عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-12-2022, 04:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,201
الدولة : Egypt
افتراضي المياه العربية بين تحديات الجفاف وضرورات ترشيد الاستهلاك

المياه العربية بين تحديات الجفاف وضرورات ترشيد الاستهلاك
نايف عبوش


كل المؤشِّرات المتاحة للتداول بخصوص المياه تُشير إلى أن النزاعاتِ القادمةَ خلال هذا القرنِ ستتمركز حول المياه بشكلٍ أساسي؛ حيث يُلاحَظ أن العديد من الدول تشترك في مياه العديد من الأنهار؛ مثل: دول نهر النيل، ونهري دجلة والفرات، وغيرها من دول آسيا الوسطى.

وتجدر الإشارة إلى أن البعض من دول المنبع ودول المرور في المنطقة على سبيل المثال، قد شرعت بإنشاء سدود عملاقة في داخل أراضيها؛ لخزن المياه بكميات هائلة من تلك المنابع، الأمر الذي سيُقلِّل مُعدَّلات التدفُّق إلى بلدان المرور والمصبِّ بشكل ملحوظ؛ ولذلك ستشهد بلدان المصبِّ جفافًا يُهدِّد الحياة في تلك البلدان بالخطر عاجلًا أم آجلًا.

وغنيٌّ عن البيان أن الماء موردٌ اقتصاديٌّ مُهِمٌّ، بجانب كونه أصل الحياة؛ فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30]؛ ولذلك فإنه من المستحيل أن يشرب الإنسان والحيوان البترولَ بدلاً من الماء، كما أنه لا يمكن أن يتمَّ سقي الزرع والضرع بالبترول بدلًا عن الماء؛ فالحياة والغذاء مرتبطان بالماء بشكل مباشر، ولا انفصام بينهما.

وما دام الأمر كذلك، فإن الأمر يتطلَّب اعتماد إستراتيجية فعَّالة لمواجهة مثل هذه التحديات المحتملة، فلا شكَّ أن محدودية وتناقُصَ موارد المياه في معظم البلدان العربية، وقساوةَ الظروف الجغرافية والبيئية، وتذبذُبَ سقوط الأمطار وشحَّتَها، وتنامي استهلاك القطاعينِ الزراعيِّ والصناعي لكميات هائلة من المياه - تُمثِّل تحدياتٍ جدية، تستوجب اعتماد إستراتيجية عربية شاملة للمياه؛ وذلك بغرض الحفاظ على الأمن المائيِّ العربيِّ، مع انحسار الكميات المتاحة للاستخدام من المياه بشكل مقلق.

كما بات الأمر يتطلَّب التوسُّع باستخدام التقنيات الحديثة في تحلية مياه البحر، والشروع في إنشاء السدود على عجَل، وترشيد استخدام مصادر المياه الجوفية والأمطار، والعمل على تخزينها لضمان توافرِ الإمدادات اللازمة من المياه عند الحاجة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.08 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.27%)]