
18-12-2022, 02:19 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,140
الدولة :
|
|
رد: نحو إتقان الكتابة باللغة العربية
نحو إتقان الكتابة باللغة العربية
(6)
د. مكي الحسني
القسم السادس
63- أسماء الإشارة
يُراعى عند استعمال أسماء الإشارة أمران:
1- المشار إليه من حيث العددُ والجنس (مذكر/ مؤنث).
2- المشار إليه أيضاً، ولكن من ناحية قُربه أو بُعده، أو توسُّطه بين القُرب والبعد.
كما يُراعى - أحياناً - المخاطَب من حيث الجنس والعدد.
فإذا كان المشار إليه مفرداً مذكراً قريباً، استُعمل الاسم (ذا).
وإذا كان المشار إليه مفرداً مذكراً متوسطاً، استُعمل الاسم (ذاك) وهذه الكاف هي كاف الخطاب.
وإذا كان المشار إليه مفرداً مذكراً بعيداً، استُعمل الاسم (ذلك) وهذه اللام هي لام البُعد.
إن الكاف هي حرف خطاب يدل على التوسط (بين القرب والبُعد) ولا محل لها من الإعراب. وهي ليست ضميراً، ومع ذلك فإنها تتصرف كما تتصرف الكاف (التي هي ضمير خطاب) نظراً إلى المخاطَب (أي على حسَب المخاطب). فيقال: ذلكَ، ذلكِ، ذلكما، ذلكم، ذلكنَّ. وهناك لغةٌ تجعل كاف الخطاب مبنية على الفتح مهما يكن المخاطَب من حيث الجنس والعدد. (انظر النحو الوافي 1/324)
ويصحّ دخول حرف التنبيه (ها) على اسم الإشارة الخالي من كاف الخطاب، نحو: هذا (أصل الكتابة: هاذا)، هذه (هاذه)، هذان، هؤلاء. وقد تجتمع مع الكاف، نحو: هذاك، هاتيك، ولكنها لا تجتمع مع الكاف المسبوقة باللام، فلا يقال: هذلك!
ويبين الجدول الآتي أسماء الإشارة في أحوالها المختلفة.
المشار إليه
اسم الإشارة
نماذج
للقريب
للمتوسط
للبعيد
المخاطب
مفرد مذكّر، معهد مثلاً
ذا
ذاكَ
ذلكَ
مفرد مذكر/ للعموم
ذلكَ معهدكَ، ذلكَ معهدكِ، ذلكَ معهدكم
ذا
ذاكِ
ذلكِ
مفرد مؤنث
ذلكِ معهدكِ
ذا
ذاكُما
ذلكما
مثنى
{ذلكما مما علمني ربي}
ذا
ذاكمُ
ذلكم
جمع الذكور
{ذلكم خيرٌ لكم عند بارئكم}
ذا
ذاكُنّ
ذلكُنّ
جمع الإناث
{قالت فذلكنّ الذي لُمتُنَّني فيه}
مؤنث مفرد أو جمع غير العاقل نحو: مدرسة/كُتُب
ذيْ، ذِهْ، تِيْ، تِهْ
تيكَ
تِلْكَ
للعموم
{تلكَ الدارُ الآخرة}
{وتلك الأيام نداولها بين الناس}
تِلْكِ
مفرد مؤنث
تِلكُما
مثنى
{ألم أَنْهكُما عن تلكما الشجرة}
تِلكُم
جمع الذكور
{ونُوْدوا أنْ تلكم الجنة أوُرثتموها}ولكن جاء أيضاً {وتلك الجنة التي أورثتموها}
تلكُنّ
جمع الإناث
مثنى مذكر: نحو: كتابان مُعلِّمان
ذانِ/ ذَيْنِِ(1)
ذانِكَ/ ذَيْنِكَ
-
للعموم
{فذانِكَ برهانان من ربك إلى فرعون ومَلَئِه}
ذانِكُما/ ذَيْنكما
-
مثنى
ذانِكم/ ذَيْنكم
-
جمع الذكور
ذانِكنّ/ ذينِكنّ
-
جمع الإناث
مثنّى مؤنّث نحو: مدرستان، شاعرتان
تانِ/ تَيْنِ (1)
تانِكَ/ تَيْنِك
-
للعموم
تانِكما/ تَيْنِكما
-
مثنى
تانِكم/ تَيْنِكم
-
جمع الذكور
تانِكنّ/ تَيْنِكنّ
-
جمع الإناث
الجمعُ مطلْقاً
أوُلاء
أُولى(2)
أُولئكَ
أُولاكَ(2)
-
أُولالِكَ(2)
(1) في حالتي النصب والجر. (2) الواو لا تُلْفظ.
وبناءً على ماذكر، فمن الخطأ القول: (أنشئت مدرسة للطب في دمشق لِتُنافسَ تلكما المدرستين)) والصواب: (... لتنافس تَيْنِكَ/ تَيْنِكُم المدرستين).
64- اِفْتَرضَ افتراضاً – افْتَرضَ فرْضاً
مما جاء في (المعجم الوسيط/فرض): ((فَرَضَ الأمرَ: أوجبه، يقال: فَرَضَه عليه: كَتَبَه عليه)).
((اِفتَرضَ الباحثُ: اتخذَ فَرْضاً ليصل إلى حلِّ مسألة (مج) )).
((الفَرْضُ: ما يَفْرِضه الإنسان على نفسه. والفَرْضُ: فكرة يُؤخذ بها في البرهنة على قضية أو حلِّ مسألة (مج) )).
وعلى هذا لا يصحّ في الكتابة العلمية أن يقال:
لِنَفْرِض أن س أكبر من ص؛
أو: وهذا مقبول بمقتضى الفَرَض.
والصواب هو: لِنَفتَرض أن س أكبر من ص؛
و... بمقتضى الفَرْض؛ لِنَفْترضِ الْفَرْضَ الآتي:... بتسكين الراء في (الفَرْض)!
65- بِمَنْزِلة كذا، يقوم مَقام كذا، كَـ...
جاء في (المعجم الوسيط): ((المَثابُ والمَثَابَةُ: البيت. والمثابة: الملجأ. وفي التنْزيل العزيز: {وإذْ جَعَلنا البيتَ مَثابةً للناس وأمْناً}. والمثابة: مجتمع الناس. والمثابة: الجزاء)).
ويخطئ كثيرون في استعمال كلمة (مثابة):
فيقولون:
والصواب:
• هو عندي بمثابة أبي.
• هذه الأداة البسيطة هي بمثابة حاسوب.
• وكانت له هذه المُرضِع بمثابة الأم الرؤوم.
• وسنعتبر عدم إجابتكم بمثابة موافقةٍ على المشروع.
• هو عندي بمَنْزلة أبي.
•... البسيطة تقوم مَقام/ تَسُدُّ مَسَدُّ حاسوب صغير.
•... المرضع كالأمِ الرؤوم.
• ... إجابتكم موافَقَةً على المشروع...
66- لمصلحة كذا (لا: لصالح كذا)
كثيراً ما نصادف عبارات مثل: (وكان هذا التعديل لصالح شركة مايكروسوفت). أو: (وراحت الصهيونية تصادر التاريخ لصالح أسطورة الهولوكوست). وهذا خطأ، لأن (صالح) اسم الفاعل من (صَلَحَ). يقال: صَلَح الشيءُ فهو صالح.
وجاء في (المعجم الوسيط). ((صَلَحَ الشيءُ: زال عنه الفساد؛ كان نافعاً أو مناسباً. يقال: هذا الشيءُ يَصْلُح لك)).
وجاء فيه: ((المصلحة: الصلاح والمنفعة)).
وجاء في (أساس البلاغة): ((صَلَحَت حالُ فلان وهو على حالةٍ صالحة)).
وجاء فيه أيضاً: ((ورعى الإمامُ المصلحة في ذلك ونظر في مصالح المسلمين)).
وجاء في (المصباح المنير): ((وفي الأمر مصلحة أي خير، والجمع مصالح)).
الصواب إذن أن يقال:
هذا في مصلحتك (لا: لصالحك)،
وكان التعديل لمصلحة شركة...
فعلوا ذلك خدمةً للمصلحة العامة (لا: للصالح العام!).
67- الضِّدُّ
مما جاء في (المعجم الوسيط): ((الضِدُّ: المخالِفُ والمُنافي. (ج) أضداد)).
وجاء فيه (سود): السَّوادُ ضِدُّ البياض.
وجاء في معجم ألفاظ القرآن الكريم: ((الضدُّ، المُخالِف والمنافِس، للواحد والجمع. قال تعالى: {كَلاّ سيكفُرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضِدًّا} المراد: الخصوم)).
وجاء في (المُفْهِم) للإمام القرطبي: ((الاعتدال ضِدُّ الاعوجاج)).
إنّ الغُصون إذا قوَّمْتَها اعتدلَتْ ولا يلين إذا قَوَّمْتَه الخشبُ
يقال: الصواب ضِدُّ الخطأ؛ الصحة ضِدُّ المرض؛ الطول ضِدُّ القِصَر؛ الروح ضِدُّ الجسد؛ كل شيءٍ زاد على حَدِّه انقلب إلى ضِدّه؛ زيدٌ ضِدُّ قيس (لا يأتلفان)؛ فَعَلَ زيدٌ ضِدَّ ما أُمِرَ به (أي فَعل فِعلاً مخالفاً لما أُمر به).
قال المتنبي:
ونَذِيمُهُم وبهم عَرَفْنا فَضْلَهُ وبِضدِّها تتبيَّنُ الأشياءُ
ذامَهُ يَذيمُهُ ذَيْماً: عابَهُ وذَمَّهُ (المعجم الوسيط).
وقال أبو الحسن التهاميّ:
ومكلِّفُ الأيام ضِدَّ طِباعها متطلِّبٌ في الماءِ جَذْوةَ نارِ
وقال العَكُّوك، عليُّ بنُ جَبَلة (ويُعزى هذان البيتان إلى دَوْقلة المَنْبِجِيّ أيضاً):
فالوجْهُ مِثلُ الصبْحِ مُنْبلجٌ والشَّعْر مثلُ الليل مُسْوَدُّ
ضِدّان لمّا استُجْمِعا حَسُنا والضِدُّ يُظهِر حُسْنَه الضِدُّ
هذه نماذج من استعمال (الضد) استعمالاً صحيحاً.
ولكن كثيراً ما تُصادَفُ تراكيبُ لا تجري على كلام العرب:
فيقولون:
والصواب:
• مناعة ضد المرض
• كافح ضد المرض/ العدوّ
• تأمين ضد جميع الأخطار
• مستندات ضد الدفع (!)
• حارب فلانٌ ضد الجهل
• ثار ضد المستعمر
• ساعة ضد الماء
• ساعة ضد الصدمات
• مناعة/ حصانة من المرض
• كافح المرضَ/ العدوَّ
• تأمين من جميع الأخطار
• تسليم المستندات مقابل دفع القيمة
• حارب فلانٌ الجهلَ
• ثار على المستعمر
• ساعة كتيمة
• ساعة تتحمل الصدمات/ لا تتأثر بالصدمات
68- الخطأ في قولنا: (ماذا نَسْتَفاد من ذلك؟)!
كثيراً ما أسمع من جامعيين (!) وغيرهم عبارات مثل: (أريدُ أن أَسْتعار منك هذا الكتاب). ولا أدري كيف نشأ هذا الخطأ، ولا سِرَّ ذيوعه الواسع. فكيف تستسيغ كثرةٌ من المتعلمين استعمال صيغة هجينة من المضارع والماضي معاً؟ ومن المتكلم والغائب معاً؟!
في لغتنا أفعال كثيرة وزنها في الماضي (اِسْتَفْعَل) وفي المضارع (أَسْتفْعِلُ) للمتكلم المفرد، و(نَسْتفْعِلُ) إذا كان المتكلمون جمعاً، نحو:
اِستفاد - أستفيد، نستفيد، اِستفادة
اِستعار - أستعير، نستعير، اِستعارة
اِستراح - أستريح، نستريح، اِستراحة
اِستعان - أستعين، نستعين، اِستعانة
اِستبان - أستبين، نستبين، اِستبانة!
ومِثلُ ذلك الأفعالُ: اِستقال، اِستباح، اِستمال... ومن الجدير بالملاحظة أن همزة الماضي والمصدر والأمر هي همزة وصل، لا تُلفظ إلاَّ إذا وقعت في بدء الكلام.
69- حَوَالَيْ كذا...
جاء في (المعجم الوسيط): ((يقال: قَعَدَ حَوَالَ الشيءِ: في الجهات المحيطة به. ورأيت الناس حَوالَيْهِ: مُطيفين به من جوانبه)).
ومن الشائع الآن استعمال هذه الكلمة للإشارة إلى عددٍ إشارةً لا تتوخّى الضبط. فيقولون مثلاً: حَضَرَ حَوالَيْ عشرين شخصاً.
والفصيح أن يقال: حضر نَحْوُ/ نَحْوٌ مِن/ قُرابةُ/ زُهاءُ/ لِواذُ عشرين شخصاً. حدث هذا قَبل لِواذِ ثلاثين سنة.
ومع ذلك ... أجاز مجمع اللغة العربية في القاهرة (سنة 1974) استعمال كلمة (حوالَيْ) بمعنى (زهاء) أو (نحو). أي أجاز أن يقال: بدأ الاحتفال حوالَيْ الساعة العاشرة!
كما أجاز (سنة 1976) أن يقال: حَضَرَ ما يَقْرُب من عشرين مَدْعُوّاً، وتَخلَّف ما يزيد عن أربعين مَدْعُوّاً.
والفصيح أن يقال: تخلّف أكثر/ أزْيَدُ من أربعين...
وللكاتب أن يَتَخيَّر بين الفصيح وما هو دونه...
70- قناة قَنَوات (لا: أقنية)؛ نَوَاة نَوَيَات ونَوَى (لا أَنْوِية!)
تُستعمل كلمة (قناة) كثيراً في مجال البث التَّلْفَزِيّ (قناة فضائية)، وفي المعلوماتية (قناة افتراضية).
ويَستعمل بعض إخواننا المصريين كلمة (أنوية) جمعاً لنواة، وهذا خطأ! كما أن جمع (قناة) على (أقنية) خطأ أيضاً. ولو كان هذا صحيحاً لكانت (أدوية) جمعاً لِـ(دَوَاة)! ذلك أن جموع التكسير قسمان: سماعية (يجدها الباحث في المعاجم أو في كتب اللغة)، وقياسية تخضع لقواعد القياس.
إن صيغة (أَفْعِلَة) قياسيةٌ بشروط: فهي مَقِيْسَةٌ في كل مفرد يكون اسماً (لا صفةً) مذكّراً رُباعياً قبل آخره حرف مدّ، نحو:
طعام أطعمة؛ دواء أدوية؛ دُعاء أدعية؛ عمود أعمدة؛ قَعُود أَقْعِدة (القَعُود: الجَمَل الفَتِيّ). خَرُوف أخرفة (وخِراف وخِرْفان). رغيف أرغفة؛ صعيد أصْعِدة (وصُعُد).
وعلى هذا لا يصحّ جمع الأسماء المختومة بتاء التأنيث (مثل قناة، ونواة) على الصيغة الخاصة بالمذكَّر.
فيقال:
صلاة
غداة
فلاة
لَهَاة
مهاة
صَلَوَات
غَدَوات
فَلَوَات
لَهَوات
مَهَوات + مَهاً
حَصَاة
دواة
قناة
نواة
وفاة
فتاة
حَصَيَات + حَصَى + حُصِيّ
دَوَيَات + دَوَى + دُوِيّ
قنوات + قنا + قُنِيّ
نَوَيات + نَوَى + نُوِيّ
وَفَيَات (لا: وَفِيّات!!)
فَتَيات
فكلمة (أنوية، أو أقنية) لم تَرِد سماعاً، ولا تصحّ قياساً.
ثم إن كلمة (نَوَى) هي بِفَتْح النون: قال تعالى: {إن الله فالقُ الحَبِّ والنَّوى}.
ولا يصحّ ضمّ النون!
71- الخطأ في استعمال: (كما)
كما = ك + ما. الكاف للتشبيه بمعنى (مِثْل)، و(ما) مَصْدريَّة، فيكون: (كما) بمعنى (مِثْلما).
وكثيراً ما توضع هذه الأداة في غير موضعها. وفيما يلي نماذج من أفصح الكلام وفصيحه، تبيّن استعمالها الصحيح.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|