عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-12-2022, 01:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,002
الدولة : Egypt
افتراضي الطاقة الإيجابية

الطاقة الإيجابية
أسامة طبش


في هذه الحياة تُواجِهُ الإنسانَ مصاعَبُ شتى، قد تُؤثِّر فيه تأثيرًا بالِغًا، ولتجاوُز عوائق هذه المصاعب، وتلافي آثارها السلبية، على الفرد التعامُل بذكاء، وإيجاد الحلول المناسبة، واستجلاب الطاقة اللازمة التي تُمكِّنه من السَّير قُدمًا بسلام.
سأحُدِّثكم في هذا الموضوع عن "الطاقة الإيجابية"، ذلك الخزَّان الثمين الذي تشحَذ به قُواكَ، وهذه الطاقة هي عبارة عن أفكار ورؤى وتوجُّهات تَتَبنَّاها، فتتفاعل معها بصورة آلية؛ لتُصبِح واقعًا في حياتِكَ.
من الوسائل الناجعة في استجلاب هذه الطاقة "الإيمان"؛ لأن هذا الجانب يُشْعِر الإنسان بأن قوةً عظيمةً تقِف إلى جانبه، وهي قوة الخالق سبحانه وتعالى، فإيمانُه الذي لا يُساوره شَكٌّ يدفعُه دفْعًا إلى اقتحام الاختبارات، والنجاح فيها النجاح الباهر.
بالإضافة إلى النقطة السابقة، فإن العلاقات الاجتماعية تقوم بدور مهمٍّ في تحصيل الطاقة الإيجابية، من خلال الزُّملاء والمعارف، واختيار الأصحاب بعناية، فلا بُدَّ من أن تُصيبَكَ ممَّا عندهم مِن آثارٍ إيجابية، ومنها هذه الطاقة المنشِّطة والفاعلة.
يجب التنويه أيضًا إلى أن وجود وظيفة للفرد في المجتمع يمارسها - كفيلٌ بمدِّه بجزء لا يُستهانُ به من الطاقة الإيجابية؛ فإحساسُه بقيمته، وأن غيابَه ترك فراغًا، يُعزِّز لديه هذا الشُّعُور الإيجابي، كما أن الحركة والنشاط والفاعلية؛ كل ذلك يُسهِم في العناية بالجَسَد والتمتُّع بصحَّة جيدة، والطاقة الإيجابية مرتبطةٌ ارتباطًا وثيقًا بالحالة الصحيَّة للفرد وشكله ورؤيته لنفسه، فإن كان راضيًا، عكَس هذه الصورة لدى الغير، فتفاعلوا معها.
للعقل قيمة لدى الإنسان، وكما يُقال: "العقل السليم في الجسم السليم"، فكما أن العناية بالجَسَد لها مفعولها على معنويَّات الفرد، فإنَّ دَعْم العقل وتثقيفه وتزويده بالغذاء الفكري اللازم - كفيلٌ بأن يُفتِّق المدارك، ويُزيل الغشاوة، ويكشف حُجُبًا عن أمور كانت خافية، وهذا ما يُشعِر بالاطمئنان وراحة البال، فيرتفع منسوب الطاقة الإيجابية.
ونختم كلامنا المختصر هذا عن موردٍ آخرَ من موارد الطاقة الإيجابية، ألا وهو القيام بدورات التنمية البشرية التي تُلقِّن مهارات اجتماعية، وهي نتاج دراسات أُجْريَت على الإنسان، فأثبتَتْ نجاعتَها، واكتسابُها ثم تطبيقُها في المجتمع سيَختصر المسافات الطويلة، ويجعل الهدف أكثر وضُوحًا في الذهن.
من معالم الإنسان الناجح "الطاقة الإيجابية" - ولا تَكفيه معرفتُها، بل يجب عليه إتقانُ استجلابها من منابعها الأصيلة، ثم تفعيلها - التي أوردناها في الجوانب التالية: الجانب الإيماني، ثم الجانب الاجتماعي، ثم الجانب المهني، ثم الجانب الرياضي، ثم الجانب الفكري، ثم الجانب الشخصي، وباكتساب هذه الجوانب الستة، تتكوَّن لدى الفرد ذاتٌ متينةٌ، تُمكِّنه من النجاح في هذه الحياة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.44 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.91%)]