• وقال: "ومع إقرار الشاطبي بوجوب فهم ما تعلق بالمعقولات كالمفاسد والمصالح بغير لغة العرب؛ لاشتراك البشر في فهمِها، نجده في مواضع كثيرة يُلح على ضرورة الاقتداء بلسان العرب في فهم الشريعة"[77].
• قولُه: "ومع إقرار الشاطبي بوجوب..."، لا يصح؛ لأنه يعني أنَّ الشاطبي - رحمه الله تعالى - وافق الباحثَ في هذه القضية.
وليس ذلك مرادًا للباحثِ، ولا هو بصائبٍ.
الأول: ما نقله الباحث نفسُه عن "الموافقات"[78]: "وإن تعلَّق بالمعاني من المصالح والمفاسد مجردة من اقتضاء النصوص لها، أو مسلَّمةٍ[79] من صاحب الاجتهاد في النصوصِ فلا يلزم من ذلك[80] العلمُ بالعربيةِ، وإنما يلزم العلمُ بمقاصد الشرع"[81].
الثاني: أنَّ "إقرار" تعني "اتفاق"، وليس ثمة اتفاقٌ؛ بدليلِ مخالفة الشيخ: عبدالله دراز[82]، وهذا الباحث[83].
الثالث: أنَّ "إقرار الشاطبي" تعني تسليمه لمن سبقه بهذا القولِ. وليس ذلك صوابًا؛ لأنَّ الشاطبي رحمه الله تعالى "قال" رأيًا، أو "ابتدأ" فيما يظهر.
• قوله: "بوجوب" لا يصحُّ؛ لأنَّ الشاطبي - رحمه الله تعالى - لم ينطق بمثلِ هذا، ولا بما يُفهم منه هذا المعنى. بل، لا يُعقل أن يَقول مَن هو دون الشاطبي بهذا الخبط، فكيف بالشاطبي، رحمه الله تعالى؟!
إنما قال رحمه الله تعالى[84]: "فلا يلزم العلم بالعربية". فهل من قائلٍ بأن نفي اللزوم يعني الوجوب؟!!
بل، قد يرى البعض أن إثبات اللزوم هو الذي يعني الوجوب، فليُتنبه.
• قوله: "ضرورة الاقتداء بلسان العرب في فهم الشريعة"، لا يصح؛ لأنه لم يسبق لـ "لسان العرب" فهمٌ في الشريعة، لأنَّ اللسانَ سابقٌ للشريعة. إلَّا أنْ يقصد الباحثُ ما كان منَ السلفِ - رحمهمُ الله تعالى - من أقوالٍ في فهم الشريعة.
ولعلي لا أرى هذا الأخير مقصودًا للباحث.
فالصواب: "ضرورة الاهتداء بلسان العرب".
• وقال[85]: "... فلا يمكن لمن حصَّل مرتبة المقلد في العربية أن يعرف على حقيقتِه"[86].
قوله: "حصَّل مرتبة المقلِّد"، لا يصح؛ لأنَّ "حصَّل" إنما وُضِعَتْ بالأساسِ لمن بَذَل جُهدًا في الوصولِ إلى أمرٍ. وليس "المقلِّد" بذاك.
فالصواب: "فلا يمكن لمن كان مقلدًا..."، مثلًا.
• ونقل عن الإمام الشاطبي - رحمه الله تعالى[87] - قوله: "أخذ تفسير القرآن على التوسط والاعتدال.... وربما أخذ على أحد الطرفين الخارجين عن الاعتدال: إما على الإفراط، وإما على التفريط"[88].
• قولُه: "أخذَ تفسير" يجعلُ العبارةَ مضطربةً.
الصواب: "ربما أُخِذَ"، كما في "الموافقات"؛ لأنَّ في العبارةِ تقسيمًا، أو احتمالين، هذا أولهما.
• وقال: "... وقد قُيِّدَت مرتبةُ الاجتهاد ببلوغ الغاية في خدمة العربية، ولا تكفي البداية[89] في الاجتهاد؛ ذلك أنه: "فرضُ علمٍ تتوقف صحة الاجتهاد عليه، فإن كان ثَمَّ علمٌ لا يحصُل الاجتهادُ في الشريعةِ إلَّا بالاجتهاد فيه فهو بلا بد مضطرٌّ إليه... فلا بد من تحصيله على تمامِه. وهو ظاهر... والأقربُ في العلوم إلى أنْ يكون هكذا علمُ اللغة العربية"[90].
• قولُه: "ذلك أنه"، مبهمٌ، أو موهمٌ؛ فالضميرُ في "أنه" يحتمل ثلاثة أوجهٍ:
الأول: أنْ يخص "بلوغ الغاية في خدمة العربية".
الثاني: أنْ يخص الاجتهاد.
الثالث: أنْ يكون ضميرَ الشأن.
والصواب: ضميرُ الشأن.
• قوله: "فرضُ علمٍ"، قد يُظن أنه تحريفُ "عينٍ".
وما ذلك إلَّا بسبب عدمِ دقةِ النقل.
وبالرجوع إلى موطنِه في "الموافقات"[91] نجده يقول:
"وأمَّا الثاني من المطالب، وهو: فرض العلم..."، وهذا واضحٌ في أنها فرضيةٌ مطروحةٌ للنظر فيها، أو فيما يستحقها منَ العلومِ.
• وقال: "وقد يبدو من هذا النص أن الشاطبي يرسم ملامح التفكير المنهجي الرشيد في التعامل مع الخطاب القرآني تعاملًا يستند إلى الوسطية في الفهم... معنى ذلك بعبارة أكثر بيانًا وإشراقًا..."[92].
• قوله: "وقد"، لا يصح؛ لأنَّ "قد" مع المضارع تفيدُ الشك، وليس الباحثُ - في هذا النصِّ المنقول - مُشكِّكًا في كلام الشاطبي رحمه الله تعالى، بل هو متفقٌ معه، كما هو ظاهرٌ.
فالصواب: حذف "قد"، بل ومعها "يبدو" أيضًا.
ليقول: "وظاهرٌ من هذا النصِّ"، مثلًا[93].
• ونقل عنِ "الموافقات"[94]: "... وأما الرأي[95] غير الجاري على موافقة العربية أو الجاري على الأدلة الشرعية فهذا هو الرأي المذموم من غير إشكال"[96].
• قوله: "أو الجاري على..."، لا يصح؛ لأنَّ معناه ذمُّ الرأي "الجاري على الأدلة الشرعية"، وهذا خطأٌ قطعًا. وكذلك هو في الأصل[97].
والصواب: "أو غير الجاري"،
أو: "أو على الأدلة الشرعية"، بحذف "الجاري" في العطف.
• وقال:
"2 - مراعاة أساليب العرب، والاقتداءُ بسننهم في فهم القرآن قد يوصل إلى المراد، والمقصود من خطاب الشارع"[98].
وله: "قد يوصل". لا يصح؛ فيه ما في الذي قبله.
• وقال: "لا نعتقد أننا نجانب الصواب متى حكمنا على تردد الشاطبي في اشتراط العربية في الاستنباط، وعدم اشتراطها في مواطن أخرى. وبعد أن أتممنا الكلام في موقف الشاطبي من علوم العربية في الاجتهاد... فإننا نعطف على الجزء الثاني من موقف الشاطبي من عدم الاشتراط..."[99].
• قوله: "حكمنا على تردد الشاطبي"، لا يصح؛ لأمرين:
الأول: أنَّ "تردد" حكمٌ.
الثاني: أنه لم يذكر في كلِّ الفقرة المنقولة حكمًا آخر. وقد يُقال أنَّ "حكمنا" بمعنى "فسَّرنا"، أو أنَّ الباحث هكذا أراد.
وأقول: حتى مع التسليم بهذا الرأي - مع بعدِه - فإننا لا نجد تفسيرًا لأسباب "تردد الشاطبي"، المزعوم.
فالصواب: "حكمنا بتردد".
لكنَّ "حكمنا" أوفق لظاهر كلام الباحث.
• وقال[100]: "خلو الفائدة من الاشتغال ببعض العلوم"[101].
قوله: "خلو الفائدة من" لا يصح بحالٍ؛ لأنَّ الفائدة ليست بشيءٍ يمتلئُ، أو يخلو[102]، إنما الفائدة "توجد" في الشيء، أو "يخلو" منها.
فالصواب: "عدم الفائدة من الاشتغال..."[103].
♦ ♦ ♦
فهرس الكراس الرابع (4)
من التنبيهات في التصحيفات والتحريفات
3 - تصحيفات مجلة "جذور" العدد (17).
17 - تصحيفات مجلة "تراثيات" العدد (4).
35 - تصحيفات مجلة "الأحمدية" (العدد 21).
[1] فصلية تعنى بالتراث وقضاياه - النادي الأدبي الثقافي - جدة.
[2] ربيع الآخر 1425 / يونيو2004م.
[3] "الصداقة كما يراها ابن المقفع" محمد رجب البيومي.
[4] انظر: "التنبيهات في التصحيفات والتحريفات" فكري الجزار - القاهرة - مكتبة العلم - طبعة أولى (1420هـ/ 1999م).
[5] الساعة 7:15 بعد عشاء الخميس 18 القعدة 1425، 30/ 12/ 2004م.
[6] مجلة "جذور" (17/ 82).
[7] الساعة 8:37 بعد عشاء الخميس 18 القعدة 1425، 30/ 12/ 2004م.
[8] محمد رجب البيومي.
[9] مجلة "جذور" (17/ 89).
[10] السابق.
[11] الساعة 10:43 ليلَ الخميس 18 القعدة 1425، 30/ 12/ 2004م.
[12] د. أحمد عيساوي - أستاذ الدعوة والإعلام والفكر الإسلامي - كلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإسلامية - جامعة باتنة - الجزائر - وُلد في تبسة بالجزائر (1957م).
[13] بحث "مالك بن نبي.. المفكر الإسلامي العالمي، الذي استشرف قضايا عصرنا".
[14] مجلة "الأحمدية" (20/ 259) - دار البحوث للدراسات الإسلامية - دبي - توزيع صحيفة الأهرام - القاهرة.
[15] د. أحمد عيساوي.
[16] (ص260).
[17] (ص264).
[18] يعني أبناء المجتمع الواحد.8
[19] (ص305).
[20] د. أحمد عيساوي.
[21] "الأحمدية" (20/ 309).
[22] يعني حتميةَ مصاحبةِ التفوقِ العملي التطبيقي للتفوقِ الفكري والنظري لأيِّ أمةٍ من الأمم.
[23] ليس الإسلامُ فكرةً، وليته سكت، أو وقف عند هذا الحد، لكنه زاد "القرآنية". وهذا كلامٌ خطيرٌ جدًّا.
انظر بيانه في "النبراس- التصور الإسلامي" - كراس 2/ 51" لفكري. مخطوط.
[24] وكان الفراغ من قراءة هذا البحث في الساعة 9:45، صباح الخميس 16 من القعدة 1427، 7/ 12/ 2006م، ولكن، لم يُيسَّر لي تدوينُه في هذا الكراس المختص.
[25] الساعة 8:33 بعد عشاء الثلاثاء 28 من القعدة 1427، 19/ 12/ 2006، بسجن الوادي الجديد.
[26] د. فيصل الحفيان - منسِّق برامج معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، ورئيس تحرير مجلته، وباحث في قضايا التراث واللغة - ولد في حمص بسورية (1959م).
[27] بحث "الحمَّام في التراث الإسلامي على ضوء تحفة الأنطاكي".
[28] يعني الحمَّام العام، المعروفَ في كتب الفقه.
[29] مجلة "الأحمدية" (20/ 322).
[30] (ص324).
[31] ص (324).
[32] د. فيصل الحفيان - نفس البحث.
[33] الأحمدية (ص325).
[34] الساعة 9:50 بعد عشاء الثلاثاء 28 من القعدة 1427، 19/ 12/ 2006م، بسجن الوادي الجديد، وبعد فراغي من قراءة هذا البحث بأكثر من أسبوعين تقريبًا.
[35] د. محمد إقبال عروي - أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب - وجدة - المغرب - ولد في القنيطرة (1962م).
[36] في بحث "ظاهرة التكلف الاستنباطي في علم بديع القرآن"... دراسة تحليلية - مجلة "الأحمدية" (21/ 269 - 298). رمضان 1426 / أكتوبر 2005م.
[37] اصطلاحات بديعية، معرفةٌ في البحث.
[38] نقله الباحث عن ابن أبي الأصبع في كتابه "بديع القرآن" تحقيق - حفني محمد شرف - دار نهضة مصر (بدون تاريخ).
[39] د. محمد إقبال عروي.
[40] الأحمدية (21/ 280).
[41] الأحمدية (21/ 294).
[42] انظر: "القاموس المحيط" (2/ 981/ 1) و"مختار الصحاح " (نَقَبَ).
[43] الساعة 10:40 بعد عشاء الثلاثاء 28 من القعدة 1427، 19/ 12/ 2006م، بسجن الوادي الجديد بعد الفراغ من قراءة البحث بأسبوع كاملٍ، وعشرِ دقائق.
[44] د. أحمد فؤاد باشا - أستاذ الفيزياء (وقت كتابة هذا البحث) - جامعة القاهرة.
أما الآن (2006م) - فهو أحد وكلاء الجامعة، أو أحد نواب رئيس الجامعة.
[45] بحث "أساسيات العلوم الفيزيائية المعاصرة في التراث العربي.. دراسة تأصيلية".
[46] مجلة "تراثيات" (4/ 38) - (جمادى الأولى 1425/ يوليو2004م). مجلة محكمة ربع سنوية - مركز تحقيق التراث - دار الكتب والوثائق القومية - القاهرة.
[47] عبدالمتعال سالم عاشور - من رجال التعليم (كذا).
[48] نقلًا عن "التراتيب الإدارية" (80).
[49] يخاطب الآتين بعد زمانه.
[50] ساقطة.
[51] مجلة "تراثيات" (4/ 67).
[52] د. فيصل الحفيان - باحثٌ في قضايا التراث والعربية، ومُنسِّق برامج معهد المخطوطات العربية - القاهرة.
[53] بحث "تاريخ خزائن الكتب بالمغرب.. قراءة في كتاب د. بنبين" - مجلة "تراثيات" (4/ 135 - 159). د. أحمد شوقي بنبين - مغربي، محافظ الخزانة الحسينية (للكتب) بالرباط.
[54] (1424هـ / 2003م) عن الخزانة الحسينية بالرباط. نقله عنِ الفرنسية د. مصطفى طوبي (تلميذ د. بنبين).
[55] مجلة "تراثيات" (4/ 135).
[56] مجلة "تراثيات" (4/ 135).
[57] د. عزيز عدمان - أستاذ محاضر بكلية العلوم الإسلامية - جامعة الجزائر - ولد في الجزائر العاصمة (1965م).
[58] في بحث بعنوان "موقع المعرفة اللغوية في استنباط الأحكام الشرعية عند الشاطبي (ت790هـ) - مجلة الأحمدية" (21/ 17 - 96).
[59] مجلة "الأحمدية" (21/ 22) - رمضان 1426/ أكتوبر 2005م - دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث - دبي - توزيع صحيفة الأهرام القاهرية.
[60] يعني: تعلُّم.
[61] الفقرة قبل موضع التعليق مباشرةً.
[62] مجلة "الأحمدية" (21/ 22).
[63] يعني: وبين المستوى.
[64] مجلة "الأحمدية" (21/ 24).
[65] مجلة "الأحمدية" (21/ 24).
[66] د. عزيز عدمان.
[67] الباحث/ طه عبدالرحمن.
[68] نقلًا عن كتاب "تجديد المنهج في تقويم التراث" (ص75) - طه عبدالرحمن - المركز الثقافي العربي - الدار البيضاء - المغرب - (1994م).
[69] مجلة "الأحمدية" (21/ 36).
[70] د. عزيز عدمان.
[71] مجلة "الأحمدية" (21/ 39).
[72] كما في الحديث الضعيف: ((لا يؤمن أحدُكم حتى يكون هواه تَبَعًا لما جئتُ به))، ومعنى الحديث صحيحٌ.
[73] د. عزيز عدمان.
[74] مجلة "الأحمدية" (21/ 39).
[75] د. عزيز عدمان.
[76] مجلة "الأحمدية" (21/ 41).
[77] مجلة "الأحمدية" (21/ 43).
[78] (4/ 133) - مكتبة الأسرة (2006م).
[79] عطفًا على "بالمعاني".
[80] يعني الحالتين المذكورتين.
[81] مجلة "الأحمدية" (21/ 43).
[82] محقق "الموافقات".
[83] وما أراه إلَّا متابعًا للشيخ: عبدالله دراز، ولستُ مُقرًّا لرأيهما، بل أرى خلافه.
[84] كما نقله الباحث.
[85] د. عزيز عدمان، في نفس البحث.
[86] مجلة "الأحمدية" (21/ 47).
[87] "الموافقات" (3/ 347) - مكتبة الأسرة - ط (2006م).
[88] مجلة "الأحمدية" (21/ 49).
[89] يعني لا تكفي مرتبةُ المبتدئ في علم العربية لمن رام الاجتهاد في الشريعة.
[90] مجلة "الأحمدية" (21/ 52، 53).
[91] (4/ 94).
[92] مجلة "الأحمدية" (21/ 50).
[93] ويمكن أنْ يقول - مثلًا -: "في النص نجد - أو نرى - الشاطبي يرسم..."، أو: "يرسم الشاطبي في هذا النص ملامح"، أو ما أشبه هذا.
[94] "الموافقات" (3/ 357، 358).
[95] يعني في تفسير القرآن.
[96] مجلة "الأحمدية" (21/ 52).
[97] "الموافقات" (3/ 357، 358).
[98] مجلة "الأحمدية" (21/ 55).
[99] مجلة "الأحمدية" (21/ 56).
[100] د. عزيز عدمان.
[101] مجلة "الأحمدية" (21/ 61).
[102] ولا أدري كيف نال هذا الباحث درجة الماجستير عن "سورة الفرقان: دراسة أسلوبية"، أين عنده هذه الأسلوبية؟!!
لم أجد بُدًّا من هذا التعليق بعد حوالي عشرين صفحةً من التصحيفات.
[103] الساعة 9:37، بعد عشاء الثلاثاء 13 من الحجة 1427، 2/ 1/ 2007م، بسجن الوادي الجديد.