عرض مشاركة واحدة
  #436  
قديم 29-12-2022, 12:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,500
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ الشِّنْقِيطِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
صَاحِبِ الْفَضِيلَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ الشِّنْقِيطِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ
المجلد السادس
الحلقة (434)
سُورَةُ الْعَنْكَبُوتِ
صـ 171 إلى صـ 178


[ ص: 171 ] الأول : أن تأنيثها غير حقيقي .

والثاني : الفصل بينها وبين الفعل ، كما هو معلوم . وأما على قراءة ضم التاء فوجه تجريد الفعل من التاء هو كون تأنيث العاقبة غير حقيقي فقط .

وأظهر الأقوال في معنى الآية عندي أن المعنى على قراءة ضم التاء : كانت عاقبة المسيئين السوءى ، وهي تأنيث الأسوء ، بمعنى : الذي هو أكثر سوءى ، أي : كانت عاقبتهم العقوبة التي هي أسوأ العقوبات ، أي : أكثرها سوءى وهي النار أعاذنا الله وإخواننا المسلمين منها .

وأما على قراءة فتح التاء ، فالمعنى : كانت السوءى عاقبة الذين أساءوا ، ومعناه واضح مما تقدم ، وأن معنى قوله : أن كذبوا ، أي : كانت عاقبتهم أسوأ العقوبات لأجل أن كذبوا .

وهذا المعنى تدل عليه آيات كثيرة توضح أن الكفر والتكذيب قد يؤدي شؤمه إلى شقاء صاحبه ، وسوء عاقبته ، والعياذ بالله ; كقوله تعالى : فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم [ 61 \ 5 ] ، وقوله : في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا [ 2 \ 10 ] ، وقوله : بل طبع الله عليها بكفرهم [ 4 \ 155 ] .

وقد أوضحنا الآيات الدالة على هذا في سورة " بني إسرائيل " ، في الكلام على قوله تعالى : وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا [ 17 \ 46 ] . وفي " الأعراف " ، في الكلام على قوله تعالى : فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل [ 7 \ 101 ] ، وفي غير ذلك .

وبما ذكرنا تعلم أن قول من قال : إن فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل منصوب بـ أساءوا ، أي : اقترفوا الجريمة السوءى خلاف الصواب ، وكذلك قول من قال : إن أن في قوله : أن كذبوا تفسيرية ، فهو خلاف الصواب أيضا ، والعلم عند الله تعالى .
قوله تعالى : الله يبدأ الخلق ثم يعيده .

قد قدمنا الآيات الموضحة له في " البقرة " ، و " النحل " ، و " الحج " ، وغير ذلك .
قوله تعالى : ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء .

[ ص: 172 ] قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " البقرة " ، في الكلام على قوله تعالى : ولا يقبل منها شفاعة الآية [ 2 \ 48 ] ، وفي غير ذلك .
قوله تعالى : وكانوا بشركائهم كافرين .

قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " مريم " ، في الكلام على قوله تعالى : كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا 19 \ 82 ] ، وفي غير ذلك .
قوله تعالى : فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون

قد قدمنا في سورة " النساء " ، في الكلام على قوله تعالى : إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ، أن قوله هنا : فسبحان الله حين تمسون ، الآيتين من الآيات التي أشير فيها إلى أوقات الصلوات الخمس ، وأوضحنا وجه ذلك مع إيضاح جميع الآيات التي أشير فيها إلى أوقات الصلوات الخمس .
قوله تعالى : ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون .

قد قدمنا الآيات الموضحة له في ذكرنا براهين البعث في سورة " البقرة " ، في الكلام على قوله تعالى : وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم [ 2 \ 22 ] . وفي سورة " النحل " ، في الكلام على قوله تعالى : ينبت لكم به الزرع والزيتون [ 16 \ 11 ] وفي غير ذلك .
قوله تعالى : ومن آياته أن خلقكم من تراب .

قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " طه " ، في الكلام على قوله تعالى : منها خلقناكم الآية [ 20 \ 55 ] ، وفي غير ذلك .
قوله تعالى : ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها . قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " النحل " ، في الكلام على قوله تعالى : والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا الآية [ 16 \ 72 ] .
قوله تعالى : ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين .

[ ص: 173 ] قوله : ومن آياته خلق السماوات والأرض ، قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " البقرة " ، في الكلام على قوله تعالى : إن في خلق السماوات والأرض الآية [ 2 \ 164 ] . وقوله : واختلاف ألسنتكم وألوانكم ، قد أوضح تعالى في غير هذا الموضع أن اختلاف ألوان الآدميين واختلاف ألوان الجبال ، والثمار ، والدواب ، والأنعام ، كل ذلك من آياته الدالة على كمال قدرته ، واستحقاقه للعبادة وحده ، قال تعالى : ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك [ 35 \ 27 - 28 ] ، واختلاف الألوان المذكورة من غرائب صنعه تعالى وعجائبه ، ومن البراهين القاطعة على أنه هو المؤثر جل وعلا ، وأن إسناد التأثير للطبيعة من أعظم الكفر والضلال .

وقد أوضح تعالى إبطال تأثير الطبيعة غاية الإيضاح في سورة " الرعد " : وفي الأرض قطع متجاورات ، إلى قوله : لقوم يعقلون [ 13 \ 4 ] . وقرأ هذا الحرف حفص وحده عن عاصم : إن في ذلك لآيات للعالمين بكسر اللام ، جمع عالم الذي هو ضد الجاهل . وقرأه الباقون : ( للعالمين ) بفتح اللام ; كقوله : رب العالمين [ 1 \ 2 ] .
قوله تعالى : ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون .

قوله تعالى : قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " بني إسرائيل " ، في الكلام على قوله تعالى : فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم الآية [ 17 \ 12 ] ، وفي سورة " الفرقان " ، وغير ذلك .
قوله تعالى : ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا .

قد قدمنا ما يوضحه من الآيات مع تفسير قوله : خوفا وطمعا في سورة " الرعد " ، في الكلام على قوله تعالى : هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا الآية [ 13 \ 12 ] ، وسنحذف هنا بعض الإحالاث لكثرتها .
[ ص: 174 ] قوله تعالى : ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم الآية .

قد قدمنا إيضاحه بالقرآن في سورة " النحل " ، في الكلام على قوله تعالى : والله فضل بعضكم على بعض في الرزق الآية [ 16 \ 71 ] .
قوله تعالى : وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله .

قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " البقرة " ، في الكلام على قوله تعالى : يمحق الله الربا الآية [ 2 \ 276 ] .
قوله تعالى : يومئذ يصدعون .

أي : يتفرقون فريقين ، أحدهما : في الجنة ، والثاني : في النار .

وقد دلت على هذا آيات من كتاب الله ; كقوله تعالى في هذه السورة الكريمة : ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون [ 30 \ 44 - 45 ] ، وقوله تعالى : وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير [ 42 \ 7 ] ، ويدل لهذا قوله بعده : من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين [ 44 - 45 ] ، وقد أشار تعالى أيضا للتفرق المذكور هنا في قوله تعالى : يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم [ 99 \ 6 ] .
قوله تعالى : فإنك لا تسمع الموتى ، إلى قوله : إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون .

قد قدمنا الآيات الموضحة في له سورة " النمل " ، في الكلام على قوله تعالى : إنك لا تسمع الموتى الآية [ 27 \ 80 ] .
قوله تعالى : الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة .

[ ص: 175 ] قد بين تعالى الضعف الأول الذي خلقهم منه في آيات من كتابه ، وبين الضعف الأخير في آيات أخر ; قال في الأول : ألم نخلقكم من ماء مهين [ 77 \ 20 ] ، وقال : خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين [ 16 \ 4 ] ، وقال تعالى : أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة الآية [ 36 \ 77 ] ، وقال : فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق [ 86 \ 5 - 6 ] ، وقال : كلا إنا خلقناهم مما يعلمون [ 30 \ 39 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .

وقال في الضعف الثاني : ومنكم من يرد إلى أرذل العمر [ 16 \ 70 ] ، وقال : ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون [ 36 \ 68 ] ، إلى غير ذلك من الآيات . وأشار إلى القوة بين الضعفين في آيات من كتابه ; كقوله : فإذا هو خصيم مبين [ 16 \ 4 ] ، وإطلاقه نفس الضعف على ما خلق الإنسان منه قد أوضحنا وجهه في سورة " الأنبياء " ، في الكلام على قوله تعالى : خلق الإنسان من عجل الآية [ 21 \ 37 ] . وقرأ عاصم وحمزة : من ضعف في المواضع الثلاثة المخفوضين والمنصوب بفتح الضاد في جميعها ، وقرأ الباقون بالضم .

واختار حفص القراءة بالضم وفاقا للجمهور ; للحديث الوارد عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، من طريق عطية العوفي أنه أعني ابن عمر قرأ عليه - صلى الله عليه وسلم - : من ضعف بفتح الضاد ، فرد عليه - صلى الله عليه وسلم - ، وأمره أن يقرأها بضم الضاد ، والحديث رواه أبو داود والترمذي وحسنه ، ورواه غيرهما ، والعلم عند الله تعالى .
قوله تعالى : ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون .

قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " يونس " ، في الكلام على قوله تعالى : ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار [ 10 \ 45 ] ، وفي غير ذلك .
قوله تعالى : وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون .

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الكفار إذا بعثوا يوم القيامة وأقسموا أنهم ما لبثوا غير ساعة يقول لهم الذين أوتوا العلم والإيمان ، ويدخل فيهم الملائكة والرسل ، [ ص: 176 ] والأنبياء ، والصالحون : والله لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث ، فهذا يوم البعث ، ولكنكم كنتم لا تعلمون .

وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء موضحا في سورة " يس " على أصح التفسيرين ، وذلك في قوله تعالى : قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا [ 36 \ 52 ] .

والتحقيق أن هذا قول الكفار عن البعث ، والآية تدل دلالة لا لبس فيها ، على أنهم ينامون نومة قبل البعث ، كما قاله غير واحد ، وعند بعثهم أحياء من تلك النومة التي هي نومة موت يقول لهم الذين أوتوا العلم والإيمان : هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون [ 36 \ 52 ] ، أي : هذا البعث بعد الموت ، الذي وعدكم الرحمن على ألسنة رسله ، وصدق المرسلون في ذلك ، كما شاهدتموه عيانا ، فقوله في " يس " : هذا ما وعد الرحمن ، قول الذين أوتوا العلم والإيمان ، على التحقيق ، وقد اختاره ابن جرير ، وهو مطابق لمعنى قوله : وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث الآية .

والتحقيق أن قوله هذا إشارة إلى ما وعد الرحمن وأنها من كلام المؤمنين ، وليست إشارة إلى المرقد في قول الكفار : من بعثنا من مرقدنا هذا ، وقوله : في كتاب الله ، أي : فيما كتبه وقدره وقضاه . وقال بعض العلماء : أن قوله : هذا ما وعد الرحمن الآية ، من قول الكفار ، ويدل له قوله في " الصافات " : وقالوا ياويلنا هذا يوم الدين هذا يوم الفصل الآية [ 37 \ 20 - 21 ] .
قوله تعالى : ولا هم يستعتبون .

قد قدمنا ما فيه من اللغات ، والشواهد العربية في سورة " النحل " ، في الكلام على قوله تعالى : ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون [ 16 \ 84 ] .
قوله تعالى : ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون .

قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " الأنعام " ، في الكلام على قوله تعالى : ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين [ 6 \ 7 ] ، وفي سورة " بني إسرائيل " ، في الكلام على قوله تعالى : وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا [ 17 \ 90 ] ، [ ص: 177 ] وفي سورة " يونس " ، في الكلام على قوله تعالى : إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون الآية [ 01 \ 69 ] ، وفي غير ذلك .
قوله تعالى : ولا يستخفنك الذين لا يوقنون . قد قدمنا في سورة " بني إسرائيل " ، في الكلام على قوله تعالى : لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا [ 17 \ 22 ] ، أن الله تعالى قد بين في بعض الآيات القرآنية أنه يخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - بخطاب لا يريد به نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما يريد به التشريع .

وبينا أن من أصرح الآيات في ذلك قوله تعالى مخاطبا له - صلى الله عليه وسلم - : إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف الآية [ 17 \ 23 ] ، ومعلوم أن والديه قد ماتا قبل نزول : إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ، بزمن طويل ، فلا وجه البتة لاشتراط بلوغهما ، أو بلوغ أحدهما الكبر عنده ، بل المراد تشريع بر الوالدين لأمته ، بخطابه - صلى الله عليه وسلم .

واعلم أن قول من يقول : إن الخطاب في قوله : إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ، لمن يصح خطابه من المكلفين ، وأنه كقول طرفة بن العبد :
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
. . . . . . . . . . . . . خلاف الصواب .

والدليل على ذلك قوله بعد ذكر المعطوفات ، على قوله : فلا تقل لهما أف [ 17 \ 23 ] ، ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة الآية [ 17 \ 39 ] ، ومعلوم أن قوله : ذلك مما أوحى إليك ربك خطاب له - صلى الله عليه وسلم - ، كما ترى . وذكرنا بعض الشواهد العربية على خطاب الإنسان ، مع أن المراد بالخطاب في الحقيقة غيره .

وبهذا تعلم أن مثل قوله تعالى : ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ، وقوله : لئن أشركت ليحبطن عملك [ 39 \ 65 ] ، وقوله : ولا تطع منهم آثما أو كفورا [ 76 \ 24 ] ، وقوله : لا تجعل مع الله إلها آخر [ 17 \ 22 ] ، يراد به التشريع لأمته ; [ ص: 178 ] لأنه - صلى الله عليه وسلم - معصوم من ذلك الكفر الذي نهي عنه .
فائدة .

روي من غير وجه أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ناداه رجل من الخوارج في صلاة الفجر ، فقال : ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين [ 39 \ 65 ] ، فأجابه علي رضي الله عنه وهو في الصلاة : فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.02 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.81%)]