عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-11-2022, 11:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,935
الدولة : Egypt
افتراضي الرصاصة القاتلة لا تخطئ

الرصاصة القاتلة لا تخطئ
جلال الصمدي




برزت الأضواءُ وتلألأت في أماكن كثيرةٍ مِن تلك المدينةِ التي يقطُنها.
المساءُ بدأَ ينشرُ غلالاتِه فوقَ أعطافِ المدينةِ، وغفوةُ المساءِ عادت تثيرُ كوامِنَ الشُّجونِ.
أحسُّ ببردِ الوحدةِ أكثرَ مِن أيِّ وقتٍ مضى.
امرأةٌ مُمسِكةٌ بيدِ زوجِها بقوَّةٍ.
السَّاعة السَّابعة والنِّصف مساءً في طريقي مِن الشَّيخِ عُثمان إلى المُعلَّا.

قُلتُ لها: تشبَّثي بهِ حتَّى لا تأتي رصاصةٌ طائشةٌ وتأخُذه مِنكِ، أو تأخُذك منه.
همسَ زوجُها بصوتٍ يكادُ لا يُسمعُ.
أنا خائفٌ وأحِسُّ بشيءٍ غريبٍ يقترِبُ مِنِّي.

زوجتُه: إنَّك تُفكِّرُ الليلةَ بشكلٍ مُختلِفٍ على غيرِ ما عهِدته فيك! بماذا تُحِسُّ زوجي العزيز؟
هو: لا شيء لا شيء.
كان لا يزال غارقًا في تأمُّلاتِه والسَّاعةُ قاربت العاشرة.
الشَّارِعُ خالٍ من المارةِ سِوى بعض سياراتِ الإسعاف.
وجدَ نفسَهُ ينتفِضُ مِن البرد.

تنهَّدَ وتمتمَ: ستخرُجُ الطلقةُ الأخيرةُ لِتُطفئ بصيص النُّور الذي نجا من وابلِ طلقاتِ الحياةِ الصَّعبة.

مسحَ مِن عينيهِ دمعةً كبيرةً انداحت منها، وعاد ولم يعلم أنَّ للإنسانِ قدرًا يقف لهُ بالمِرصاد.
يُعطيه تارةً سماءَ الأمان، وتارةً يقذِفُ إليها رصاصةً غادرةً قاتلةً لا تُخطئ حيثُ تبدَّل اللونُ إلى الأحمر، أما له فهو صراخٌ لحنينٍ دقاتُ قلبِه في يقظة لصوص الأرواح البشرية البريئة.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 07-04-2023 الساعة 06:35 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.26 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (4.42%)]