عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 26-11-2022, 04:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات

التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (23)
الشيخ فكري الجزار





((كراس 6))

[تصحيفات مجلة الأحمدية - 1]

بسم الله الرحمن الرحيم
رَبِّ يَسِّرْ وَأَعِنْ
1- كانت فكرةُ جمْع تصحيفات كلِّ عِلمٍ، أو كلِّ كتابٍ في مكانٍ واحدٍ، كانت هذه الفكرةُ قديمةً، لكنَّ ذلك لم يكن ممكنًا؛ لأني كنتُ أكتبها على حواشي الكتب.

2- ثم اشتدتِ الحاجةُ لهذا الجمعِ، عندما كنتُ أُعِدُّ كتاب "التنبيهات في التصحيفات والتحريفات" للطبع، لكنْ لم يكن وقتٌ.

3- وها هي الفكرةُ تُلِحُّ عليَّ من جديد.

4- فرأيتُ اليوم - الاثنين 3 من المحرَّم 1428، 22/ 1/ 2007 أن أبدأ هذا الجمع والتخصيص، فاستعنتُ بالله تعالى، وكان هذا الكراس.

5- وقد رقمته بالمسلسل (2)؛ نظرًا لوجود تصحيفات في كراساتٍ أخرى، سابقة، متفرِّقة، يمكن جمعُها في كراس برقم (1).

6- وقد عزمتُ على جمع وتدوين كلِّ ما يخصُّ هذه المجلة من تصحيفات، أو استدراكاتٍ، في هذا الكراس.

7- ولمَّا كان هذا الكراسُ مخصَّصًا لمجلة "الأحمدية"، فإني سأذكرُ المعلومات الخاصة بها في أولِ مواطن التعليق فقط.
واللهَ أسألُ أن يجعلَ كلَّ هذه الكتاباتِ خالصةً لوجهِه، وأن يجعَلَها من ((علمٍ يُنتفعُ به))، وأن يحفظها عليَّ.

وكتب
فكري (الجزار)
الساعة 12.15 ليلة الإثنين
"تفسير إشكالية الإحساس بالزمن
رؤية في ضوء الشعر العربي..
الليل معيارًا"
1- قال[1] [2]: "من منَّا - في غير مكان - لا يشعر بسرعةِ انقضاء الأيام..."[3].
قولُه: "في غيرِ مكان"[4].

2- وقال: "... جاء في أحد الدراسات.."[5].
قولُه: "أحد، لا يصحُّ.
والصواب: "إحدى".


3- وقال: "كيف تمت سرعةُ الزمان؟ وهل هي سرعةٌ حقيقيةٌ؟ أتُعد ظاهرةً حديثةً أن ناموس الحياة تتجدد في كلِّ حينٍ"[6].
قولُه: "تتجدد"، ممكنٌ: على إرادةِ "سرعة" أو "ظاهرة".
لكنَّ الأَوْلى: "يتجدد"؛ على إرادة "ناموس الحياة".

4- وقال: "وهكذا تتخبط المقادير[7]"[8] [9].
قولُه: "تتخبط المقادير"، لا يصحُّ، ولا يجوزُ. وذلك من:
الأوَّل: أنَّ إطلاقَ "المقادير" - في كلام المسلمين - يُرادُ به مقاديرُ اللهِ تعالى، التي يسيرُ كلُّ ما في هذا الكونِ وفقًا لها، لا يتخلَّفُ عنها.
فلا يجوزُ شرعًا أن يُقال: "هكذا تتخبط المقادير".
الثاني: استدلالُه على "تتخبط" بحديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم، يجعَلُ الباحثَ وكأنه يقصدُ المعنى المخالف شرعًا، ولستُ أراهُ كذلك.
الثالث: ما نقلَهُ الباحثُ نفسُه عن ابن فارس في تعريفِ وتحديدِ معنى "الزمن"، يجمعُ معاني متفرقة، وينفي الاختلافَ بينها.
الرابع: أنَّ دلالةَ الكلمةِ على أكثر من معنى ليس بِدعًا في لغتِنا الجميلة دون سواها من اللغاتِ.
بل إنَّ هذا يعرفُه كلُّ مَن دَرَس لغةً غيرَ العربيةِ، أو نظر في معاجمها.
الخامسُ: أنَّ الباحثَ نفسَه لم يصل به بحثُه إلى تعريفٍ، أو تحديدٍ جامعٍ مانعٍ، يمنعُ هذا التخبط[10] الذي يراه.
والصوابُ:
"تتخبَّط هذه المقادير"[11].
أو: "تتخبط المقادير في تحديد معنى (الزمن)[12]"[13].
أو: "تختلفُ التعاريف"[14] [15].

5- وقال[16]: "أ - الزمن الفيزيولوجي: وهو بُعد محددٌ... (سطران)
أو هو بكلمةٍ: الحركات المتناسقة والعكسية... (سطر ونصف السطر).
قولُه: "أو هو بكلمة:"، قد يصحُّ لو كان المذكورُ بعدها مختصَرًا عمَّا قبلَه.
وليسَ الأمرُ هنا كذلك.
فالصوابُ: "أو هو بكلمةٍ أخرى"[17]، ولعل "أخرى" سقطت[18].


6- وقال: "... وتجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ الزمني لا يطابقُ العمر الفيزيولوجي".
قولُه: "الزمني"، غيرُ واضح. ولعلَّ في العبارة سقطًا.
والصواب: "العمر الزمني". لعله كذلك.


7- وقال[19]: "هو صورةٌ ذهنيةٌ تمكننا من أنْ نتخيَّل تعاقبَ العللِ المعلولات".
قولُه: "العلل المعلولات" لا يصحُّ هكذا.
والصواب: "العلل والمعلولات"، فلعلَّ الواو سقطت.


8- وقال[20]: "هَمعُ الهوامع في الجوامع" كذا.
والصواب:
"في شرح جمع الجوامع"؛ سقطت "شرح جمع".
9- وقال[21]: "نصح العلماء الاشتغال في الليل، قال: يا بني، اجعل نظرك في العلم ليلًا...".
قولُه: "نصح العلماء الاشتغال في الليل"، يمكن توجيهُه هكذا:
"نُصحُ العلماءِ الاشتغالُ في الليل"، لكنه توجيهٌ بعيدٌ؛ لأمرين:
الأول: ليس العبارةُ رأسَ مسألةٍ.
الثاني: قولُه بعدَه: "قال: يا بني...". كِلا اللفظتين ينفي هذا التوجيه.
والصواب:
"نَصَحَ أحدُ العلماءِ ابنه بالاشتغال... ".
أو: "نُصحُ العلماء الاشتغالُ في الليلِ. قالَ أحدُهم لابنِه: "يا بني"[22].

10- وقال[23]: "يُطالعنا أولًا ما جاء في الذِّكر الحكيم حين وصَف الكفارَ والمشركين عند دُنُوِّ أجلهم، واقتراب موعدِ موتِهم، يشعرون بِقصَرِ مدةِ حياتِهم على الرغمِ من طولِها، فيتمنَّون لو يُعمَّرون ألف سنةٍ، يُصدِّقه قوله تعالى:
﴿ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [البقرة: 96].
وعلة دعائهم[24] تُفسِّرها أنهم لا يعرفون إلَّا هذه الحياة، ولا علمَ لهم من الآخرةِ...".
قولُه: "وصَف الكفار... يشعرون"، لا يصحُّ هكذا؛ لأنَّ (وصَفَ) متعدٍّ.
والصواب: "وصَف الكفار... بأنهم يشعرون ..." ولعل "بأنهم" سقطت سهوًا.
قولُه: "تفسِّرُها"، قد يصحُّ؛ باعتبار "علة".
لكنَّ الأولى، أو الصواب: "يُفسِّرُها"؛ باعتبارِ حالِهم، الذي يدلُّ عليه قوله: "أنهم لا يعرفون..."[25].
قولُه: "يُصدِّقُه"، لا يصح، ولا يستقيمُ مع السياق؛ لأنَّ ما قبلَه ليس افتراضًا يحتاجُ إلى برهانٍ، بل إنَّ ما قبلَه هو نفسُ معنى الآيةِ.
فالصواب: "كما في قولِه تعالى..." مثلًا.

11- وقال[26]: "وهناك أصلٌ آخر يؤثِّر أيَّما تأثيرٍ في تقصيرِ الزمنِ، ويتمثل في كثرةِ الحديثِ عن حادثة مرَّت منَ القديم بحياةِ الإنسان، وهو لكثرة تكرارِها يحسَب نفسَه أنه عايشَها، وقد انقضت منذ مدة وجيزةٍ، على الرغم من عدمِ وعيه لها ومعايشتهِ إياها...".
قولُه: "وهو لكثرةِ تَكرارِها يحسب نفسه أنه عايَشَها...".
كذا، ولا أعرفُ قائلًا به، أو حتى متوهمًا له.
ثم، إني لا أعرفُ - أيضًا - قائلًا بأنَّ كثرة تكرارِ الحديثِ عن حدثٍ قديمٍ يجعلُ الإنسانَ يُحِسُّ بقصَرِ الزمانِ.
وكذلك، لا أرى ما ذكره - بعدَ هذه الفقرةِ - من الشعرِ، أو حديث: ((إذا ماتَ الإنسانُ انقطعَ عمله إلَّا من ثلاثةِ أشياء...)).
لا أرى هذين داخلين في الكلامِ عنِ الإحساسِ بقِصَرِ الزمانِ.
قوله: "وقد انقضت..."، لا أراهُ يصحُّ.
والصوابُ: "وأنها قد..."، عطفًا على "يحسَبُ أنه...".

12- وقال[27]: "[28] ويعلو الأذهانَ الاستفهامُ، بما يثيره من استفهام، يتمثل بـ : ما مقدار الليلة بعد اختزال ساعاتِها؟؟ وما مدتها؟؟".
قوله: "يثيره"، فيه إبهامٌ، ولعله يقصِدُ عودَ الضميرِ على "الإحساس بقِصَرِ الزمانِ"، وإلَّا فلا أعرفُ ما هو.
قوله: "... ساعاتها؟؟ وما مدتها؟؟"، لا يصحُّ وضع علامتي استفهامٍ معًا؛ إنما هي واحدةٌ فقط لكلِّ سؤالٍ.

13- وقال[29]: "ومن المعايير الأخرى المستعملة في وصف الليل بالقِصَرِ "ظل الرمح"؛ لما فيه من دقة وتناهٍ بحيث لا تدرك العين نهايته؛ قال ابن الطثرية:
أشكو ليالي غير معتبة
إما من الطولِ أو مِن القصرِ
تطول في هجركم وتقصر في الوص
ل فما نلتقي على قدرِ
يا ليلةً كاد من تقاربها
يعثُر فيها العشاءُ بالسَّحَرِ".

ابحث في الأبياتِ، هل تجد "ظل الرمح"؟!
وقال[30]: "والقطا طائرٌ معروف، واحده: قطاة، والجمع: قطوات وطقيات. وقد ذكر أن القطا من الحمام".
قوله: "طقيات"، ظاهرٌ أنه خطأ.
والصواب: "قطيات"[31].

14- وقال[32]: "وانكَفَأَ الشعراءُ في تصويرِهم حين انحسروا عن التعبير المجازيِّ، إلى الآخرِ الحقيقي، تاركين التشبيه والاستعارةَ، التي تنقُلُ المعنى بطرقٍ مختلفةٍ، تتفاضلُ فيما بينها حلاوةً وطلاوةً... فقالوا في قصرِ الليلِ: أوائلُه تُلاصِقُ أواخِرَه . وفيه[33] يبلغُ الليلُ مداهُ قِصَرًا وسرعةَ انقضاءٍ. قال القصاني:
... ...
... ...
أرى قِصَرًا بالليلِ حتى كأنما
أوائِلُه ممَّا تَدَانَى أواخِرُه".

قوله: "انكَفَأ الشعراء... حين انحسروا..."، فيه:
الأول: الفعلُ "انكَفَأَ" يتعدَّى بـ "إلى"، ويكون معناه: رجع. ويتعدى بـ "على"، ويكون معناه: مالَ، أو اشتدَّ اهتمامُه. ويتعدى بـ "عن"، ويكون معناه: انصرف[34].
كما أنه لا يتعدَّى، فيُقالُ: "انكَفَأَ لونه: تغيَّر، وانكَفَأَ القومُ: انهزموا"[35].
وليس شيءٌ من هذه المعاني أقربَ إلى ما يمكن أنْ يُراد من عبارةِ الباحثِ - المشارِ إليها - إلَّا "رجَع"، لكنَّ "انكفأ" لا تكون بهذا المعنى إلَّا متعدية بـ "إلى". وليست في عبارةِ الباحث.
ولو اعتبرنا ما في "انكفأَ" غير المتعديةِ من معنى "رجع"[36] لكان متعسَّفًا؛ لأنَّ المنهزِمَ قد لا يرجِعُ إلى مكانِه[37].
ثم إنَّ رجوعَ المنهزمِ - لو كان - فإنما يكون رجوع انكسارٍ. ولا يمكن أنْ يكون مرادًا للباحثِ، ولا أراه يصحُّ.
وقوله: "حين انحَسَرُوا عن التعبير المجازي"، فـ "انحَسَرَ" - أيضًا - لا تُستعملُ للإنسان[38].
يُقال: "انحَسَرَ الماءُ عنِ الساحلِ: ارتدَّ حتى بَدَتِ الأرضُ. وانحَسَرَ الطيرُ: سقطَ ريشُه العتيق، وثبت ريشُه الحديث"[39].
ومن معاني "انحسر": "انكشف".
لكنه أيضًا لا يصلحُ للإنسانِ العاقلِ.
حتى لو قيل: إنه يُقالُ: "انحَسَرَ الشَّعرُ عن رأسهِ"، فليس هذا - أيضًا - مما يخصُّ الإنسانَ العاقلَ، وإن كان يخصُّ بعضَه.
فإذا كان معنى "انحَسَرَ" يدورُ حولَ هذه المعاني، فأيُّها يصلُحُ أنْ يكونَ مرادًا للباحث؟![40]
وحتى لو افترضنا - جدلًا - أنه أراد معنى (التراجع)، أو (الترك)، الذي يمكن أنْ يكون متضمَّنًا في "ارتد الماءُ"[41]، فإنه يكون المرادُ بالعبارةِ:
"وتراجع العلماءُ في تصويرهم حين تراجعوا[42] عنِ التعبير المجازي إلى الآخر الحقيقي".
وأظنُّ أن هذا تعبير ركيك، مع كونِ معناه غيرَ واضحٍ[43].
قوله: "... وطلاوة... فقالوا...".
هذه النقط الثلاث إنما توضع علامةً على الحذفِ، وهذا الحذفُ إنما يحتاج إليه في حالةِ عدم الحاجةِ لبعضِ الكلامِ؛ لطولِه، أو لعدمِ دلالتِه المباشرةِ على المرادِ.
وليس ثمَّةَ نقلٌ، إنما هو كلامُ الباحثِ[44] [45].

15- وقال: "على نحو قول ما جاء على لسان أحد الشعراء".
قولُه: "قول ما جاء على لسان"، لا يصح؛ لأنَّ العبارتين لا تجتمعان.
والصواب: "قول أحد الشعراء".
أو: "ما جاء على لسان أحدِ الشعراءِ".
ولا يُقالُ: إنه أراد "على نحو قولِهم ما جاء".
أو: "على نحو أن تقول".
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 35.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.36 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.74%)]