عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-12-2022, 01:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,714
الدولة : Egypt
افتراضي اكتشاف مخطوطات علم التعمية

اكتشاف مخطوطات علم التعمية


د. محمد حسان الطيان


اكتشاف مخطوطات التعمية والجهود المبذولة فيها

ملخص البحث:

يرمي هذا البحث إلى جلاء أمر الكشف عن مخطوطات علم التعمية ورحلة التنقير عنها في مكتبات العالم، وهو يتألف من تمهيد، وقسمين.
يعرِّف التمهيد علم التعمية، ويشير إلى مكانته وأثره.
ويحكي القسم الأول قصة الكشف عن مخطوطات التعمية ومبلغ ما اجتمع لدينا منها.
ويتناول القسم الثاني أهم هذه المخطوطات بالوصف وإيراد نماذج مصورة منها.

تمهيد:

التعمية أو الشِّفْرة: تحويل نصٍّ واضح إلى آخر غير مفهوم باستعمال طريقة محددة يستطيع من يعرفها أن يفهم النص.
واستخراج التعمية أو كسر الشِّفْرة: تحويل النص المعمى إلى نص واضح دون معرفة مسبقة لطريقة التعمية المستعملة فيه.

ويحظى هذا العلم اليوم بمكانة مرموقة بين العلوم، إذ تنوعت تطبيقاته العملية لتشمل مجالات متعددة نذكر منها: المجالات الدبلوماسية والعسكرية، والأمنية، والتجارية، والاقتصادية، والإعلامية، والمصرفية والمعلوماتية.

وقد توافر لهذا العلم من أسباب الرعاية والتطوير الشيء الكثير لدى معظم الدول المتقدمة، إلا أنه غاب عن أذهان الكثيرين ممن يعملون به أن أصله عربي، وأن العرب هم آباؤه وواضعو أسسه ومطوروه، ولكنه خبا لديهم حتى لم يعد شيئاً
مذكوراً.

يقول كبير مؤرخي هذا العلم دافيد كهن في كتابه Kahn on Codes ص41:

"إن شفرة قيصر بقيت حية حتى آخر أيام الروم؛ لأن أول مستخرجي التعمية (الذين يكسرون الشفرة) لم يظهروا إلا بعد عدة قرون لاحقة. العرب كانوا أول من اكتشف مبادىء استخراج المعمى، ولكن معلوماتهم تقلصت مع أفول حضارتهم".

أولاً: الكشف عن أقدم مخطوطات التعمية في العالم

كانت مهمة عسيرة.. بل مغامرة مثيرة.. تلك التي بدأها معنا د. محمد مراياتي، حين أوقفني والأخ الدكتور يحيى مير علم على نص لكبير مؤرخي التعمية دافيد كهن في ص93 من كتابه THE CODEBREAKERS يقول فيه: "ولد علم التعمية بشقَّيه بين العرب فقد كانوا أولَ من اكتشف طرق استخراج المعمَّى وكتبها ودوَّنها".

ولدى تتبع تلك المقولة تبين لنا أنه اعتمد فيها على ما جاء في كتاب (صبح الأعشى في صناعة الإنشا) للقلقشندي (821هـ = 1418م) الذي عقد باباً سماه "باب إخفاء ما في الكتب من السرِّ.." أكثر النقل فيه عن رسالة تدعى "مفتاح الكنوز في إيضاح المرموز" لعالم يدعى ابن الدريهم.


ويعبر البرفسور دافيد كهن عن أسفه الشديد لأن رسالة ابن الدريهم هذه تعد من الكتب الهامة المفقودة LOST BOOKS OF CRYPTOLOGY وتلمس في كتابه مقدار الرغبة الملحة والحماسة الشديدة لإثبات ما عده فتحاً تاريخياً، حين تقرأ في ملحقاته ما أثبته من رسائل وردت إليه تنعى عليه كشفه هذا، وتنكر وجود ابن الدريهم أصلا، وتزعم أنه ضرب من الخيال أو الوهم، ولا وجود له في حقيقة الأمر.

والدعاوى ما لم يقيموا عليها بيناتٍ أصحابها أدعياءُ



يا له من تحدِّ ما أجمله!!... ويا لها من مهمة ما أعسرها!!...

يقول دافيد كهن في كتابه THE CODEBREAKERS ص284: "طور المسلمون معرفة نظرية في استخراج المعمى، تنم عن ممارستهم لاعتراض المراسلات واستخراج تعميتها، وذلك على الرغم من تشكيك بعض الباحثين في ذلك. و بما أن التراث الإسلامي المخطوط لا يزال غير مكتشف في معظمه، فقد يحصّل الباحث فيه اكتشافات جديرة بالتقدير".






يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]