عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-11-2022, 11:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,690
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشاعر النابغة الجعدي

الشاعر النابغة الجعدي




د. إبراهيم عوض










هذه آراء بعض النقاد والعلماء في شعر النَّابغة في القديم والحديث، ويمكن تلخيصها فيما يلي:



أن النَّابغة أشعر، أو على الأقل مِن أشعر، مَن وصفوا الخيل.








أن شعره متفاوت، وقد عزا الأصمعي ذلك إلى أن شعره الذي قد يكون سلسًا أو صلبًا حسب الموضوع المطروق ما إن يدخل في باب الخير حتى يضعف ويلين، ثم خرج الأصمعي من ذلك إلى القول بأن هذا الحكم ينطبق على شعر المخضرمين في الإسلام.








أنه كان شاعرًا متقدمًا ومفلقًا، ومع ذلك كان مغلَّبًا، وقد رأينا كيف جوز د. شوقي ضيف أن يكون مرد ذلك إلى أن الإسلام كان يمنعه من المضي في الهجاء المقذع.



أنه كان شاعرًا مطبوعًا في الجاهلية والإسلام.








أنه لم يكن يهتم بتهذيب الألفاظ وتنقيح المعاني؛ فهو ليس من شعراء الصنعة، ويرجع بعضهم إلى ذلك ما قيل عن غَلَبِه أمام من دخل معهم في مهاجيات.








أن شعره يمتاز بالموسيقا العَذْبة والسلاسة والانسجام.



أنه سبَق إلى بعض المعاني والصور التي قلده فيها مَن جاؤوا بعده.



أنه قد أُخذت عليه في شعره أشياءُ.








وسوف نتناول الآن هذه الآراء بالدرس والتحليل، وبالنسبة لوصفه للخيل فقد سبق أن بينت رأيي فيه؛ مما يغنيني عن إعادة القول فيه هنا.



وأما أن شعره وشعر غيره قد لان في الإسلام، فهذه مسألة لا بد من التلبُّث في معالجتها؛ لأهميتها الشديدة.







لقد قيل في موقف الإسلام من الشعر كلامٌ كثيرٌ في القديم والحديث، وانتهى رأي العلماء ومؤرِّخي الأدب والنقاد بوجه عامٍّ إلى أن الإسلام لا يقف من الشعر موقفَ عداء، بل ينظر إلى مضمونه وغايته، وعلى حسبهما يكون الحكم له أو عليه، إنه يحرِّم مثلا أشعار الفجور والفحش والحضِّ على حرب الله ورسوله؛ ولكنه لا يحرِّم التعبير عن المشاعر الإنسانيَّة السويَّة... وهكذا، وهذه مسألة قد فُرغ منها تقريبا[24]. بيد أن الأمر فيما يتصل بمقولة ضعف الشعر في الإسلام مختلف؛ إذ لا يزال عدد من الدارسين يرددونها، وإن أضافوا أسبابًا أخرى إلى ما قاله الأصمعي من أن: "الشعر إذا دخل في الخير لان، لأنه فن نَكِدٌ لا يزدهر إلا على الشر"، ومن هؤلاء د. نجيب البهبيتي، الذي يدَّعي "أن ضعف الشعر في الإسلام نظرية صحيحة"[25]،.... ود. محمد عبدالعزيز الكفراوي، الذي يقول: "لعل روح الدين الجديد الذي ينهى عن التعظم بالآباء، ويحرم الخمر، وينفر من التعرض لأحساب الناس بالهجاء وأعراضهم بالتشبيب... كان سببًا في ضعف الشعر العربي بضعف الدوافع إليه"، وإنَّ حرصَ المسلمين الأوائل على العمل قد صرفهم عن قول الشعر، وإن القرآن قد شغلهم بأسلوبه ومضمونه عن التفكير في سواه، ومنعهم من محاولة محاكاته[26].








ويقرِّر د. عبدالقادر القط في هذا الصدد أننا "لو قارنَّا بين شعر هذه المرحلة - أي مرحلة صدر الإسلام - والشعر الجاهلي لأدركنا دون عناء أن هنالك بونًا شاسعًا بين الشعرين من حيث الأصالةُ والمستوى، وأن الشعر في صدر الإسلام قد فُقِدَ في معظمه، وبخاصة الشعر السياسي، ما في الشعر الجاهلي من خيال حي واقتدار لغوي والتصاق بالطبيعة والمزاوجة بينها وبين مشاعر الإنسان، وأنه في كثير من وجوهه قد أصبح أقرب إلى النظم منه إلى الإبداع"، وإن سارع إلى الاستدراك بأن هذه الظاهرة كانت أوضح ما تكون في شعر المناقضات بين الإسلام والكفر، أما "الذين كانوا أقل انغماسًا في تلك الحرب الكلامية فإنهم... مضوا يقولون الشعر كما كانوا يقولونه في الجاهلية على شيء من الاختلاف اليسير كان لا بد من أن يكون وهم يعيشون في ذلك المجتمع الجديد". ثم يستدرك الأستاذ الدكتور مرة ثانية بأن ذلك الضعف كان قد بدأ في الحقيقة قبيل الإسلام لا بعده، إذ كان عصر الفحول قد انقضى تقريبا ولم يبق إلا شعراء مقلون لا يبلغون شأوهم[27].








ومن الذين قالوا أيضًا بضعف شعر المخضرمين د. عمر فروخ، الذي يرى "أن إنعام النظر في أسلوب شعر المخضرمين يدلنا على أن الجانب الأقل منه كان قد بقي على نسجه المتين كشعر الحطيئة وبعض شعر حسان، أما الجانب الأكبر منه فقد أصبح أضعف نسجًا وأقل براعةً وأكثر تخلخلًا لضيق المجال الوجداني الذي كان للجاهليين من قبل، لما نهى الإسلام عن المفاخرات والمنافرات وَوَزَعَ عن الغزل والهجاء وثَبَّطَ عن المبالغة والمغالاة، فَقَدَ الشعراءُ الميادينَ الرحيبة التي كانوا يُجرون فيها ألسنتهم في الجاهلية، ثم ذهبت القيود الجديدة بالطرق المعبدة التي كان الشعراء يسلكونها في الجاهلية، وخصوصًا حينما جعل المخضرمون يتكلفون شق طرق جديدة ينهجون عليها في نظم الأغراض المستحدثة"[28].








ويعزو د. عباس الجراري ظاهرة ضعف الشعر الإسلامي المدعاة إلى "أن الأديب لا يستطيع أن ينتج في حال التوتر والانفعال، وإن فعل يكون إنتاجه غير ذي قيمة، وإن تأثر فتأثيره وقتي ليس غير، والسبب أنه لا يستطيع الإنتاج الجيد إلا بعد أن تهدأ ثورته وتختمر تجربته ويكتمل شعوره ويتعقل وجدانه"، وهو يرى أن شعراء الإسلام "لم يتح لهم، وخاصة في السنوات الأولى، وتعد سنوات انتقالية، أن يتأثروا تأثرًا نفسيًّا وعقليًّا يكون من العمق بحيث يغير وضعية الشعر شكلًا ومضمونًا، وبحيث يجعل الشعراء يعبرون في جودة وإبداع عن تفاعلهم مع الدين وانفعالهم به"[29].








والدكتور عبدالحليم حفني هو أيضًا من الذين تعرضوا لهذه القضية. وقد جاءت دراسته لها مفصَّلة، وكان رأيه أن الشعر قد ضعف فعلًا في الإسلام، وساق عدة أسباب لذلك. ثم انتهى إلى أن هذه الأسباب تعود جميعًا إلى أن طبيعة الشعر تختلف عن طبيعة الإيمان، إذ الإيمانُ يقوم على الاستقرار، أما الشعراء فهم كل وقتٍ في حال، ولا بد لهم حين يشعرون من أن يكونوا دائمًا محلِّقين مطوِّفين متقلِّبين بين أجواء الخيال وأفانين التصوير[30].








وترى سلمى خضراء الجيوسي أن الشعر في صدر الإسلام أضعف منه في الجاهلية وفي العصر الأموي معًا، وهي ترد ذلك إلى التغييرات التي جاء بها الإسلام في المبادئ والأفكار والتي لم يستطع العرب، وبخاصة الشعراء منهم، أن يستجيبوا لها عاطفيًّا كما ينبغي، وإلى أنه كان من الصعب على الشعر أن يغيِّر من تقاليده بالسرعة المطلوبة، وهي تؤكد أن شعر حسان الإسلامي، عدا القصائد الهجائية، يفتقر إلى تلك الحرارة اللاهبة التي كانت في شعره قبل ذلك[31].








وهناك غير هؤلاء قالوا بمثل قولهم أو بشيء منه قريب، ومنهم د. يوسف خليف[32]، ود. محمد إبراهيم جمعة[33]، ود. محمد طاهر درويش[34]، ود. محمد عبدالمنعم خفاجي[35]، وكذلك المستشرق غوستاف فون غرونباوم[36].








هذه هي مقولة الأصمعي، وهذه أصداؤها. والطريف أنه قد رُوي للأصمعيِّ نفسه رأي آخر في شعر حسان بن ثابت يناقض مقولته تلك، قال: "حسان أحد فحول الشعراء" فاعترض عليه أبو حاتم بأنَّ له أشعارًا لينة، فرد عليه الأصمعي قائلا: "تُنسب له أشياء لا تصح عنه"[37]. كما أن آراء الأصمعي في النابغة، حسبما وصلت إلينا، هي أيضًا مضطربة كما هو واضح مما نقلناه عنه فيما مر.








على أية حال، هذه المقولة تحتاج إلى أن نتناولها بالنقاش نظرًا لخطورة القضية التي أثارتها، ونبدأ بالناحية النظرية: "لقد ظن الأصمعي أن الشعر نكد، لا يزدهر إلا إذا تناول موضوعات الشر ومعانيه، وهذا كلام ملقى على عواهنه ليس عليه من دليل، والعبرة في الحقيقة بموهبة الشاعر واستعداده النفسي واحتشاده وحسن اختياره للوقت وللظروف التي يقبل فيها على القصيدة، وكم من شعر ديني قد بلغ الروعة في الجمال والتأثير والامتياز! وكم من شعر قيل في الهجاء المقذع، أو الإثارة الجنسية المفحشة، وفشل فشلًا ملحوظًا! ثم لقد عَدَّ الأصمعي مراثيَ حسَّان في الرسول عليه السلام وصحابته من ذلك اللون من الشعر الذي لم ينجح فيه الشاعر لدخوله كما قال في باب الخير، ولا ندري على أي أساس عَدَّ العالم اللغوي هذا الرثاء بالذات من باب الخير؟ هل هناك رثاء يدخل في باب الخير وآخر يدخل في باب الشر؟ أليس الرثاء عمومًا هو التعبير عن حزن الفقد ولوعته، والصدمة التي يثيرها الموت في نفوس الأحياء، وذلك الألم الكوني الذي يحسونه حين تُذكرهم هذه الصدمة بأنهم أيضًا عما قريب ميتون مدفونون في ذلك القعر المظلم، ومتروكون للدود ينهشهم ليستحيلوا بعد ذلك إلى تراب؟ فلِمَ إن كان هذا الرثاء في الرسول وصحابته قيل: إنه قد دخل في باب الخير فضعف ولان؟ هل يكون الرثاء خيرًا أو شرًّا بحسب شخصية المرثيِّ؟ وهل نفهم من هذا أنه لو كان في قاطع طريق مثلًا أو في حاكم مستبد باطش لأتى قويًّا ممتازًا؟ الحقيقة أن الضعف في مقولة الأصمعي واضح أشد الوضوح، قد كنتُ أفهم أن يقال مثلًا: لعل حسَّان، في بعض مرثياته في الرسول والصحابة، لم ينتظر الوقت والحالة النفسية الملائمين للنظم فتسرَّع ونظمَ شعرًا ضعيفًا تحت وطأة الإحساس بأن ذلك أمر واجب لا معدى له عن التقدم للقيام به، وكأنه لا ينظم قصيدة رثاء بل يؤدي واجب عزاء، أما أن يقال: إن رثاءه هذا قد دخل في باب من أبواب الخير فضعف ولان فهذا ما لا أفهمه، وإننا لنتساءل: وما رأي الأصمعي في حائية حسان في حمزة ونونيته في عثمان وهما من أقوى الشعر الرثائي؟ ثم ما رأيه في مناقضاته لشعراء مكة المشركين، وذَبِّهِ عن الإسلام ورسوله عليه السلام، وهي شعر قوي لا يقل - إن لم يزد - في قوته وجودته عن شعره الجاهلي؟ ترى هل يقول: إن الدفاع عن الدين من أبواب الشر، ولذلك جاء هذا الشعر قويًّا؟








على كل حال، لا نريد أن ننسى أنفسنا في المناقشة النظرية، إذ المهم أن ننظر في دواوين الشعراء المخضرمين، ونقارن بين شعرهم في الجاهلية وشعرهم في الإسلام لنرى مدى صدق الملاحظات التي أبداها الأصمعي، فذلك هو الفيصل في الأمر.








لقد رجعت إلى عدد من دواوين هؤلاء الشعراء مثل: حسَّان وكعب بن زهير وعمرو بن الأهتم والزبرقان بن بدر وعمرو بن معديكرب الزبيدي والعباس بن مرداس السلمي والخنساء ومعن بن أوس والحطيئة، فضلًا عن ديوان النابغة الجعدي بطبيعة الحال، وهذه هي بعض الملاحظات التي خرجتُ بها فيما يختص بالنقطة التي نحن بصددها:



أن هؤلاء الشعراء لم يتخلوا بعد الإسلام عن الموضوعات التي كانوا ينظمون فيها في الجاهلية، بل ظلَّوا يفخرون بأنفسهم وأقوامهم ويهجون خصومهم ويتغزلون كما كانوا يتغزلون من قبل، ويرثون أحباءهم ويرضون ويسخطون... إلخ، مثلما كانوا يفعلون قبل إسلامهم.








لنأخذ مثلًا لامية كعب، التي سُميت بالبردة، والتي أنشدها بين يدي الرسول، ترى ماذا قال فيها؟ لقد افتتحها بالتغزل في سعاد وأطال الوقوف عند محاسنها، وبخاصة طعم ريقها الذي أخذ يتفنن في وصف حلاوته، وتشبيهه بخمر معتقة ممزوجة بماء بارد تُنُوِّقَ في اختيار الجدول الذي أُحضر منه، والوقت الذي استُقي فيه، ثم خرج من ذلك إلى تصوير ناقته مثلما كان يفعل شعراء الجاهلية، وهو ما عده الأصمعي في مقولته تلك بابًا من أبواب الشر كما يعرفه الفحول الجاهليون، كذلك ففي القصيدة هجاء أليم للأنصار أثار من لذعه المهاجرين وأحنقهم عليه، ولم يرضوا إلا بعد أن عاد فنظم قصيدة في مدحهم، وهي بالمناسبة قصيدة في منتهى القوة[38]، بل هي أقوى شعره كله وأحسنه، وليس في شعره الجاهلي ما يدانيها.








ولكعب أيضًا قصيدة لامية جميلة بدأها بوصف المشيب، وتبرم زوجته به لهذا السبب، ورده عليها بأن حاليهما واحدة، فهي أيضًا قد شابت مثله، فلمَ التبرم إذن؟ ثم يمضي فيتذكر أيام شبابه ولهوه مع أصدقائه وشربهم الخمر، ويصف فعلها في نفوسهم، وينطلق على ناقته في الصحراء في بهيم الليل، مصوِّرًا عزيف الجن وهيمنتهم التي لا تُعقل، والذئب الذي صاحبه في هذه الرحلة: لونًا وعواءً وجسمًا ومشيًا ومشاعرَ، وكذلك الغراب، وحتى البعر الذي سلحته ناقته نراه يتلبث عنده ويصفه، وهو يصف أيضًا خوفه وتردُّده عندما أحس بالإرهاق: أينام فيعدو عليه وعلى ناقته الذئب أم يسلم أمره للرحمن؟ وينتهي بأن يضع رأسه ويستريح، لينهض آخر الليل فيركب ناقته وينطلق مرة أخرى في سبيله، وفي آخر القصيدة يتمدح بفنه الشعري ويذكر معه الحطيئة في هذا الصدد... فما رأي الأصمعي في هذه القصيدة وهي من شعر كعب الإسلامي؟ أتراه يقول إنها قصيدة ضعيفة لهذا السبب؟ لا أظن ذلك بحال، فالقصيدة من أروع ما خلَّف لنا كعب[39]، وليس في شعره الجاهلي أيضًا ما يساويها.








وهناك رائيَّته في مدح علي بن أبي طالب، تلك القصيدة التي افتتحها، كما افتتح اعتذاريته للرسول عليه السلام، بالغزل (ولكن في رملة لا سعاد)، والشكوى من آلام حبه لها، ووصف رحلتها هي وقومها... إلخ، وهي أيضًا من الشعر الجميل، وقد قالها بطبيعة الحال بعد الإسلام[40].








وللزبرقان قصيدة إسلامية يفاخر فيها بقومه قالها في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، حين أتاه مع قبيلته يعلنون إسلامهم في عام الوفود، وأخرى مثلها في الفخر بقبيلته[41]، وقد قالها أيضًا في عهده صلى الله عليه وسلم[42]، وغير ذلك.








ولعمرو بن الأهتم أيضًا مقطوعة صغيرة يهجو فيها أحد أعضاء وفد قبيلته على الرسول عليه السلام، ويُعيِّرُه بأنه رومي الأصل[43]، وله مثلها في الفخر بنفسه وبقومه أمام عمر بن الخطاب[44]، وكلتا المقطوعتين قوية عنيفة.








ثم هذا هو العباس بن مرداس السلمي يفاخر بنصره هو وقومه للرسول يوم حنين قائلًا[45]:




حملنا له في عامل الرمح رايةً

يذودُ بها في حومةِ الموت ناصره




ونحن خضبناها دمًا فهْو لونها

غداة حنين يوم صفوان شاحره












وانظر إلى تمدُّحه أمام عروسه بما فعل في ذلك اليوم[46]:





ألا هل أتى عرسي مكري ومقدمي

بوادي حنين والأسنَّة تُشرع




وقولي إذا ما النفس جاشت لها: "قِرِي"

وهام تدهدي بالسيوف وأذرع




كأن السهام المرسلات كواكب

إذا أدبرت عن عجِّها وهْي تلمع



نصرنا رسول الله في الحرب سبعة

وقد فرَّ من قد فرَّ عنه فأقشع












وعندما أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم أباعرَ، وكان قد أعطى كلًّا من الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن مائة بعير، نظم أبياتًا غاضبة جعلت الرسول يزيده في العطاء حتى رضي[47].








ولقد ظلت الخنساء ترثي أخاها صخرًا في الإسلام كما كانت تفعل في الجاهلية، وهذه المَراثي من مستوى مراثيها نفسه له قبل إسلامها ألمًا وحرقةً وقوة سبك وتعدادًا لمآثر الأخ الفقيد، ويمكن الرجوع إلى ديوانها والمقارنة بين الشعرين، وهذا مثال[48]:





ضاقت بي الأرض وانقضّت مخارمها

حتى تخاشعت الأعلام والبيد




وقائلين: "تعزي عن تذكره

فالصبر. ليس لأمر الله مردود"




يا صخر، قد كنت بدرًا يستضاء به

فقد ثوى يوم مت البدر والجود




فاليوم أمسيت لا يرجوك ذو أمل

لما هلكت وحوض الموت مردود




ورب ثغر مهول خضت غمرته

بالمقربات عليها الفتية الصيد




نصبت للقوم فيه فضل أعينهم

مثل الشهاب وهَى منهم عباديد








يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.25 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.80%)]