عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 26-11-2022, 04:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,359
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات

كلاهما لا يصحُّ؛ وذلك لأمرين:
الأول - أنَّ حديثَه إنما هو عنِ الشعراءِ أنفسِهم، وما عبَّروا به.
الثاني - أنَّه لا يُعرَفُ مثلُ هذا التعبيرِ في مثلِ هذا الموطنِ[46].

16- وقال[47]: "وقد صرَّحَ بَشَّارٌ وأوضح بالإشكالية بأيسرِ عبارةٍ".
قوله: "وأوضح بالإشكالية بأيسر عبارة"، لا يصحُّ؛ لأن "الإشكالية" هي التي أوضحها بشارٌ "بأيسر عبارة".
والصواب: "وأوضح الإشكالية بأيسرِ عبارة"؛ لأنَّه يُقالُ: "أوضحَ الأمرَ بكذا"[48].
ولا يُقالُ: "قد قال: (بالإشكالية)؛ نظرًا لـ (صرَّح)"؛ لأنَّ الاعتبارَ إنما يكون بالأمرِ المؤخَّر[49] [50].

17- وقال[51]: "3 - الفراق: نَأيُ الحبيب عالّ العاشق متفكرًا فيه، وما حلَّ به، وأي بلاد حضنته".
قوله: "عالّ" كذا هو. ولا أعرفه، ولم أهتدِ إليه، فليحرر[52].

18- وقال[53]: "وجملةُ القول: يستطيلُ الليل... بفضلِ ما يعتور الإنسانَ من الكرب... ... وعلى العكس، تقصر ساعات الليل بسبب ما يُعايشه الإنسان من سعادةٍ وحب".
قوله: "... بفضلِ ما يعتور الإنسانَ من الكرب... ... وعلى العكس... بسبب ما يُعايشه الإنسان من سعادة..."، لا أراه لائقًا. بل، لا أراه صوابًا؛ فإنَّ الإنسان[54] لا يرى لـ "الكرب" فضلًا.
والصواب: "... بسبب ما يَعْتَوِرُ الإنسان من الكرب... ... بفضلِ ما يُعايشه الإنسان من سعادة.."؛ لأنَّ "سبب" تصلحُ في الحالين. أما "بفضلِ" فهي في العربية لكلِّ ما يُحمَدُ.

19- وقال[55] "(ما أتى ذكره، ونُقِلَ خَبَرُه[56]، وقائع أحسَّ فيها الناسُ بسرعةِ الزمن، يتمثَّلُ بيُسر انقضاءِ الليلِ، ومن ثم، مرور[57] السنين، وتحول الأعوام والزمان".
قولُه: "وقائع أحس فيها الناسُ بسرعةِ الزمن، يتمثل بيُسرِ انقضاء الليل..."؛ ليس كذلك؛ لأنَّ ما نُقِلَ إلينا أو نصَّ الباحثُ على بعضه إنما هو تصوير للضدَّين: "سرعة انقضاء الليل، وشدة بطء ساعاته"؛ فليُتنبه.

20- وقال[58]: "النمساوي أرنست اخ (E.Mach)" الظاهر أنه تحريفٌ.
والصوابُ: "ماخ"؛ سقطت الميم.
يدلُّ على هذا أنه ليس على الألف همزةٌ، أو مدةٌ، فتكونُ لينةً، وهذه اللينةُ لا تكون في أولِ الكلام.

21- وقال[59]: "... لأنَّ الحبيبة إن شاءت أنعمت، وإن أرادت أنقمت... ... ...
وأنتِ التي إن شئتِ كدَّرتِ عيشتي *** وإن شئتِ بعد اللهِ أنعمتِ باليا
... ... وقد نظم بشَّار...
ليلي كما شاءت فإنْ لم تَزُرْ *** طالَ وإنْ زارتْ فليلِي قصيرُ
... ... وقد نظر أحد الشعراء إلى الصب الهائم نظرةَ تعجُّبٍ؛ لأنَّ الهمَّ في الإقبالِ والإدبار معًا، كما أن غرزَ السهم في الجسم ونزعَه أليمٌ... ...".
كلُّ ما ذكره في هذا المذكور لا علاقةَ له بالبحث، ولا مكانَ له، إلَّا قول بشَّار:
... .. فإنْ لم تَزُرْ طال وإن زارت فليلِي قصير
وقولُه: "أنقَمَتْ"، تحريفٌ، ولعله أراد مساواة "أنعمَت".
والصواب: "نَقِمَتْ".

22- وقال[60]: "ومعدلُ مرور الزمن يبقى دائمًا في كلِّ يومٍ، وساعةً في كلِّ ساعة، وثانية في كلِّ ثانية...".
قولُه: "دائمًا"، تحريفٌ.
والصواب: "يومًا".
أو: لعله سقطت "يومًا"، فتكون "دائمًا" صحيحةً.
23- وقال[61]: "... ولهذا حدا ببعضِ الدارسين تشبيهه بالسيل لجريانه... ... ولهذا يكن اعتبار الزمن كجريان سيل مستمر، ويمكن أيضًا...".
قوله: "ولهذا حدا..." لا يصحُّ بحالٍ؛ لا تكون "حَدَا" إلَّا ومعها فاعلُها قبلَها، أو بعدها.
والصواب: "وهذا قد حدا ببعض...".
أو: "وهذا ما حدا ببعضِ...".
و"هذا" إشارةٌ إلى ما ذُكِر قبلها، وهو "من دون الحدثِ لا يمكن إدراكُ الزمن".
أمَّا عبارةُ الباحثِ، فقد جعلت "تشبيهه بالسيل" فاعل "حدا"، كما جعلت "لجريانه" مفعولَ "حدا"، وهذا غيرُ ممكنٍ بحالٍ؛ لأنَّ العبارةَ تكون ناقصةً، ولأنَّ "لجريانه" هي وجه التشبيه.
وقوله: "فلهذا يكن اعتبار الزمن"، تحريفٌ، أيضًا.
والصواب: "فلهذا يمكن... ... ".

24- وقال[62]: "ووقائعُ الحزن في غير مجال".
قولُه: "في غير مجال"، لا أراه صوابًا.
والصواب: "في غيرِ ما مجال"[63].

25- وقال: "كل مُنَبِّهٍ إلى الجهازِ العصبي يحرك...".
قوله: "منبه إلى الجهاز..." لا يصحُّ بحالٍ؛ لأنَّ "نَبَّه" لا تتعدى بـ "إلى"[64].
فالصواب: "كلُّ منبِّه للجهاز العصبي".

26- وقال[65]: "كأنها وميض البرق، أو رمشة العين".
قلت:
لو قال: "برقٍ"، و"عينٍ" بالتنكيرِ لكان أجملَ.
وقوله: "رمشة العين" لا يصحُّ بحالٍ؛ وذلك لأمرين:
الأول - أنهم يقولون: "ما بين طرفةِ عينٍ وانتباهتِها"، فاستعملوا "طرفة عين".
الثاني - أنَّ "أرمَشَتْ عينه: فسَدَت، فلم يبرأ جفنه"[66] فـ "رمشة العين" عيبٌ ومرضٌ. فليتنبه.

27- وقال[67]: "على شاكله ما رُوي على لسان الفرزدق..".
قوله: "شاكله"، خطأ.
والصواب: "شاكلة" آخره تاء مربوطة[68].

[1] د. محمد كشاش - أستاذ في كلية الآداب - الجامعة اللبنانية - ولد في الحدادين بطرابلس لبنان (1954م).

[2] بحث بعنوان: "تفسير إشكالية الإحساس بالزمن.. رؤية في ضوء الشعر العربي.. الليل معيارًا" - مجلة "الأحمدية" (21/ 361 - 406).

[3] مجلة "الأحمدية" (21/ 407) - رمضان 1426/ أكتوبر 2005م - دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث - دبي - توزيع مؤسسة الأهرام - القاهرة.

[4] وقد تكرر نفسُ المعنى من الدكتور/ محمد محمود الدُّروبي - بحث "شوقي ضيف مؤرخًا للأدب العربي القديم" - "الأحمدية" (21/ 299 - 358).
(تعليق للألوكة: كأنَّ الشيخ فكري - رحمة الله- ترَك التعليق هنا؛ ليعودَ إليه بعدُ، ولم يتيسرْ له ذلك).

[5] "الأحمدية" (21/ 62/ هـ1).

[6] "الأحمدية" (21/ 363).

[7] يعني تعريفات وتحديدات المعاجم لـ "الزمن".

[8] (ص464).

[9] الساعة 9.15، صباح السبت 8 من المحرم 1428م، 27/ 1/ 2007م، بسجن الوادي الجديد.

[10] ولا أعرف أحدًا من العربِ نطق بكلمة "تتخبط المقادير" في مثلِ هذا الموطنِ.

[11] وإضافة "هذه" إلى عبارتِه يؤدي المعنى الذي أرادَه، مع كونِه لا غُبارَ عليه شرعًا؛ لأنَّه خصص "المقادير"، ولم يطلقها.
ولكنْ، يبقى استدلالُه بحديثِ النبي صلى الله عليه وسلم على ما يراه الباحث "تتخبط".

[12] وهذه - أيضًا - دالةٌ على مرادِ الباحثِ، بغيرِ محذورٍ - أو محظورٍ شرعيٍّ.

[13] وقد كتبتُ هاتين العبارتين حفاظًا على عبارةِ الباحثِ.

[14] وأراه أولى، بل أصوَب من سابقَيه.

[15] الساعة 7.52، بعد عشاء السبت 8 من المحرم 1428، 27/ 1/ 2007م، بسجن الوادي الجديد.

[16] (ص 368).

[17] أي: في تعريفٍ آخر.

[18] وقد تكرر نفسُ التعبيرِ مرةً أخرى (ص371، 383).

[19] الساعة 4.15، صباحَ 15 من المحرم 1428، 3/ 2/ 2007م، بسجن الوادي الجديد.

[20] (ص373 هـ2/ 3).

[21] (ص374).

[22] الساعة 9.40، صباح الثلاثاء 18 من المحرم 1428، 6/ 2/ 2007م، بسجن الوادي الجديد.

[23] (ص 374، 375).

[24] أنْ يُعمَّروا ألفَ سنةٍ.

[25] الساعة 1.13، ليلة الخميس 20 من المحرم 1428، 8/ 2/ 2007م، بسجن الوادي الجديد.

[26] (ص377).

[27] (ص 378).

[28] هو تعليقٌ على ما سبق من الكلامِ عنِ الإحساس بِقصَرِ الزمانِ وأسبابِ ذلك.

[29] (ص379).

[30] (ص379).

[31] الساعة 11.50، ليلة السبت 22 من المحرم 1428، 10/ 2/ 2007م، بسجن الوادي الجديد.

[32] (ص380).

[33] يعني قول الشعراء: "أوائلُه تلاصق أواخرَه"، كما ذكره الباحث، ولا أدري: أَقَولًا نقلَه بحرفِه؟ أم قصد معنى ما نقل من شعرٍ عن القصاني؟
قلت: وأرى بين المعنيين تباينًا؛ فليس تلاصقُ الشيئين يعني عدمَ تمايُزِهما.

[34] فهو ضدُّ: انكَفَأَ على.

[35] "المعجم الوسيط" (2/ 822/ 3)، بتصرُّفٍ.

[36] الذي يتضمنه "انهزم".

[37] فقد يُقتلُ، أو يُؤْسَرُ.

[38] تُراجع الصياغة.

[39] "المعجم الوسيط" (1/ 178/ 3).

[40] يتجهُ هذا السؤال باعتبار أنْ نفترضَ - جدلًا - أنَّ شيئًا من معاني "انحسر" يمكن أن يكون للإنسان العاقل.

[41] كما سبق عن "المعجم الوسيط" (1/ 178/ 3).

[42] أو: تركوا.

[43] الساعة 2.00، بعد ظهر السبت 22 من المحرم 1428، 10/ 2/ 2007م.

[44] أما كلامُ نفسِ الكاتب، فإنه - أحيانًا - يقع فيه ما يُشبه الحذفَ. وهنا توضع نقطتان فقط.

[45] الساعة 8.05، صباح الأحد 23 من المحرم 1428، 11/ 2/ 2007م.

[46] الساعة 8.15، صباح الاثنين 24 من المحرم 1428، 12/ 2/ 2007م، بسجن الوادي الجديد.

[47] (ص384).

[48] "المعجم الوسيط" (2/ 1081/ 1).

[49] فعلًا كان أو اسمًا.

[50] الساعة 11.00 ليلة الثلاثاء 25 من المحرم 1428، 13/ 2/ 2007 بسجن الوادي الجديد.

[51] (ص385).

[52] الساعة 12.00 ليلة الثلاثاء 25 من المحرم 1428، 13/ 2/ 2007م، بسجن الوادي الجديد.

[53] (ص389).

[54] إما قلتُ: "إن الإنسانَ لا يرى لـ "الكرب" فضلًا؛ لأنه - غالبًا - لا يرى إلَّا وجهًا واحدًا للحَدَثِ، وهو الوجهُ الأظهرُ، والأكثرُ مساسًا بالإنسانِ في لحظتِه.
لكنَّ اللهَ تعالى يقول: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 216]؛ تصويرًا لنظرة الإنسان القاصرة، ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

[55] (ص389).

[56] يشيرُ إلى ما نقل بعضه فيما سبق من البحثِ.

[57] يعني: ويُسر مرور السنين.

[58] (ص390هـ 2/ 4).

[59] (ص391).

[60] (392).

[61] (ص392).

[62] (ص392، 393).

[63] هذا ما أعرفُه، وأطمئن إليه.

[64] انظر: "المعجم الوسيط" (2/ 935/ 1).

[65] (ص393).

[66] انظر "المعجم الوسيط" (1/ 386/ 1).

[67] الساعة 12.22، ليلة الأربعاء 26 من المحرم 1428، 14/ 2/ 2007م، بسجن الوادي الجديد.

[68] بقِيَ من هذا البحثِ ما أسماه الباحث: "محصلة مستفادة من المدارسة والمعالجة"، وبعدها "الخاتمة".
وأنا لا أسجِّلُ هنا شيئًا من التصحيفات أو الاستدراكاتِ على هذين الموضعين؛ لرفض ما جاء بهما جملةً وتفصيلًا.
وذلك لأسبابٍ:
الأول - كثرة التصحيفات والعبارات الغريبة في "الخاتمة" خصوصًا.
الثاني - دعوته في "محصله" لترك الأمثالِ العربية القديمة التي فيها ما لا يُناسب سرعة العصرِ، وسرعة مواصلاتِه.
وهذا أمرٌ عجَبٌ؛ فهل تركتِ الصينُ - مثلًا - أمثالها وحِكمها القديمة بزعمِ أنها لا تناسبُ سرعةَ العصرِ؟!
الثالث - ذكرِه في "الخاتمة" أمورًا لم يتعرض لها الباحث.


الساعة 10.00 بعد عشاء الخميس 27 من المحرم 1428، 15/ 2/ 2007م.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.56 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.95%)]