رد: هدم اللغة العربية الفصحى!
هدم اللغة العربية الفصحى!
د. نعمان عبدالرزاق السامرائي
ما الذي سيكسبه التراث الحضاري في حالة عدم ذهاب جهود الأتراك سدى؟ وفي حالة نجاحهم – فرضاً – النجاح المرجو؟!!
إن هذه النقطة تكشف في حركة ((المقلدين)) عن ضعفين فيها:
1- إن الحركة المقلدة متبعة وليست مبدعة وفي حالة نجاحها – جدلاً – فلن تزيد إلا في كمية المصنوعات التي تنتجها الآلة، بدل أن تطلق شيئاً من الطاقة المبدعة في النفس البشرية.
2- في حالة النجاح الباهت المفترض، وهو أقصى ما يمكن للمقلدين تحقيقه والوصول إليه، سيكون هناك خلاص، نعم مجرد خلاص، لأقلية ضئيلة، في أي مجتمع تبنّى طريق التقليد...).
نعم هذا هو ((الحيّز)) المحدود الذي يمكن أن يشغله ((المقلد))، ولو حاول أن يتعدى ذلك فهناك ((كوابح)) وحواجز تمنع. نعم يا توينبي ما زلنا ننفخ في القرب حتى هلكنا في النفخ، وما زلنا في مكاننا نراوح.
هذه أوروبا تقبل الدول الأوروبية كافة في سوقها، وتمنع تركيا من ذلك فلماذا؟؟
وقبل الختام أريد أن يقرأ د.شرابي الذي تأمرك فنسي قضيته وأهله، وراح يتلهى بالحداثة والعلمانية، أريد أن يقرأ ما قاله ((مارشال بيرمان)) عن الحداثة، وانقل النص عن كتاب د.شرابي نفسه ((البنية البطركية))[10] (الحداثة قضية أوروبية صرفة، فهي ظاهرة وجدت هناك، وتفاعلت تاريخياً، فهي غربية المنشأ والهدف والمحتوى، وعلامة فارقة للغرب عن غيره) فما رأى د.شرابي بهذا؟؟
وهذا ((هشام جعيط)) – وهو كاتب يساري مغربي – يتحدث عن الحداثة والإسلام فيقول (... من جهة أخرى لو تصفحنا ما في ((الحداثة)) من شرور الفردية والعزلة والاستغلال والمادية الاقتصادية، والبؤس النفسي لصار من الممكن التفكير بأن الإسلام كقوة روحية قادر على أن يبث رسالة تجديدية لإنسان القرن الواحد والعشرين) أهـ.
هذه هي ((الحداثة)) بوجهها الكالح كما يرسمها كاتب يساري.
فلماذا تهاجم العربية الفصحى دون سواها، ومن المستشرقين وتلاميذهم دون سواهم؟؟ ومتى كان المستشرق حريصاً على خيرنا وتقدمنا، وهو المستشار في كل أذى يدبّر لنا، وكل حرب تعلن ضدنا اللهم إلا قلة نادرة تتصف بالموضوعية والاعتدال.
ــــــــــــــــــــ
[1] الفكر العربي/ د.محمد أركون ص(8) ترجمة عادل العوا 1980م.
[2] النقد الحضاري ص85 مركز دراسات الوحدة العربية.
[3] النقد الحضاري ص86 مركز دراسات الوحدة العربية.
[4] المرجع السابق ص86.
[5] المرجع السابق ص86.
[6] المرجع السابق ص92
[7] المرجع السابق ص51
[8] المرجع السابق ص36.
[9] الإسلام والغرب والمستقبل ترجمة د.نبيل صبحي ص(50) دار العربية.
[10] البنية البطركية ص33 دار الطليعة 1987م.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 15-12-2022 الساعة 04:44 PM.
|