عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-12-2022, 03:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,807
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بحث في تفسير قوله تعالى:{ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن


2: مقصد الآية
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فأعلم اللّه جلّ ثناؤه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما اليهود والمنافقون قائلون من القول عند تحويل الله قبلته وقبلة أصحابه عن الشّام إلى المسجد الحرام، وعلّمه ما ينبغي أن يكون من ردّه عليهم من الجوّاب، فقال له: إذا قالوا ذلك لك يا محمّد، فقل لهم: {للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ} وكان سبب ذلك أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صلّى نحو بيت المقدس مدّةً سنذكر مبلغها فيما بعد إن شاء اللّه تعالى ثمّ أراد اللّه تعالى صرف قبلة نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى المسجد الحرام، فأخبره عمّا اليهود قائلوه من القول عند صرفه وجهه ووجه أصحابه شطره، وما الّذي ينبغي أن يكون من مردّه عليهم من الجوّاب.).[جامع البيان: 2/ 617-625]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (أعلم الله تعالى في هذه الآية أنهم سيقولون في شأن تحول المؤمنين من الشام إلى الكعبة: ما ولّاهم؟). [المحرر الوجيز: 1/ 365-366]

3: معنى السفهاء
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {سيقول السّفهاء من النّاس}: يعني بقوله جلّ ثناؤه {سيقول السّفهاء} سيقول الجهّال من النّاس.). [جامع البيان: 2/ 615-617]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والسّفهاء هم الخفاف الأحكام والعقول، والسفه الخفة والهلهلة، ثوب سفيه أي غير متقن النسج، ومنه قول ذي الرمة:

مشين كما اهتزت رماح تسفهت....... أعاليها مرّ الرياح النواسم

أي استخفتها). [المحرر الوجيز: 1/ 365-366]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( والسّفهاء جمع سفيهٍ وهو خفيف العقل وأصله من قولهم ثوبٌ سفيهٌ أي خفيف النّسج ).[فتح الباري: 8/ 171]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): ( والسفهاء جمع سفيه. قال الزّمخشريّ: «{سيقول السّفهاء} أي: خفاف الأحلام.).[عمدة القاري: 18/ 94-95]

4: المراد بالسفهاء في الآية
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان الثوري عن رجلٍ عن مجاهدٍ في قوله جلّ اسمه: {سيقول السفهاء من الناس} قال: «اليهود» ).[تفسير الثوري: 50]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (10934 - أخبرنا محمّد بن حاتمٍ، أخبرنا حبّان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن البراء، في قوله: {سيقول السّفهاء من النّاس ما ولّاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}[البقرة: 142] قال: «هم أهل الكتاب السّفهاء»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 16]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {سيقول السّفهاء من النّاس}:
يعني بقوله جلّ ثناؤه {سيقول السّفهاء} سيقول الجهّال من النّاس وهم اليهود، وأهل النّفاق .). [جامع البيان: 2/ 615-617]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ذكر من قال: هم اليهود:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {سيقول السّفهاء} من النّاس ما ولاّهم عن قبلتهم قال: «اليهود تقوله حين ترك بيت المقدس».
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثت عن أحمد بن يونس، عن زهيرٍ، عن أبي إسحاق، عن البراء، {سيقول السّفهاء من النّاس} قال: «اليهود».
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، {سيقول السّفهاء من النّاس} قال: «اليهود».
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن البراء، في قوله: {سيقول السّفهاء من النّاس} قال: «أهل الكتاب».
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قال: «اليهود».
وقال آخرون: السّفهاء: المنافقون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: «نزلت{سيقول السّفهاء من النّاس}في المنافقين»).[جامع البيان: 2/ 615-617]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فأعلم اللّه جلّ ثناؤه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما اليهود والمنافقون قائلون من القول عند تحويل الله قبلته وقبلة أصحابه عن الشّام إلى المسجد الحرام).[جامع البيان: 2/ 617-625]
*قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {سيقول السّفهاء من النّاس ما ولّاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (142)}
فيه قولان:
1- قيل يعني به: كفار أهل مكة،
2- وقيل يعني به: اليهود والسفهاء , واحدهم سفيه، مثل : شهيد وشهداء، وعليم وعلماء.). [معاني القرآن: 1/ 218-219]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس}:
الوجه الأول:
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا يحيى بن آدم، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء: {سيقول السّفهاء} قال: «اليهود». وروي عن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ والحسن ونحو ذلك.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: «فأنزل اللّه في المنافقين:{سيقول السّفهاء من النّاس ما ولّاهم عن قبلتهم}»). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 247]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (- حدّثنا أبو زرعة، ثنا الحسن بن عطيّة، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازبٍ، قال: «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد صلّى نحو بيت المقدس ستّة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يحبّ أن يوجّه نحو الكعبة، فأنزل اللّه تعالى:{قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام} قال: فوجّه نحو الكعبة، وقال السّفهاء من النّاس- وهم اليهود- ما ولاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها؟ فأنزل اللّه:{قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}».).[تفسير القرآن العظيم: 1/ 247-248]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: «السفهاء من الناس هم اليهود قالوا ما ولاهم عن قبلتهم يعني حين ترك بيت المقدس»). [تفسير مجاهد: 90]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ( والمراد ب السّفهاء هنا جميع من قال ما ولّاهم، وقالها فرق.
واختلف في تعيينهم، فقال ابن عباس: «قالها الأحبار منهم»، وذلك أنهم جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد ما ولاك عن قبلتنا؟ ارجع إليها ونؤمن بك، يريدون فتنته، وقال السدي: «قالها بعض اليهود والمنافقون استهزاء»، وذلك أنهم قالوا: اشتاق الرجل إلى وطنه، وقالت طائفة: قالها كفار قريش، لأنهم قالوا: ما ولاه عن قبلته؟ ما رجع إلينا إلا لعلمه أنّا على الحق وسيرجع إلى ديننا كله.). [المحرر الوجيز: 1/ 365-366]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م ت س) - البراء بن عازب رضي الله عنهما: «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أوّل ما قدم المدينة نزل على أجداده - أو قال: أخواله - من الأنصار، وأنّه صلّى قبل بيت المقدس ستّة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنّه صلّى أوّل صلاةٍ صلّاها صلاة العصر، وصلّى معه قومٌ، فخرج رجلٌ ممّن صلّى معه، فمرّ على أهل مسجدٍ وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صلّيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة، فداروا - كما هم قبل البيت - وكانت اليهود قد أعجبهم ; إذ كان يصلّي قبل بيت المقدس، وأهل الكتاب، فلمّا ولّى وجهه قبل البيت، أنكروا ذلك».
قال: وفي رواية: «أنه مات على القبلة - قبل أن تحوّل - رجالٌ وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم؟ فأنزل الله عز وجل:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}[البقرة: 143] ».
وفي أخرى: «وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبّ أن يوجّه إلى الكعبة، فأنزل اللّه عز وجل{قد نرى تقلّب وجهك في السّماء}فتوجّه نحو الكعبة، فقال السّفهاء - وهم اليهود -:{ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم} [البقرة: 142]» هذه رواية البخاري ومسلم.). [جامع الأصول: 2/ 10-12]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قيل المراد بالسّفهاء هاهنا: «المشركون؛ مشركو العرب»، قاله الزّجّاج. وقيل: «أحبار يهود»، قاله مجاهدٌ. وقيل: «المنافقون»، قاله السّدّيّ. والآية عامّةٌ في هؤلاء كلّهم، واللّه أعلم.). [تفسير ابن كثير: 1/ 452-454]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال محمّد بن إسحاق: حدّثني إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي نحو بيت المقدس، ويكثر النّظر إلى السّماء ينتظر أمر اللّه, فأنزل اللّه:{قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام}فقال رجالٌ من المسلمين: وددنا لو علمنا علم من مات منّا قبل أن نصرف إلى القبلة، وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس؟ فأنزل اللّه:{وما كان اللّه ليضيع إيمانكم}وقال السّفهاء من النّاس -وهم أهل الكتاب-: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل اللّه:{سيقول السّفهاء من النّاس}إلى آخر الآية».
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا الحسن بن عطيّة، حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء قال:«كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد صلّى نحو بيت المقدس ستّة عشر أو سبعة عشر شهرًا، وكان يحبّ أن يوجّه نحو الكعبة, فأنزل اللّه: {قد نرى تقلّب وجهك في السّماء فلنولّينّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام}»، قال: «فوجّه نحو الكعبة. وقال السّفهاء من النّاس -وهم اليهود-: {ما ولاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}، فأنزل اللّه: {قل للّه المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ}»). [تفسير ابن كثير: 1/ 452-454]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (واختلف في المراد بالسّفهاء فقال البراء كما في حديث الباب وابن عبّاسٍ ومجاهدٌ: «هم اليهود» وأخرج ذلك الطّبريّ عنهم بأسانيد صحيحةٍ، وروي من طريق السّدّيّ قال: «هم المنافقون»، والمراد بالسّفهاء الكفّار وأهل النّفاق واليهود) [فتح الباري: 8/ 171]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (قال الزّمخشريّ: «{سيقول السّفهاء} أي: خفاف الأحلام وهم اليهود لكراهتهم التّوجّه إلى الكعبة وأنّهم لا يرون النّسخ»، وقيل: المنافقون بحرصهم على الطعن والاستهزاء، وقيل: المشركون. قالوا: رغب عن قبلة آبائه ثمّ رجع إليها والله ليرجعن إلى دينهم.). [عمدة القاري: 18/ 94-95]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن البراء قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر الله فأنزل الله:{قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام} [البقرة الآية 144] فقال رجال من المسلمين: وددنا لو علمنا من مات منا قبل أن نصرف إلى القبلة وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس فأنزل الله:{وما كان الله ليضيع إيمانكم}وقال السفهاء من الناس وهم من أهل الكتاب: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله{سيقول السفهاء من الناس} إلى آخر الآية».).[الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي والنسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والدارقطني والبيهقي عن البراء قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان يجب أن يصلي نحو الكعبة فكان يرفع رأسه إلى السماء فأنزل الله{قد نرى تقلب وجهك} الآية، فوجه نحو الكعبة وقال السفهاء من الناس وهم اليهود ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله:{قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}».).[الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج وكيع، وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن البراء في قوله: {سيقول السفهاء من الناس} قال: «اليهود».).[الدر المنثور: 2/ 5-17]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الدلائل عن الزهري قال: «صرفت القبلة نحو المسجد الحرام في رجب على ستة عشر شهرا من مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء وهو يصلي نحو بيت المقدس فأنزل الله حين وجهه إلى البيت الحرام {سيقول السفهاء من الناس} وما بعدها من الآيات فأنشأت اليهود تقول: قد اشتاق الرجل إل بلده وبيت أبيه وما لهم حتى تركوا قبلتهم يصلون مرة وجها ومرة وجها آخر وقال رجال من الصحابة: فكيف بمن مات وهو يصلي قبل بيت المقدس وفرح المشركون وقالوا: إن محمد قد التبس عليه أمره ويوشك أن يكون على دينكم فأنزل الله في ذلك هؤلاء الآيات».
وأخرج ابن جرير عن السدي قال: «لما وجه النّبيّ صلى الله عليه وسلم قبل المسجد الحرام اختلف الناس فيها فكانوا أصنافا، فقال المنافقون: ما بالهم كانوا على قبلة زمانا ثم تركوها وتوجهوا غيرها، وقال المسلمون: ليت شعرنا عن إخواننا الذين ماتوا وهم يصلون قبل بيت المقدس هل يقبل الله منا ومنهم أم لا، وقال اليهود: إن محمدا اشتاق إلى بلد أبيه ومولده ولو ثبت على قبلتنا لكنا نرجو أن نكون يكون هو صاحبنا الذي ننتظر وقال المشركون من أهل مكة: تحير على محمد دينه فتوجه بقبلته إليكم وعلم أنكم أهدى منه ويوشك أن يدخل في دينكم فأنزل الله في المنافقين {سيقول السفهاء من الناس} إلى قوله {إلا على الذين هدى الله} وأنزل في الآخرين الآيات بعدها».).[الدر المنثور: 2/ 5-17]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيّ ُ (ت: 923هـ) : (قوله تعالى: {سيقول السفهاء من الناس} المنكرين لتغيير القبلة من مشركي العرب أو أحبار يهود أو المنافقين .). [إرشاد الساري: 7/ 15]

5: سبب تسميتهم بالسفهاء
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وإنّما سمّاهم اللّه عزّ وجلّ سفهاءً، لأنّهم سفهوا الحقّ فتجاهلت أحبار اليهود وتعاظمت جهالهم وأهل الغباء منهم عن اتّباع محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا كان من العرب ولم يكن من بني إسرائيل، وتحيّر المنافقون فتبلّدوا.).[جامع البيان: 2/ 615-617]

6: فائدة التخصيص في قوله (من الناس)
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ( وخص بقوله من النّاس، لأن السفه يكون في جمادات وحيوانات ). [المحرر الوجيز: 1/ 365-366]

7: فائدة جعل المستقبل في موضع الماضي في قوله: (سيقول)
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : ( وجعل المستقبل موضع الماضي في قوله سيقول دلالة على استدامة ذلك، وأنهم يستمرون على ذلك القول.). [المحرر الوجيز: 1/ 365-366]

8: معنى (ما ولّاهم).
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يعني بقوله جلّ ثناؤه: {ما ولاّهم} أيّ شيءٍ صرفهم عن قبلهم؟ وهو من قول القائل: ولاّني فلانٌ دبره: إذا حوّل وجهه عنه واستدبره فكذلك قوله: {ما ولاّهم} أيّ شيءٍ حوّل وجوههم؟).[جامع البيان: 2/ 617-625]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ما ولّاهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها}, معنى{ما ولّاهم}: ما عدلهم عنها ..). [معاني القرآن: 1/ 218-219]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {ما ولاهم عن قبلتهم}:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن العلاء يعني أبا كريبٍ، ثنا ابن أبي زائدة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ، (تو) عن رجلٍ، عن ابن جريجٍ عن عطاءٍ، ومجاهدٍ: «يزيد بعضهم على بعضٍ: {ما ولّاهم ما صرفهم}».).[تفسير القرآن العظيم: 1/ 247-248]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي جريح عن مجاهد: {ما ولاهم} يقول: «ما صرفهم»).[تفسير مجاهد: 90]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وولّاهم معناه صرفهم.). [المحرر الوجيز: 1/ 365-366]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (قوله: {ما ولاهم} أي: أي شيء رجعهم عن قبلتهم الّتي كانوا عليها وهو بيت المقدّس.).[عمدة القاري: 18/ 94-95]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيّ ُ (ت: 923هـ) : ({ما ولاهم} أي ما صرفهم .).[إرشاد الساري: 7/ 15]
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.84 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.72%)]