عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 05-12-2022, 03:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,255
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السمات الفنية في شعر النابغة الجعدي

السمات الفنية في شعر النابغة الجعدي



د. إبراهيم عوض







ويبدو لي إدخال "اللام" على كلمة "كتاب" في البيت التالي ركيكًا:
طلبوا المجدَ، فلما أدركوا ♦♦♦ لكتابٍ، وانتهى ذاك الأجل[95]

••••
كما أن نصَّ الشاعر في البيت التالي على أن ابن جعفر كان مغلولًا (بل ومكبلًا أيضًا) بعد أن قال في الشطرة الأولى إن عبدالله أطلق غُله لا معنى له، فهي زيادة دون داعٍ:
وأطلق عبدالله غلَّ ابن جعفر ♦♦♦ علاثة مغلولًا يقاد مكبلا[96]
••••
وبالمثل لم يوفق الشاعر في البيت التالي، إذ وضع جملة "ألا كذبوا" الاعتراضية في موضع يغصُّ بها، علاوة على أن تكرير "ألا" في جملة واحدة قد جعل البيت ثقيلًا:
ألا زعمت بنو كعب بأني ♦♦♦ ألا كذبوا – كبيرُ السن فاني[97]
••••


كذلك، ففي البيت الأخير من البيتين التاليين:
فلا تنتهي أضغانُ قومي بينهم
وسوءاتهم حتى يصيروا مواليا

موالي حلف لا موالي قرابة
ولكن قطينا يُسْألون الأتاويا[98]


••••


نراه لم ينصب "موالي" الثانية رغم أنها معطوفة على "موالي" الأولى التي هي بدل من "مواليا" الموجودة في البيت الأول والمنصوبة خبرًا لـ"يصيروا"، وهذا من ضرورات الشعر.
أما في قوله:
ولكن أخو العلياء، والجودُ مالكٌ ♦♦♦ أقام على عهد النَّوى والتَّصافيا[99]
••••
فقد عكس الآية، إذ نصب "التصافيا" وحقها الجرُّ عطفًا على "النوى"، التي هي مضاف إليه.
ولاحظ "الباء" الداخلة على "الفرج" في قوله:
نضرب بالبيض ونرجو بالفرج[100]
••••
ولا أقول إن ذلك غلط، ولكني أحببت أن ألفت النظر إلى ذلك الاستعمال غير المألوف.
وانظر كذلك دخول الباء على الضمير بعد الفعل "اسأل" في البيت الآتي، وعادة ما يُستعمل الحرف "عن" في هذا الموضع:
واسأل بهم أسدًا إذا جعلت ♦♦♦ حرب العدو تشول عن عُقم[101]
••••


وبالمناسبة، فقد وردت "الباء" مع الفعل "سأل" في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ﴾ [المعارج: 1 - 3]، غير أن هذا غير ذاك، فالسؤال في الآية سؤال الاستعجال والتهكم؛ لأن الكافرين كانوا يسخرون من تهديد القرآن لهم بالعذاب، ويتحدَّون الرسول أن ينزل بهم ذلك العقاب الذي يحذرهم منه. أما في البيت فالفعل على معناه الأصلي، وهو الاستفسار.
وبهذا نصل إلى ختام هذه الدراسة لشاعر مُخضرم كبيرٍ، ظلمته أقوالٌ غير متأنية ولا ممحِّصة، ونرجو أن يكون ما كتبناه قد أعطاه حجمَه الذي يليق به رغم الهنات التي وجدنا في شعره، إذ لا يخلو شعر شاعر - بالغة ما بلغت عبقريته - من هنات.


[1] شعر النابغة الجعدي، 35.

[2] السابق، 97 – 98.

[3] لعبيدالله بن قيس الرقيات قصيدة تبدأ بمقدمة مثل هذه المقدمة، وهي القصيدة التي مطلعها:
أقفرت بعد عبد شمس كداء ♦♦♦ فكدى فالركن فالبطحاء
(ديوان عبيدالله بن قيس الرقيات، تحقيق: د. محمد يوسف نجم، دار صادر ودار بيروت، 1378هـ - 1958م، 87 وما بعدها).

[4] شعر النابغة الجعدي، 166 وما بعدها.

[5] السابق، 13، 33 - 34.

[6] السابق، 61.

[7] السابق، 169.

[8] السابق، 191.

[9] السابق، 218. والتيمن: توسيد الميت يمينه في القبر.

[10] السابق، 219.

[11] السابق، 226.

[12] السابق، 239.

[13] السابق، 13.

[14] السابق، 100.

[15] السابق، 170.

[16] السابق، 172.

[17] ويمكن للقارئ أن يجدها في ص36، 78، 160 من الديوان.

[18] السابق، 98.

[19] السابق، 124.

[20] السابق، 172 – 173.

[21] السابق، 194.

[22] السابق، 206.

[23] السابق، 32.

[24] السابق، 151 والضَّرو: شجر طيب الرائحة يستاك به ويجعل ورقه في العطر.

[25] يمكن الرجوع في ذلك إلى ص، 124، 126، 202، 237.

[26] ص، 26.

[27] ص، 75. وهو كقولنا الآن: "يبيع الماء في حارة السقائين".

[28] ص، 220. وجعار: الضبع. والمعنى: هذه فرصة لم تكوني تطمعين فيها.

[29] ص،9. وهو من قوله تعالى في سورة "الصف": ﴿ نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ﴾.

[30] ص، 83. وعبارة "لا مساس" هي من كلام السامري في ﴿ لَا مِسَاسَ ﴾ [طه: 97].

[31] ص، 158. وهو من قوله عز وجل: ﴿ فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 112].

[32] تشبهها في ذلك قصيدة الصحابي النعمان بن بشير، رضي الله عنه، التي مطلعها:
قد أتاكم مع النبي كتاب ♦♦♦ صادق تقشعر منه الجلود
انظر "شعر النعمان بن بشير"، تحقيق: د. يحيى الجبوري، مطبعة المعارف، بغداد، 89.

[33] شعر النابغة الجعدي، 163.

[34] ص، 183.

[35] ص، 196.

[36] ص، 205.

[37] ص، 208.

[38] ص، 27.

[39] ص، 72.

[40] ص، 96.

[41] ص،101.

[42] ص، 165.

[43] ص، 234.

[44] هذه السمة موجودة أيضًا في شعر بشار، الذي أنوي القيام بدراسته واستخلاص ملامحه.

[45] ص، 23.

[46] ص، 180.

[47] الصفحة السابقة نفسها.

[48] ص، 205.

[49] ص، 207.

[50] ص، 210.

[51] ص، 230.

[52] ص، 153.

[53] ص، 170.

[54] ص، 171.

[55] ص، 173.

[56] ص، 182.

[57] ص، 229.

[58] ص، 230.

[59] ص، 9. و"الصهابي" الأحمر. والمقصود "الموت الرهيب".

[60] ص، 23.

[61] يشتفن: يتشوفن. وبوائن الأشطان: الآبار الواسعة التي لا تمس أشطانها (أي حبالها) جوانبها.

[62] هايج ذلك الثورُ البقر.

[63] ص، 42.

[64] ص، 73.

[65] ص، 98.

[66] ص، 100.

[67] ص، 110.

[68]ص، 176.

[69] انظر تنويع الشاعر على هذه الكناية في قوله: "ما أقام ابنا شمام"، يقصد هضبتين في ديار قومه، ص200.

[70] ص، 185.

[71] ص، 212.

[72] ص، 71.

[73] ص، 81.

[74] ص، 101.

[75] الصفحة نفسه.

[76] ص، 111.

[77] ص، 207.

[78] ص، 118. والتشهاق: الشهيق. وخلا: انفصل. ومفتصلا: منزوعا. ومثلها "مفتلى". وما ائتلى: ما قصَّر.

[79] ص، 169.

[80] ص، 182.

[81] ص، 204.

[82] ص، 70.

[83] ص، 72.

[84] ص، 190.

[85] ص، 194.

[86] ص، 201 – 202.

[87] ص، 209.

[88] ص، 139.

[89] ص، 141. ويلاحظ أن الفعل "يتوسَّم" قد كُسِرت ميمه بما يوحي أنه مجزوم، مع أن حقه الرفع.

[90] ص، 150.

[91] ص، 69.

[92] الصفحة السابقة نفسها.

[93] ص، 74.

[94] تاريخ الطبري، 2، 115.

[95] شعر النابغة الجعدي، 98.

[96] السابق، 119.


[97] ص، 162.

[98] ص، 178.

[99] ص، 179.

[100] ص، 216.

[101] ص، 236.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 11-12-2022 الساعة 10:28 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.99 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (2.22%)]