قبل البيت ثم أنكروا ذلك وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجالا وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله:{وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم}».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي والنسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والدارقطني والبيهقي عن البراء قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان يجب أن يصلي نحو الكعبة فكان يرفع رأسه إلى السماء فأنزل الله{قد نرى تقلب وجهك} الآية، فوجه نحو الكعبة وقال السفهاء من الناس وهم اليهود ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله:{قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود في ناسخه والنحاس والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس: «أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه وبعدما تحول إلى المدينة ستة عشر شهرا ثم صرفه الله إلى الكعبة». ). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في ناسخه عن أبي العالية: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: نظر نحو بيت المقدس فقال لجبريل: «وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها» فقال له جبريل: إنما أنا عبد مثلك ولا أملك لك شيئا إلا ما أمرت فادع ربك وسله فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بالذي سأل فأنزل الله: {قد نرى تقلب وجهك في السماء}[البقرة الآية 144] يقول: إنك تديم النظر إلى السماء للذي سألت {فول وجهك شطر المسجد الحرام} يقول فحول وجهك في الصلاة نحو المسجد الحرام {وحيث ما كنتم} يعني من الأرض {فولوا وجوهكم} في الصلاة {شطره} نحو الكعبة».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: «صرفت القبلة عن الشام إلى الكعبة في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفاعة بن قيس وقردم بن عمرو وكعب بن الأشرف ونافع بن نافع والحجاج بن عمرو حليف كعب بن الأشرف والربيع بن أبي الحقيق وكنانة بن أبي الحقيق فقالوا له: يا محمد ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك وإنما يريدون فتنته عن دينه، فأنزل الله:{سيقول السفهاء من الناس}إلى قوله:{إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}أي ابتلاء واختبارا{وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله}أي ثبت الله{وما كان الله ليضيع إيمانكم} يقول: صلاتكم بالقبلة الأولى وتصديقكم نبيكم وإتباعكم إياه إلى القبلة الآخرة أي ليعطينكم أجرهما جميعا{إن الله بالناس لرؤوف رحيم}إلى قوله:{فلا تكونن من الممترين}».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الدلائل عن الزهري قال: «صرفت القبلة نحو المسجد الحرام في رجب على ستة عشر شهرا من مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء وهو يصلي نحو بيت المقدس فأنزل الله حين وجهه إلى البيت الحرام {سيقول السفهاء من الناس} وما بعدها من الآيات فأنشأت اليهود تقول: قد اشتاق الرجل إل بلده وبيت أبيه وما لهم حتى تركوا قبلتهم يصلون مرة وجها ومرة وجها آخر وقال رجال من الصحابة: فكيف بمن مات وهو يصلي قبل بيت المقدس وفرح المشركون وقالوا: إن محمد قد التبس عليه أمره ويوشك أن يكون على دينكم فأنزل الله في ذلك هؤلاء الآيات».
وأخرج ابن جرير عن السدي قال: «لما وجه النّبيّ صلى الله عليه وسلم قبل المسجد الحرام اختلف الناس فيها فكانوا أصنافا، فقال المنافقون: ما بالهم كانوا على قبلة زمانا ثم تركوها وتوجهوا غيرها، وقال المسلمون: ليت شعرنا عن إخواننا الذين ماتوا وهم يصلون قبل بيت المقدس هل يقبل الله منا ومنهم أم لا، وقال اليهود: إن محمدا اشتاق إلى بلد أبيه ومولده ولو ثبت على قبلتنا لكنا نرجو أن نكون يكون هو صاحبنا الذي ننتظر وقال المشركون من أهل مكة: تحير على محمد دينه فتوجه بقبلته إليكم وعلم أنكم أهدى منه ويوشك أن يدخل في دينكم فأنزل الله في المنافقين {سيقول السفهاء من الناس} إلى قوله {إلا على الذين هدى الله} وأنزل في الآخرين الآيات بعدها».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود في ناسخه وأبو يعلى والبيهقي في "سننه" عن أنس: «أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصلون نحو بيت المقدس فلما نزلت هذه الآية{فول وجهك شطر المسجد الحرام}مر رجل من بني سلمة فناداهم وهم ركوع في صلاة الفجر نحو بيت المقدس ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة مرتين فمالوا كما هم ركوع إلى الكعبة».
وأخرج مالك، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود في ناسخه والنسائي عن الن عمر قال: «بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة القرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوهم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن عثمان بن عبد الرحمن قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام يصلي انتظر أمر الله في القبلة وكان يفعل أشياء لم يؤمر بها ولم ينه عنها من فعل أهل الكتاب فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر في مسجده قد صلى ركعتين إذ نزل عليه جبريل فأشار له أن صل إلى البيت وصلى جبريل إلى البيت وأنزل الله {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} و{وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون} قال: فقال المنافقون: حن محمد إلى أرضه وقومه، وقال المشركون: أراد محمد أن يجعلنا له قبلة ويجعلنا له وسيلة وعرف أن ديننا أهدى من دينه، وقال اليهود للمؤمنين: ما صرفكم إلى مكة وترككم به القبلة قبلة موسى ويعقوب والأنبياء والله إن أنتم إلا تفتنون، وقال المؤمنون: لقد ذهب منا قوم ماتوا ما ندري أكنا نحن وهم على قبلة أو لا قال: فأنزل الله عز وجل في ذلك {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} إلى قوله{إن الله بالناس لرؤوف رحيم}».
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله«كانت القبلة فيها بلاء وتمحيص صلت الأنصار حولين قبل قدوم النبي، وصلى نبي الله بعد قدومه المدينة نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم وجهه الله بعد ذلك إلى الكعبة البيت الحرام فقال في ذلك قائلون من الناس: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها لقد اشتاق الرجل إلى مولده قال الله عز وجل: {قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} وقال أناس من أناس: لقد صرفت القبلة إلى البيت الحرام فكيف أعمالنا التي عملنا في القبلة الأولى فأنزل الله {وما كان الله ليضيع إيمانكم} وقد يبتلي الله عباده بما شاء من أمره الأمر بعد الأمر ليعلم من يطيعه ممن يعصيه وكل ذلك مقبول في درجات في الإيمان بالله والإخلاص والتسليم لقضاء الله». .). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة عن عمارة بن أوس الأنصاري قال: «صلينا إحدى صلاتي العشي فقام رجل على باب المسجد ونحن في الصلاة فنادى أن الصلاة قد وجبت نحو الكعبة فحول أو انحرف أمامنا نحو الكعبة والنساء والصبيان».
وأخرج ابن أبي شيبة والبزار عن أنس بن مالك قال: «جاءنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن القبلة قد حولت إلى بيت الله الحرام وقد صلى الإمام ركعتين فاستداروا فصلوا الركعتين الباقيتين نحو الكعبة».). [الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار والطبراني عن عمرو بن عوف قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهرا ثم حولت إلى الكعبة»). [الدر المنثور: 2/ 5-17]

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.98 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.72%)]