3- اعتذار حسان رضي الله عنه للسيدة عائشة -رضي الله عنها-:
قد بينت الروايات أن من خاض في الإفك قد تاب – ماعدا ابن أبي – وقد اعتذر حسان -رضي الله عنه- عما كان منه وقال يمدح عائشة بما هي أهل له.
رأيتــك وليغــــفـر لك الله حـرة
مـن المحصنات غير ذات غوائـل
حصـــان رزانٌ ما تــزن بريبــة
وتصبح غرثى من لحوم الغوافـل
وإنّ الذي قــد قيــل ليس بلائـــق
بـك الدهـر بل قيل امرئ متناحل
فإن كنـت أهجـوكم كمـا بلَّغُــوكم
فـلا رفعـت سوطـي إلىَّ أناملي
فكيـف ووُدّي مـا حييـت ونصـرتي
لآل رسـول الله زيــن المحافـل
وإن لهم عـزاً يـرى النـاس دونــه
قصاراً، وطال العزّ كل التطـاول
4- من الأحكام المستنبطة من عزوة بني المصطلق:
جواز الإغارة على من بلغتهم دعوة الإسلام دون إنذار، ومنها صحة جعل العتق صداقاً كما فعل -صلى الله عليه وسلم- مع جويرية بنت الحارث في هذه الغزوة، ومنها مشروعية القرعة بين النساء عند إرادة السفر ببعضهن، ومنها جواز استرقاق العرب كما حدث في الغزوة وهو قول جمهور العلماء، وقد أجمع العلماء قاطبة على أن من سب عائشة –رضي الله عنها- بعد براءتها براءة قطعية بنص القرآن، ورماها بما اتهمت به فإنه كافر لأنه معاند للقرآن، ومن الأحكام التي عرفت في هذه العزوة حكم العزل عن النساء حيث سأل الصحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- عنه فأذن به وقال : (ما عليكم ألا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة)(1). فذهب الجمهور إلى جواز العزل عن الزوجة الحرة بإذنها، ونزلت آية التيمم في هذه الغزوة ، تنويهاً بشأن الصلاة، وتنبيهاً على عظيم شأنها، وأنه لا يحول دون أدائها فقد الماء، وهو وسيلة الطهارة التي هي أعظم شروطها، كما لا يحول الخوف وفقد الأمن من إقامتها.